استبعدت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، تأييدها عزل الرئيس دونالد ترامب، مشيرة إلى أنه «لا يستحق عناء ذلك».

وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» نشرت أمس الأول، قالت بيلوسي: «لست مع العزل، لأنّه سيثير انقساما كبيرا في البلاد لدرجة انّه إذا لم يكن هناك شيء مقنع وقاطع ويحظى بتأييد الحزبين، فلا أعتقد انه يجب أن نسلك هذا الطريق، لأنه يقسّم البلاد. وهو (ترامب) لا يستحق عناء ذلك».

Ad

ويواجه ترامب ومساعدوه تحقيقات عدة، من بينها تحقيق يرأسه المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يحقق في التأثير الروسي على الانتخابات الأميركية عام 2016، واحتمال حصول تواطؤ بين فريق ترامب وموسكو.

وأثارت تصريحات بيلوسي ردود فعل متفاوتة في صفوف الديمقراطيين.

وقالت أصغر نائبة في الكونغرس السكندريا أوكازيو كورتيز، التي تنتمي إلى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، انها ترفض مقاربة بيلوسي، لكنها أضافت أن رئيسة مجلس النواب «لم تغلق الباب بشكل نهائي على مسألة العزل»، معتبرة أن «ترامب مذنب، في أكثر من واقعة».

وتذرّعت كورتيز بما أعلنه السيناتور ليندسي غراهام بقوله انه «لا يجوز على الرئيس ارتكاب جريمة ليتم عزله»، وأضافت: «أعتقد أن الرئيس ترامب يملك كل المواصفات التي تقود إلى عزله».

من ناحية أخرى، وفي وقت يظهر الحلفاء الأوروبيون عدم ثقتهم بالرئيس الأميركي، دعت بيلوسي الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، إلى إلقاء كلمة أمام الكونغرس في 3 أبريل المقبل، هي بمنزلة «رسالة صداقة».

وكتبت بيلوسي إلى الأمين العام لهذه المنظمة التي تضم 29 دولة «في هذا الوقت الحساس بالنسبة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، يتطلع الكونغرس الأميركي والشعب الأميركي إلى رسالة صداقة وشراكة منك، فيما نعمل معاً لتمتين تحالفنا المهم، وتعزيز مستقبل السلام حول العالم».

وفي سياق متصل، أعلنت إدارة ترامب انه سيطلب من الكونغرس تخصيص مبلغ 8.6 ملايين دولار من موازنة 2020، التي تبلغ قيمتها 4.7 ترليونات دولار، لتمويل بناء الجدار الحدودي مع المكسيك، والسيطرة على الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.

وأكد البيت الأبيض، في بيان، أن مشروع الموازنة يتضمن نفقات دفاعية تبلغ 750 مليار دولار، وسيتم تخصيص 576 مليارا للنفقات الأساسية للبنتاغون، والمبلغ المتبقي يستخدم لتمويل العمليات العسكرية خارج الولايات المتحدة.

وإلى جانب تخصيص 8.6 مليارات دولار إضافية لبناء جدار على طول الحدود مع المكسيك، تضمن خصم مبلغ 818 مليارا من الإنفاق المتوقع على الرعاية الصحية على مدى 10 سنوات، وخفض ما يقارب من 1.5 تريليون دولار من الإنفاق المتوقع على المساعدات الطبية.

ويتوقع مشروع الموازنة عجزاً بقيمة تريليون دولار مدة أربع سنوات متتالية ابتداء من 2019.

وقال وزير الخارجية مايك بومبيو، في بيان، إن هذا الطلب «يؤيد التزام الرئيس بحماية بلادنا ووضع المصالح الأميركية في المقام الأول».

وتعبّر موازنة الحكومة بشكل كبير عن توجهاتها السياسية الخارجية، وتوحي نصوص الموازنة المقترحة لعام 2020 بالكثير تجاه بعض الدول العربية، والمثير في هذا العام اللغة التي أرفقتها الحكومة الأميركية بطلب تمويل العلاقات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.

وتؤكد موازنة وزارة الخارجية الأميركية أن إدارة ترمب ملتزمة بدفع مليار و300 مليون دولار لمصر.

وكان من الملاحظ في طلب الموازنة الأميركية للمساعدات في سورية، أنها تشير إلى تخصيص أموال للمساعدة في بناء حكم يمثّل الشعب، ويشمل مكوناته ويخضع للمحاسبة، وأشار أيضا إلى توسيع دور المرأة في التفاوض لوقف العنف وفي أي انتقال سياسي في سورية.

وخصصت موازنة المساعدات العسكرية الخارجية مبلغ 5 مليارات و300 مليون دولار حول العالم، ومنها 5 مليارات و40 مليون للشرق الأوسط، أي أكثر من 95 في المئة من هذه الموازنة.

واعتبرت أن «الأولوية الأمنية الاستراتيجية في الشرق الأدنى هي مواجهة النفوذ السيئ لإيران، والتأكد من القضاء على «داعش»، وتنمية الشراكات الأمنية الثنائية والجماعية».

وأشارت إلى أن «تنمية هذه العلاقات مع مصر والأردن وإسرائيل أمر جوهري، للحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وردع جماعي لأي اعتداء، وخفض التهديدات ضد مصالح الولايات المتحدة وشركائها».