قضت محكمة الطوارئ في السودان، أمس، بسجن نائبة رئيس «حزب الأمة» القومي المعارض مريم الصادق المهدي، ابنة زعيم الحزب، لمدة أسبوع وغرامة ألفي جنيه سوداني (42 دولاراً).

وقال محامون إن «مريم رفضت دفع الغرامة، وبذلك تسجن مدة أسبوع آخر»، لافتين إلى أنها «كانت اعتقلت مع الأمين العام للحزب سارة نقدالله، و19 من أعضاء الحزب، من أمام دار (مقر) حزب الأمة، وقُدِّموا لمحاكمة فورية أمام محكمة الطوارئ في مدينة أم درمان بتهم تتعلق بمشاركتهم في تظاهرات» الأمس، في احتجاجات تدعو الرئيس عمر البشير إلى التنحي.

Ad

واعتقلت قوات الأمن أكثر من 20 متظاهرا، بينهم قادة قوى معارضة ومجتمع مدني قبل اندلاع التظاهرات الحاشدة أمام مقر «حزب الأمة» في أم درمان بالخرطوم.

وتجمع مئات المتظاهرين، أمس، أمام مقر الحزب مرددين هتافات تندد وتطالب بإسقاط النظام، وقامت الأجهزة الأمنية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع.

وكان «حزب الأمة» بزعامة الصادق المهدي دعا، أمس الأول، كوادره للخروج في موكب باتجاه البرلمان، لتسليم مذكرة تعارض فرض الطوارئ، إذ ينتظر أن تصدر اللجنة التشريعية في مجلس النواب، اليوم، قراراً بإجازة قانون الطوارئ.

وتزامنت الاعتقالات مع انطلاق تظاهرة حاشدة باتجاه مقر المجلس الوطني (البرلمان)، تلبية لدعوة أطلقها «تجمع المهنيين السودانيين»، احتجاجا على فرض حالة الطوارئ التي سيناقشها البرلمان اليوم.

ودعا «التجمع» في بيان، أمس، البشير، «الى التنحّي فوراً ومن دون شروط».

كما نفذ عدد من طلاب الجامعات الخاصة في الخرطوم احتجاجات ضمن الحراك الشعبي في البلاد، وردد الطلاب هتافات تطالب بإغلاق الجامعات.

من ناحية أخرى، أثار «تجمع المهنيين»، مساء الجمعة، جدلاً في مواقع التواصل الاجتماعي عندما دعا النساء إلى المشاركة في حملة لتنظيف الشوارع والأماكن العامة.

وتعرّض «التجمع» لهجوم من السودانيات في «يوم المرأة العالمي»، إذ اعتبرت التعليقات على منشوره أنه لا يحترم حقوق المرأة ويحصر دورها في أعمال محدودة مثل التنظيف والأعمال المنزلية.

وبعد «الهبة النسائية»، حذف «التجمع» منشوره المثير للجدل، والذي خاطب فيه السودانيين بلغة الشارع قائلاً: «يا مان ويا مانة» (بما معناه يا رجل ويا رجلة)، وقدم اعتذاره للنساء، مشيداً بأدوارهن في الحياة العامة.

في المقابل، أعلنت وزارة التعليم العالي، أمس، استئناف الدراسة في كل الجامعات، اعتبارا من غد.

وتأتي الخطوة بعد قرار حكومي بإغلاق جميع الجامعات الحكومية في الولايات المختلفة، مع اندلاع التظاهرات في المدن السودانية منذ ما يزيد على شهرين.