يوفنتوس يحلم بريمونتادا على حساب أتلتيكو العنيد

بعدما خسر يوفنتوس أمام أتلتيكو مدريد الإسباني صفر-2 في ذهاب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، بات الفريق الإيطالي أمام مهمة صعبة جدا، لقلب موازين المواجهة لمصلحته وانتزاع بطاقة التأهل عندما يستضيف منافسه الإسباني اليوم في مباراة الإياب.

ويأمل يوفنتوس تفادي المصير الذي واجهه ريال مدريد الإسباني حامل اللقب وباريس سان جرمان الفرنسي، إذ فرط كل منهما في انتصاره في جولة الذهاب وخسر إيابا ليودع الفريقان البطولة من دور الـ16.

فقد تغلب الريال على أياكس الهولندي في عقر داره 2-1 ذهابا ثم خسر على ملعبه بالعاصمة الإسبانية إيابا 1-4، كما فاز سان جيرمان على مانشستر يونايتد الإنكليزي 2-صفر في مانشستر، ثم خسر إيابا في العاصمة الفرنسية 1-3.

وربما شكل الخروج المفاجئ للريال وسان جرمان، نبأ سارا ليوفنتوس، الذي يعد مرشحا قويا للفوز باللقب هذا الموسم، وخاصة في ظل وجود النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بين صفوفه.

لكن يوفنتوس تلقى صدمة بالهزيمة بثنائية نظيفة في مباراة الذهاب، وهو ما يحتم عليه استعادة التوازن منه في مباراة اليوم من أجل مواصلة المشوار في البطولة.

ولم يظهر رونالدو، الذي اعتلى منصة التتويج بالبطولة الأوروبية خمس مرات، بأفضل مستوياته مع يوفنتوس في دوري الأبطال، وقد سجل هدفا واحدا للفريق خلال سبع مباريات، علما بأنه سجل إجمالي 43 هدفا خلال النسخ الثلاث الماضية التي شهدت تتويجه مع ريال مدريد.

ومع ذلك، لا يزال يوفنتوس يثق بقدرات نجمه البرتغالي بشكل كبير، وقد طالبه بالاستفادة من هذا الدعم خلال المباراة.

وتراجع دعم جماهير يوفنتوس شيئا ما خلال المباريات الأخيرة، إذ أبدى المشجعون تذمرهم من ارتفاع أسعار التذاكر، لكنهم أكدوا عزمهم على دعم الفريق في مواجهة أتلتيكو.

وأبدى فويتشيك تشيزني حارس مرمى يوفنتوس، ثقته بتقديم عرض جيد، ولكنه أكد الحاجة للتحسن في جميع المراكز على أرض الملعب.

وأضاف الحارس البولندي "يجب أن نؤدي بشكل أفضل من مباراة الذهاب، سواء في الدفاع أو الهجوم. يبدو الأمر بسيطا، لكنه ليس هكذا، يجب أن نثق بقدراتنا، فنحن نؤدي بشكل جيد جدا، والمباريات التي أجريت أخيرا في دوري الأبطال تظهر لنا أن الفرصة متاحة دائما".

اليوفي بثلاثة مدافعين

وتردد أن ماسيميليانو أليغري المدير الفني ليوفنتوس يدرس الدفاع في مباراة اليوم بثلاثة عناصر، حيث ينتظر أن يخوض القائد جيورجيو كيليني المباراة رقم 500 له مع يوفنتوس، إذ يتطلع أليغري للتعامل بشكل جيد مع أسلوب دييغو سيميوني المدير الفني لأتلتيكو مدريد والذي يعتمد على طريقة 4-4-2.

ويفتقد أليغري في مباراة اليوم جهود المدافعين اليكس ساندرو وماتيا دي تشيليو بسبب الإيقاف والإصابة، على الترتيب، لكن جواو كانسيلو بات لائقا للمشاركة على الجهة اليمنى كما ينتظر مشاركة مارتين كاسيريس وليوناردو سبينازولا، الذي يظهر للمرة الأولى في البطولة.

وينتظر أن يعتمد أليغري في الهجوم على رونالدو إلى جانب ماريو ماندزوكيتش، لاعب أتلتيكو السابق، على أن يدعمهما باولو ديبالا أو فيدريكو برنارديسكي، ويتوقع أن يشارك دوغلاس كوستا، حتى لو لبعض الوقت في المباراة.

ويخوض أتلتيكو مدريد مباراة اليوم بعد أن فاز مطلع هذا الأسبوع على ليغانيس 1-صفر ليظل في المركز الثاني بالدوري الإسباني بفارق سبع نقاط خلف برشلونة الإسباني.

توجهت بعثة فريق أتلتيكو مدريد أمس إلى مدينة تورين الإيطالية، لخوض مباراة إياب ثمن نهائي دوري الأبطال أمام فريق يوفنتوس، بقائمة مكونة من 20 لاعبا، وانضم لها أيضا دييغو غودين الذي تلقى ضربة في الفخذ الأيمن خلال تدريبات الفريق الجمعة الماضي.

