مع حلول الذكرى الثامنة لأحداث درعا التي كانت الشرارة الأولى لانتفاضة شعبية ضد النظام السوري تحولت لاحقاً إلى حرب أهلية طاحنة، اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أمس، أن الحرب بدأت تأخذ شكلاً جديداً يتمثل بالحصار والحرب الاقتصادية، في تصريحات توحي بأنه يعتبر الحرب العسكرية باتت وراءه.

وقال الأسد، خلال استقباله مساعد وزير خارجية الصين تشن شياودونغ، إن «أدوات السياسة الدولية تغيرت، والخلافات التي كانت تحل سابقاً عبر الحوار باتت تعتمد أسلوباً مختلفاً يقوم على المقاطعة وسحب السفراء، والحصار الاقتصادي واستخدام الإرهاب».

Ad

وشدد الرئيس السوري على أن «مكافحة الإرهاب هي التي تؤدي إلى حل سياسي في النهاية، وأي حديث عن حلول سياسية في ظل انتشار الإرهاب هو وهم وخديعة».

وتفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منذ بدء النزاع في مارس 2011، عقوبات اقتصادية صارمة على الأسد، شملت تجميد أصول أفراد وكيانات، وعزلهم مالياً، وعقوبات أخرى بينها حظر على الأسلحة والنفط، وقيود على الاستثمارات. وأغلقت العديد من الدول الغربية والعربية سفاراتها بالعاصمة السورية، في حين خفضت أخرى تمثيلها الدبلوماسي، وتم تعليق عضوية سورية بجامعة الدول العربية في 2011.

وغالباً ما تحث دمشق القوى الغربية على رفع الحصار الذي ساهم في استنزاف الاقتصاد، في وقت شهدت ومعها مدن عدة منذ مطلع العام أزمة نقص في المحروقات، لا سيما أسطوانات الغاز، جراء وضع واشنطن قيوداً مشددة على عمليات شحن النفط إلى سورية، في حين لا تزال أبرز حقول النفط والغاز خارجة عن سيطرة الحكومة.

وتسعى دول عربية كثيرة إلى إعادة علاقاتها مع دمشق، بعدما حققت القوات الحكومية تقدماً ميدانياً خلال العامين الأخيرين، وتمثل ذلك بافتتاح الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق بعد إقفالهما منذ عام 2012، لكن الاندفاعة العربية توقفت فجأة، بينما تتجه الأنظار إلى قمة تونس المقررة نهاية الشهر الجاري، والتي من المتوقع أن تبحث عودة سورية إلى الجامعة.

إلى ذلك، أعلنت «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) أمس، أن مهلة «استسلام» مقاتلي تنظيم «داعش» في آخر جيب لهم بالباغوز شرق سورية قد انتهت، مؤكدة أن الهجوم ضد الجيب المحاصر سيبدأ «في أي لحظة»، بعد إجلاء آلاف الأشخاص منذ مطلع الأسبوع.

وقال مدير المركز الإعلامي لـ «قسد»، مصطفى بالي في تغريدة على «تويتر»: «مهلة استسلام داعش انتهت، قواتنا تلقت الأوامر بالتحرك العسكري للقضاء على ما تبقى من إرهابيين في الباغوز».

من جهة أخرى، أعلن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون، أن الولايات المتحدة «متفائلة جداً» حيال مشاركة فرنسا والمملكة المتحدة في القوة التي قرر الرئيس الأميركي إبقاءها في سورية.

وقال بولتون لقناة «ايه بي سي» الأميركية: «من خلال محادثاتي مع نظيري البريطاني والفرنسي، أنا متفائل جداً لمشاركتهم».

وشدد على أنه لا تعارض بين تصريحات ترامب بأن «الخلافة» المعلنة من «داعش» قد انتهت، وتصريحات قائد القوات الأميركية بالشرق الأوسط الجنرال جوزف فوتيل، الذي قال، إن المعركة ضد التنظيم «بعيدة من الانتهاء».

وذكر بولتون أن ترامب «لم يتحدث أبداً عن أن القضاء على الخلافة على الأرض يعني نهاية تنظيم الدولة الإسلامية بشكل عام»، موضحاً أن «التهديد سيبقى، لكن واحداً من الأسباب التي من أجلها يلتزم الرئيس إبقاء وجود أميركي في العراق وقوة صغيرة من المراقبين في سورية، هو التصدي لاحتمال عودة حقيقية للتنظيم الإرهابي».