وسط أنباء عن توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب مشروع قانون يحظر بيع طائرات F35 إلى تركيا بسبب ثباتها في شراء نظام الدفاع الصاروخي الروسي S-400، كشفت مجلة "ناشيونال إنترست" عن سحب وزارة الدفاع (البنتاغون) مقاتلات رابتور F22 من منطقة الشرق الأوسط، بعد أن نشرتها هناك قبل 5 سنوات في إطار الحرب على تنظيم داعش في سورية والعراق.

وأشارت المجلة، في تقرير نشرته قبل أيام، إلى أن سلاح الجو الأميركي استبدل F22، التي مكنت طياريه من العمل بحرية وتجاوز أنظمة الدفاع الجوي السورية من دون عناء، بمقاتلات من طراز F15 الأقدم.

Ad

وأكدت القيادة الجوية المركزية الأميركية AFCENT للمجلة أنه ليس هناك مقاتلات F22 منشورة في نطاق عمل القيادة، مضيفة أن سلاح الجو نشر في المقابل مقاتلات F15CS في جنوب غرب آسيا.

وتابعت أن سلاح الجو يجري تنقلات دورية للمقاتلات من أجل متطلبات التشغيل وضمان التفوق الجوي ودعم القوات البرية. ومنذ سنوات حافظت "البنتاغون" على تفوقها الجوي من خلال F22s التي نشرت للمرة الأولى في مهمة قتالية عام 2014 في إطار الحرب على تنظيم داعش.

وبفضل قدراتها التقنية بوصفها من الجيل الخامس، تعتبر F22 هي المقاتلة الوحيدة التي كانت تناسب ظروف القتال في الأجواء السورية والعمل بحرية.

وفي ردّ على تحذيرات "البنتاغون" من "عواقب خطيرة" على العلاقات، أكّد الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان أمس الأول أنّ شراء منظومة S400 الصاروخية الروسية "لا علاقة له" بأمن الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن الجميع يعلم جيّداً أنّ هذه القضيّة لا علاقة لها إطلاقًا ببرنامج F35 وبحلف شمال الأطلسي، بل بحرّية تحرّكات تركيا، وبشكل خاصّ في سورية.

وفي ثالث اعتداء يتبناه "داعش" منذ مطلع العام، استهدف انتحاري يقود سيارة مفخخة أمس الأول دورية للقوات الأميركية والكردية في مدينة منبج.

وأوضح مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن أن "الانتحاري استهدف دورية مؤلفة من عربة مصفحة أميركية تابعة للتحالف الدولي وشاحنة صغيرة تقل مقاتلين أكراداً، لدى مرورها على أطراف مدينة منبج" وتسبب التفجير في سقوط جريحين على الأقل من القوات الكردية المرافقة.

وإذ نفى المتحدث باسم التحالف الدولي شون راين "مقتل أو إصابة أي جندي أميركي"، تبنّى "داعش" تنفيذ الهجوم. وأفادت وكالته الدعائية "أعماق" عن "هجوم استشهادي بسيارة مفخخة يضرب رتلاً يضم عناصر من القوات الأميركية".

ويعد هذا ثالث تفجير يستهدف القوات الأميركية ويتبناه التنظيم، الذي توشك "خلافته" على الانهيار، إذ استهدف انتحاري رتلاً أميركياً في 21 يناير في ريف الحسكة الجنوبي، وأسفر عن مقتل خمسة مقاتلين أكراد كانوا برفقته.

وسبق ذلك التفجير الأكثر دموية في 16 يناير، الذي استهدف دورية أميركية وسط منبج، مما تسبب في مقتل عشرة مدنيين وخمسة مقاتلين محليين، إضافة إلى أربعة أميركيين، هم جنديان وموظف مدني يعمل لمصلحة وزارة الدفاع (البنتاغون) وموظفة متعاقدة معها.

قصف ودوريات

ومع توقف العمليات العسكرية لقوات سورية الديمقراطية في بلدة الباغوز شرق الفرات بصورة مؤقتة، تناوبت طائرات الرئيس بشار الأسد على قصف ريف إدلب انطلاقاً من مطاري حماة العسكري وكويرس.

وبعد يوم من تسيير أول دورية للجيش التركي بموجب الاتفاق سوتشي الموقع في سبتمبر الماضي، شن طيران نظام الأسد أمس وأمس الأول عشرات الغارات الجوية على مدينة سراقب مدن وبلدات الريف الشرقي للمحافظة منها تلمنس وخان السبل، مما تسبب في وقوع عدد من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.

وبدد القصف اطمئنان بعض الأهالي لتسيير الجيش التركي أول دورية له بين نقاط المراقبة المنتشرة من ريف إدلب الشمالي إلى ريف حلب الجنوبي، في حين أعلنت تشكيلات لفصائل المعارضة هجوماً على موقع قوات النظام .

إلى ذلك، أعاد النظام نصب تمثال الرئيس الراحل حافظ الأسد، في ساحة "16 تشرين" في مدينة "درعا المحطة" أمس الأول وسط انتشار أمني مكثف في المنطقة قبل انطلاق مسيرة مؤيدة بحضور رسمي وحكومي في المكان نفسه.

ووفق مصادر ميدانية، فإن النظام وضع التمثال، الذي حطمه المتظاهرون في بدايات الثورة في 25 مارس2011، بمناسبة ذكرى انقلاب حزب البعث وقبل أيام من الذكرى الثامنة لانطلاق الاحتجاجات، كما وجهت محافظة درعا وفرع الحزب خلال الأيام القليلة الماضية دعوات للدوائر الحكومية لإقامة احتفال بحضور حكومي ورسمي وإطلاق مسيرة مؤيدة للنظام بعد نصب التمثال.

فظائع سورية

دولياً، تُواصل هيئة تابعة للأمم المتحدة منذ أبريل 2018 جمع أدلّة على فظائع ارتُكبت على مدى السنوات الثماني المنصرمة في سورية، بهدف تسهيل أحكام محتملة قد تصدر في المستقبل بحقّ المسؤولين عنها.