خليل الجيزاوي: محظوظ بـ 100 دراسة نقدية كُتبت عن أعمالي

حصد أخيراً جائزة إحسان عبدالقدوس للرواية

نشر في 12-03-2019
آخر تحديث 12-03-2019 | 00:02
يعد الروائي المصري خليل الجيزاوي، أحد الأصوات المتميزة في القصة القصيرة والرواية على مستوى العالم العربي، بشهادة الناقد الكبير مدحت الجيار، في تقديم الرواية الخامسة للجيزاوي «سيرة بني صالح».
وإلى جانب إبداعه الروائي، أصدر الجيزاوي ثلاث مجموعات قصصية وكتابين في النقد الأدبي، وحصد أخيراً جائزة إحسان عبدالقدوس للرواية لعام 2019 عن مخطوط روايته «أيام بغداد». وبهذه المناسبة كان لـ«الجريدة» معه هذا الحوار:
• كيف كانت البداية مع عالم كتابة القصة القصيرة والرواية؟

- تعرَّفت على القاص النوبي إبراهيم فهمي في ندوة أدبية بكلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1982، كنا نقرأ قصائدنا الشعرية وقصصنا القصيرة، وكنا لا نزال نتلمس بداية طريق الكتابة، ونصحني أستاذي د. عبدالقادر القط بالتفرغ لكتابة القصة القصيرة، وترددت مع إبراهيم فهمي على الكثير من الندوات الأدبية، ونشرت أكثر من ثلاثين قصة في معظم الدوريات الثقافية المصرية والعربية، حتى قال لي الروائي بهاء طاهر: «متى تطبع كتاباً يجمع قصصك القصيرة المنشورة في المجلات؟».

• في ظل شكوى أدباء كُثر من تراجع مستوى النقد، نجد نحو 100 دراسة نقدية تناولت أعمالك... هل تعد محظوظاً؟

- نعم، أعتبر نفسي محظوظاً، بمتابعة النقاد لأعمالي والكتابة عنها، فعندما صدرت روايتي الأولى (يوميات مدرس البنات) عن مكتبة مدبولي الصغير، بعد فوزها بجائزة نادي القصة في القاهرة عام 1998، تلقيت أكثر من خمس دعوات لمناقشتها، وعند صدور رواياتي ومجموعاتي القصصية: «نشيد الخلاص»، «الألاضيش»، «مواقيت الصمت»، «حبل الوداد»، «سيرة بني صالح»، ناقشها وكتب عنها الكثير من كبار الأدباء والنقاد، مثل: عبدالمنعم تليمة، محمد عبدالله، يوسف نوفل، يوسف الشاروني، إضافة إلى آخرين.

• لماذا أهديت روايتك (مواقيت الصمت) للأديب الراحل يحيى حقي؟

- بدأت علاقتي بيحيى حقي في لقاء عابر، وهو يمشي بجوار سور حديقة الميرلاند في ضاحية مصر الجديدة (شرق القاهرة)، وسألته: لماذا كل هذا العشق للسيدة زينب؟ سألني: هل تسكن السيدة زينب؟ أجبته: لا! فقال: اسكن السيدة، ساعتها تعرف الإجابة!

وبالفعل انتقلت للسكن في حي السيدة زينب في العام الثاني مباشرة، وبعد عشر سنوات كتبت روايتي «مواقيت الصمت»، ورصدتُ فيها التغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تمر بها مدينة القاهرة، وحالة الغليان والنيران المشتعلة تحت الرماد، والتي تنذر وتحذر من أننا على وشك الانفجار، وصدرت الرواية في بيروت عام 2008، بعد أن رفض نشرها لجرأتها في سلسلة روايات الهلال، وبعد ثلاث سنوات قامت ثورة يناير 2011، التي نددت بالحالة الاقتصادية، وتزوير انتخابات البرلمان عام 2010، والظلم الذي يتعرض له الناس في أقسام الشرطة.

• تُرجم عدد من أعمالك إلى لغات أجنبية، ما أهمية ترجمة الأدب العربي للقارئ الغربي؟

- بالفعل، تُرجمت بعض قصصي القصيرة إلى اللغتين الإنكليزية والفرنسية، حتى يقرأ لنا الآخر المختلف معنا ثقافة ولغة، تماماً مثلما نسعى إلى قراءة الأدب المترجم للعربية، وترجمة الأدب العربي للقارئ الغربي من شأنه أن يتعرف علينا الغربي، ويعرف كيف نفكر، فالروايات المترجمة تقدم صورة حقيقية عن المجتمع العربي، غير الصورة المشوهة التي يعرفها عنا الغرب، بعد انتشار ظاهرة الجماعات الإرهابية، التي تتمسح بالدين الإسلامي، وهو منها براء، لكن مشروع ترجمة الأدب العربي يحتاج إلى دعم مالي كبير، ومؤسسات ثقافية ترعاه، وعندي تجربة مريرة على ذلك، فقد ترجمت الصديقة المغربية فوزية القادري، التي تعيش بين المغرب وإسبانيا، روايتي «مواقيت الصمت» إلى اللغة الإسبانية، ومنذ خمس سنوات لا نجد ناشراً لها.

• بصفتك عضواً في تحكيم العديد من المسابقات الأدبية، متى يصبح الأديب قادراً على تقييم تجارب الآخرين؟!

- بحكم دراستي في كلية الآداب- قسم اللغة العربية، في جامعة عين شمس 1985، وتخصصي الدقيق (نقد أدبي)، تعلمتُ تحليل النصوص الأدبية على يد كبار النقاد أثناء الدراسة من أسماء بقيمة وقامة: عز الدين إسماعيل، عبدالقادر القط، محمد عبدالمطلب، صلاح فضل، رمضان عبدالتواب، ومنذ عام 1990 أمارس النقد وتقييم الأعمال القصصية والروائية، وشاركت في الكثير من الندوات الأدبية، مُناقشاً للكثير من قصص وروايات الأدباء، وأشارك في مؤتمرات الرواية في مصر والدول العربية، ومتى أصبح الأديب لديه خبرة في قراءة النص الأدبي يكون قادراً على فحص وتقييم تجارب شباب الأدباء والكبار، من خلال مسابقات القصة القصيرة والرواية.

• ما ملامح مشروعك الروائي المقبل؟ ومتى يعرف طريقه للنشر؟

- مشروعي الأدبي يطرح الكثير من الأسئلة الشائكة حول ماهية الموت والحياة، والصراع بين الخير والشر. أعتقد أن العمل الأدبي الذي لا يطرح أو يثير الكثير من الأسئلة حول واقعنا المأزوم، هو عمل ضحل لا يستحق الكتابة أو القراءة، ومشروعي الروائي يرصد إشكاليات الحياة، من خلال شخصيات عايشتها من لحم ودم، واشتبكت معها خلال رحلتي مع الحياة، وقد فاز مخطوط روايتي (أيام بغداد) بجائزة إحسان عبدالقدوس للرواية يناير 2019، وسعيد جداً أن يقترن اسمي باسم جائزة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، بمناسبة الاحتفال بمرور مئة عام على مولده (1919 - 2019)، والرواية تصدر قريباً.

لقاء عابر مع يحيى حقي سبب إبداعي لرواية «مواقيت الصمت»

سعيد باقتران اسمي بجائزة الكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس
back to top