بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس زيارة تستمر 3 أيام إلى العراق، يسعى خلالها الى تعزيز التعاون السياسي والعسكري بين البلدين وتوقيع اتفاقيات اقتصادية في محاولة لتخفيف حدة تأثيرات العقوبات الاميركية الخانقة.

واستقبل وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم، روحاني والوفد المرافق له، في مطار بغداد، وما لبث ان توجه الرئيس الإيراني فوراً الى الكاظمية لزيارة مرقد الإمامين الكاظمين، قبل استقباله الرسمي من قبل رئيس الجمهورية برهم صالح في قصر السلام.

Ad

وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد محادثات مع روحاني، أكد صالح، أنه من الممكن أن تكون بغداد «ملتقى لدول المنطقة للتفاهم والتعاون فيما بينها من اجل المصالح المشتركة ومواجهة الارهاب وخلق منظومة مصالح اقتصادية مترابطة بين شعوب المنطقة تنهي حالة النزاعات والتناحرات التي عانتها في السابق «.

وقال صالح إن «العراق محظوظ بجيرانه ايران وتركيا وامتداده العربي»، غير أنه «عانى من الإرهاب بسبب الصراعات في المنطقة» مشيراً الى أن «الأمن المشترك مع إيران ودول المنطقة يتطلب المزيد من التعاون لمواجهة الارهاب والفكر المتطرف ومنع ظهور بؤر الارهاب مجدداً»، وأن «عمق العراق العربي سيكون عاملا للم شمل المنطقة».

«المرشد» يقلد سليماني «ذو الفقار»

رغم الأزمة التي أثارها مع وزير الخارجية محمد جواد ظريف قبل أسابيع، قلّد المرشد الإيراني علي خامنئي، قائد فيلق «القدس» في الحرس الثوري، قاسم سليماني، وسام «ذو الفقار» الذي يعتبر أرفع وسام عسكري في البلاد.

وهنأ ممثل خامنئي في فيلق «القدس»، علي شيرازي، سليماني بتقليده الوسام من المرشد الذي يعتبر أيضاً القائد العام للقوات المسلحة.

وقال شيرازي في رسالة إلى سليماني: «أخي العزيز والمحترم اللواء قاسم سليماني، أقدم التهاني بحصولكم على الوسام، كما أهنئ الشعب الإيراني وجميع قادة وكوادر فيلق القدس في الحرس الثوري، وجبهة المقاومة، وأصدقاء اللواء سليماني، وأنا كلي فخر لما حظيتم به من رضا قائد الثورة الإسلامية على خدماتكم الصادقة والمخلصة».

وإذ أعرب عن شكره لايران لـ «دعمها العراق في حربه ضد داعش»، شدد الرئيس العراقي على أن «الانتصار على الارهاب غير مكتمل»، لافتا إلى ان «العراق يعيش لحظات تحول مهمة ينبغي المضي خلالها بعملية الامن والاسقرار في المنطقة».

ولفت صالح الى أنه بحث مع روحاني «ملف تعزيز العلاقات والتعاون في مجال الطاقة والاقتصاد وزيارة العتبات المقدسة».

وكانت «الجريدة» ذكرت قبل يومين ان روحاني سيبلغ صالح موافقته على اقتراح تقدم به الرئيس العراقي سابقاً للوساطة بين طهران والرياض.

من ناحيته، قال الرئيس الإيراني إن «العراق دولة إسلامية وعربية هامة وبامكانها أن تلعب دوراً أكبر في توفير الأمن وتطوير العلاقات مع دول المنطقة ونحن نريد ان نكون مع العراق وبجانبه ومتفقين معه لا ضد الآخرين، بل نوفر أرضية للاخرين ليكونوا معنا».

وأكد أن «الذي يهمنا هو استقرار العراق، نحن نعرف ان توفير الامن والاستقرار في العراق، يوفر في الواقع الامن والاستقرار للمنطقة».

وأضاف أن العلاقات التي تربط بين العراق وإيران دينية وثقافية وأن «علاقة إيران مع العراق لا يمكن الاستغناء عنها، وعلينا بذل كل الجهود لتعزيزها»، مشددا على أنه «لا توجد نقطة خلاف مع المسؤولين العراقيين»، وأن المحادثات مع صالح كانت بناءة.

وأوضح «أننا نبذل جهدنا لتعزيز العلاقات بين البلدين وتمتين المصالح المشتركة، وأن هناك مجالات واسعة للتعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة وحركة الزوار والمصارف وخدمات الطرق والموارد المائية».

عبدالمهدي

وفي وقت لاحق، استقبل رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الرئيس الايراني في مكتبه بمقر الحكومة العراقية ببغداد. وأعلن مكتب رئاسة الوزراء أن المباحثات بين الرجلين تضمنت التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والعديد من الملفات المشتركة.

زيارة سورية

الى ذلك، قال السفير الإيراني في دمشق، جواد تركابادي، إن الرئيس الإيراني قد يزور سورية في وقت قريب، حسبما نقل عنه موقع «العهد» الإخباري التابع لحزب الله اللبناني. ومن المقرر أن يزور وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف العاصمة السورية قريبا بدعوة من الرئيس السوري بشار الأسد بعد ان استبعد خلال زيارة الاسد الى طهران، مما دفعه الى الاستقالة التي عاد عنها في وقت لاحق.

حملة رافضة

وشنّ ناشطون عراقيون حملة رافضة لزيارة روحاني مع تصاعد المشاعر السلبية ضد طهران منذ حرق القنصلية الإيرانية في البصرة احتجاجا على ازمة المياه. وكتب الصحافي العراقي فلاح المشعل: «هل يجرؤ المسؤولون العراقيون على فتح ملفات مهمة مع روحاني مثل ملف المخدرات وقطع المياه ورمي النفايات في شط العرب وغيرها مما يضر بحياة العراقيين؟». وقال المحلل السياسي العراقي هاني عاشور إن «زيارة روحاني رسالة تحد واضحة للعقوبات الأميركية، وكأن الأراضي العراقية ساحة لتصفية الحسابات».

7 سنوات سجناً لستوده لـ «التآمر» وإهانة خامنئي

ذكرت وكالة «ايسنا» شبه الرسمية أن المحامية الإيرانية نسرين ستوده، الناشطة البارزة في مجال حقوق الإنسان، الموقوفة في طهران، حكمت عليها المحكمة بالسجن 7 سنوات.

وقال القاضي محمد موغيش، رئيس الغرفة 28 في محكمة الثورة بطهران، «حكم على ستوده بالسجن 5 سنوات بتهمة التآمر على النظام، وسنتين لإهانة المرشد الأعلى علي خامنئي»، مضيفا أن القضية أحيلت إلى محكمة الاستئناف.

وقال محمود بهزاد راد، أحد محامي ستوده، «عقدت المحكمة جلسة استماع لهذه المحاكمة لم تكن موكلتي حضرتها، وأدركنا أخيرا أن المحكمة حكمت عليها غيابيا».

وستوده حصلت على جائزة ساخاروف عام 2012 من قبل البرلمان الأوروبي، وأمضت 3 سنوات في السجن بين عامي 2010 و2013 بتهم ممارسة «أنشطة ضد الأمن القومي والدعاية المناهضة للنظام»، بعد الدفاع عن المعارضين الذين اعتقلوا خلال احتجاجات عام 2009 ضد إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وفي يناير الماضي، حُكم على زوجها رضا خاندان بالسجن 5 سنوات بتهمة «التآمر ضد الأمن القومي»، وسنة واحدة بتهمة «الدعاية ضد النظام».