بالتزامن مع احتفالات المرأة بيومها العالمي، شهدت الساحة التشكيلية المصرية الأسبوع الفائت معارض حديثة لكبار الفنانين التشكيليين، أقيمت في قاعات مختلفة، منهم حلمي التوني، وفرغلي عبدالحفيظ، ونعمت الديواني، إضافة إلى معرض خاص للفنان السعودي عبدالله حماس.

أقام الفنان الكبير فرغلي عبدالحفيظ، أحد رواد الفن التشكيلي، أحدث معارضه فى قاعة الزمالك للفنون، بعنوان «إيحاءات اللون الوردي»، وضم المعرض أكثر من 30 لوحة تميزت بألوان «الفوشيا»، ذات الملمس الحالم المعبّر عن التفاؤل والأمل.

Ad

وفي تقديمه للمعرض قال: «اللون هو عنصر محوري يلعب دورا رئيسا في تكوين الحياة البصرية والجمالية والروحية للمرأة وجميع الكائنات التي تعيش في هذا الكون الشاسع، وتم تضخيم دور اللون، حيث يشمل الصريح والضمني، المشهد والرمز، الواضح والغموض المعبّر عن المرأة في جميع الأحوال، إذ يعتبر اللون أحد أسرار الإبداع ومظهرًا للتميز والنوعية، لأنه قادر على تشريب كل المشاعر والأفكار.

وقال عبدالحفيظ لـ «الجريدة»: «اللون الوردي يوحي بالقوة وعواقبه العاطفية والروحية كبيرة».

وأضاف: لم يأت اختيار اللون عشوائيا، ولكن بقصد مخاطبة المشاعر وإيقاظ الحواس، ولأنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالأهمية الملموسة وغير الملموسة لنظرة الإنسان وخاصة المرأة للأشياء، فهذا اللون هو لون الأمل والحب السلام والنقاء.

وساهم عبدالحفيظ، وهو أستاذ بقسم التصميم بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان، في تأسيس جماعة الفنانين الخمسة 1963، وجماعة المحور 1981، كما صمم ديكورات «أوبرا عايدة - براغ 1994، وحصل على العديد من الجوائز؛ منها بينالي الإسكندرية لدول البحر الأبيض المتوسط في الحفر 1970، وجائزة الدولة التشجيعية في الفنون، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى.

وجوه النساء

ونظم الفنان الكبير حلمي التوني، معرضه تحت عنوان «للنساء وجوه» في غاليرى بيكاسو، أعاد فيه النظر في جميع وجوه النساء التي رسمها خلال مسيرته الفنية.

يستمر المعرض حتى 21 الجاري، ويضم 60 لوحة تتناول أوجه المرأة المختلفة كما في خياله، فهي الحانية والرقيقة والرحيمة.

وأهدى التوني معرضه إلى المرأة في يومها العالمي، وقال: رسمت المشاعر العامة التي تمثّل المشترك بين النساء في لوحات من خيالي، وهذا يختلف عن البورتريه الذى يكون عادة مستمدا من الواقع، كرسم صورة شخصية بناء على طلب من امرأة ما، وبالتالي هذه اللوحات لا تعبّر عن وجه امرأة معيّنة وإنما وجوه كل النساء».

وأشار الى أنه اكتشف فعلا أن للنساء وجوها، وكلها جميلة وفاتنة، رغم اختلاف الملامح وتنوع أساليب الرسم عبر سنين مشواره الفني.

ويمتاز التوني بالحس الموسيقي في أعماله، والتناغم بين اللون والحركة، فهو مصور ورسام ومصمم، درس الفن في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة، وحصل على بكالوريوس فن التصميم المسرحي، له مساهمات في نشاطات فنية عدة مثل مسرح الدمى، وتصميم الكتاب والرسم الجرافيكي، وحاصل على العديد من الجوائز العربية والعالمية، منها ميدالية لابيزج الدولية.

وفي قاعة «بيكاسو 2»، عرضت الفنانة نعمت الديواني، أحدث إنتاجها في معرض بعنوان «نقطة اتزان»، تناولت فيه المرأة، ولكن بحركات أقرب إلى البهلوانية، حيث تتحرك شخوصها في فضاءات لونية مبهجة.

يضم المعرض أكثر من 20 لوحة، يطغى عليها الأجواء الفلكورية، وتقول الديواني عن معرضها «أبحث عن نقطة اتزان في هذا العالم المحاط بالكثير من المهرجين، وكأننا في سيرك، فحياتنا مليئة بالتناقضات، ونحتاج إلى التوصل لنقاط اتفاق واتزان.

يشار إلى أن الديواني تخرجت في جامعة جون كابوت بروما، ودرست في مرسم الفنان الرزاز وبأكاديمية الفنون بفلورنسا، ولها مشاركات عديدة في فعاليات فنية داخل مصر وخارجها.

الجنوبي وأبها الساحرة

من جهة أخرى، نظم أتيليه العرب للثقافة والفنون معرضا للفنان السعودي عبدالله حماس بالقاهرة بعنوان «الجنوبي»، وتبرز لوحاته الحياة في مدينة أبها جنوب السعودية والبيئة الساحرة التي تتمتع بها المدينة بأسلوبه التجريدي المعروف به، وبتعامل حماس مع لوحاته كأسطح تصويرية قال عنها رئيس مجلس إدارة الأتيليه هشام قنديل في بيان تقديمه للمعرض الذي يستمر 3 أسابيع، إنها تحمل قيمة لونية تفيض بالنضرة وتعبّر عن لقطات رائعة للمدينة الجنوبية.

ويعد الفنان عبدالله حماس أحد أشهر الفنانين في السعودية والعالم العربي، ولد في مدينة أبها، واعتمد في أعماله على المدرسة التجريدية الرمزية، كما تأثر ببيئته الجنوبية، حيث يظهر طابعه الخاص والمميز في أعماله المعتمدة على ألوان الطبيعة الخلابة، وأسلوب الحياة البسيطة، وأقام اكثر من 30 معرضا في مدن مختلفة كالرباط ودبي وباريس ولندن والقاهرة.