وضم المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني قائد الفريق على أمل تمام شفائه قبل المواجهة المرتقبة أمام البيانكونيري اليوم، حيث تدرب اللاعب الأحد على الهامش، ومن المفترض أن يواصل التدريبات للوقوف على حالته ومعرفة مدى جاهزيته.

ويغيب عن قائمة الفريق 4 لاعبين آخرين، هم دييغو كوستا وتوماس بارتي للإيقاف، وفيليبي لويس ولوكاس هرنانديز للإصابة، وقام سيميوني أيضا بضم 4 لاعبين من الناشئين، وهم الحارس أليكس دوس سانتوس والمدافع خافيير مونتيرو ولاعب الوسط ميكيل كارو والمهاجم خواكين مونيوز.

يأمل يوفنتوس الإيطالي أن يؤتي الاستثمار الذي وضعه بالنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حين تعاقد معه الصيف الماضي من ريال مدريد الإسباني مقابل قرابة 100 مليون يورو، ثماره الثلاثاء حين يستضيف فريق "السيدة العجوز" أتلتيكو مدريد الإسباني في اياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو متخلف بهدفين نظيفين.

وفي حديث له مع تلفزيون النادي عشية اللقاء المرتقب مع فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني، أقر رونالدو بأنه "لم نكن نتوقع أن نخسر لقاء الذهاب صفر-2، لكن أي شيء قد يحصل ونريد أن نرد بأفضل طريقة على أرضنا، أمام جمهورنا".

واعتبر البرتغالي، الذي قاد ريال مدريد الى اللقب القاري في المواسم الثلاثة الماضية أنها "أمسيات رائعة، مذهلة: أمسيات دوري أبطال أوروبا". وأردف "الفريق واثق من خوض مباراة رائعة، وأنا أيضا. للمشجعين أقول: فكروا بإيجابية، لنؤمن، استعدوا للعودة!".

ويعول يوفنتوس كثيراً على رونالدو الذي أطاح به من الدور ربع النهائي الموسم الماضي بتسجيله ثنائية في تورينو قاد بها ريال للفوز 3-صفر في الذهاب، ثم سجل هدف التأهل في الوقت القاتل ايابا (خسر ريال 1-3)، من أجل تكرار ما حققه النجم البرتغالي في أبريل 2016 حين سجل ثلاثية حول بها خسارة فريقه ذهابا أمام فولفسبورغ الألماني بهدفين نظيفين.

والعودة من بعيد ليست مستبعدة بالنسبة ليوفنتوس، إذ سبق أن حقق ذلك ثماني مرات في دوري الأبطال، بينها في ربع نهائي نسخة 1996 ضد ريال مدريد في طريقه لإحراز لقبه الثاني والأخير.

بالنسبة لصحيفة "كورييري ديلو سبورت" فإن "سي آر 7 موجود هنا (مع يوفنتوس) من أجل ذلك"، لخوض "مباراة لا يمكن لكريستيانو رونالدو أن يخطئ فيها".

وأردفت "لم يوقع من أجل الفوز بلقب الدوري أو تعزيز المبيعات، يوفنتوس ينتظر إنهاء أعوام من الخيبة"، في إشارة منها الى خسارته نهائي المسابقة خمس مرات منذ تتويجه الأخير عام 1996، بينها مرتان في الأعوام الأربعة الأخيرة ضد قطبي إسبانيا برشلونة وريال مدريد.

أكد الإيطالي مارتشيلو ليبي، المدرب الأسبق لنادي يوفنتوس، والذي حقق معه آخر بطولة دوري أبطال توج بها الفريق الإيطالي عام 1996، أمس الأول، أن "من يظنون" أن اليوفي "قد ودع" دوري الأبطال لا يعرفون الروح التي يتميز بها البيانكونيري.

ورغم خسارة الفريق بهدفين نظيفين أمام أتلتيكو مدريد في ذهاب ثمن نهائي البطولة، فإن ليبي يرى أن اللاعبين تحت قيادة المدرب ماسيميليانو أليغري لديهم السمات الكافية للعودة في النتيجة وتصحيح المسار، جاء ذلك خلال مقابلة نشرتها أمس صحيفة لا ريبوبليكا الإيطالية.

وصرح المدرب الأسبق للسيدة العجوز، الذي سبق له العودة في النتيجة أمام ريال مدريد عام 2003، بعدما خسر في مباراة الذهاب بإسبانيا (1-2)، وتمكن من الفوز في الإياب (3-1)، "يوفنتوس لا يموت مطلقا، ومن يظنون أنه قد ودع البطولة لا يعرفونه، اليوفي لا يموت بطريقة أو بأخرى، وخصوصا عندما يجرح". وأردف: "يجب أن نتحلى بالهدوء قبل الحكم عليه، فسابقا رأينا كيف أنهى الأمر، يوفنتوس لا يمتلك 7 أرواح بل 70، فهو فريق مليء بالمحاربين وجميعهم يعلمون كيفية تخطي لحظات المعاناة، يجب ألا يفقدوا تركيزهم، وأن يتحلوا بالصبر، فالأهداف قادمة".