سلمان والخليفة قدما قصائد من فيض إبداعاتهما
في أمسية ضمن مهرجان «رحلة المعنى» في «كاب»
أعطى الشاعران مهدي سلمان ودخيل الخليفة صوراً من الحياة تميزت بطلاقة التعبير والحضور وخصوصية المفردات.
ضمن فعاليات مهرجان "رحلة المعنى" أقيمت أمسية شعرية للشاعرين مهدي سلمان ودخيل الخليفة في منصة الفن المعاصر "كاب" بمجمع لايف سنتر، وأدارت الأمسية فاطمة عبدالسلام، وقدم خلالها الشاعران قصائد شعرية من فيض إبداعاتهما الشعرية، التي تتوهج فيها الكلمة بأجمل صورها.واستهل سلمان بقصائد أعطت صوراً عن الحياة، بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وأيضاً تميزت قصائده بطلاقة التعبير والحضور وخصوصية للمفردات بشكل رائع، وقد أمتع الجميع بمجموعة من قصائده نالت استحسان الحضور. ومن مقتطفات ما قرأ سلمان يقول فيها: إنه البكاء/ أما من أحد يستمع؟ / مدوا خناصركم/ في الفراغ الذي يلي أجسادكم/ إنه حقا/ محاطا بنهنهة القدر، وهالات من رنين مدو تتحلقه. وفي نص آخر خاطب سلمان الموت في إحدى نصوصه ليقول " أيها الموت/أي القصائد تريد أن أقرأها عليك/ حين نلتقي ونتعانق/ كما يتعانق شاعران؟ / لقد اخترت لك نصوصا تشبهك/ سأكتبها وأنا أشاهد أعمالك المدهشة على الأرض".أما الشاعر الخليفة فقد تميز شعره باستخدامه للصور الشعرية والبناء الشعري الهادف، وقد ألقى على مسامع الحاضرين مجموعة من القصائد منها " مزاج يشبه قلب الريح"، " الميتون تذكروا حطب الحروب"،" كم صيغة للحب تكتبها الرموش" ومن أجوائها: ونطل من نبض الحروف/ إلى لقاء عابر/ لا تسألين عن الغياب ولا يمر بي العتاب/ ندور في معنى الكناية سائحين/ يمثلان عن بعيضهما: سؤال عن هروب القلب من صدف/ يجففه مرور الوقت/ أغنية هناك عن الخديعة والسهر.
وفرة الإنتاج
وعلى هامش الأمسية التقت "الجريدة" الشاعرين وطرحت عليهما مجموعة من الأسئلة، وكانت البداية مع الخليفة الذي أجاب عن سؤال وفرة الإنتاج الأدبي هل هي مؤشر على الإبداع الكاتب ليقول" الأدب يقاس بالكيف وليس بالكم، وبالتالي الوفرة لا تدل على أن هذا الكاتب مبدع، أو هذا الكاتب غير مبدع، هناك شعراء مبدعون لم يطبعوا شيئاً، وهناك شعراء أو كتاب لديهم دواوين كثيرة ولكنها بلا معنى ولا قيمة، ولا تترك أثراً لدى القارئ وعلى حتى على مستوى النقد وإثراء الساحة الأدبية". من ناحية أخرى أبدى الخليفة رأيه عن الشعر بعد ثورات الربيع العربي، قائلاً: "الشعر ليس أن يكون مكتوباً لردة فعل، كان هذا في السابق، أما الآن الشعر منطلق من الذات كفعل وليس ردة فعل، بالتالي هذه الأحداث تختزل في الذاكرة وتكتب ربما فيما بعد وليس بالضرورة بنفس الوقت". وعند سؤاله أن البعض يعتقد بأن القصيدة النثرية هي مجرد خواطر، علق الخليفة قائلاً: "هذا البعض لا يفهم معنى الأدب الذي يقول ذلك، فالقصيدة النثرية ولدت في فرنسا، وعمرها عربياً 70 عاماً، وكل من ينتج الديوان لديه قصائد نثر، والذي يقول إنها مجرد خواطر لا يعرف أنها أدوات كتابية".من جانب آخر، قال سلمان، إن الطريقة المثلى للنهوض بشعر يتطلب عملية واسعة، وتضامن واشتراك مجموعة من المؤسسات من بينها وزارة التربية، والإعلام، والثقافة، وأيضاً تغير قيمة النظر وأهمية ومفهوم الشعر، فهي مسألة أكبر من أن تنحصر في إجابة سؤال. وعند سؤاله أن البعض يرى بأن الرواية طغت على الأجناس الأدبية الأخرى يقول سلمان:" أعتقد أن الشعر موجود وحاضر في أشياء كثيرة ويستطيع تسريب نفسه بشكل سلسل وسهل وذكي في لوحة، في كلمة، في نص على الجريدة، على شاشة تلفزيون، وقدرة الشعر أن يسرب نفسه أكبر بكثير من قدرة الرواية، الباقي فقط كيف نستطيع أن نجعل من هذا الشعر يتسرب بصورة أكبر داخل الحياة، فنحن رافضون ذلك، علينا أن نبدأ بتحريك الشعر ويتسرب إلى جميع مناحي الحياة".«مسك» يحتفي الليلة بمسيرة إسماعيل فهد
أعلن المعهد العالي للفنون المسرحية تدشين أول تعاون له مع مركز جابر الأحمد الثقافي في ختام فعاليات (رحلة المعنى) التي ترعاها منصة تكوين، حيث سيقدم في الساعة السابعة من مساء اليوم عرض مسرحي بعنوان "مسك" على خشبة مسرح الدراما، تكريماً ووفاء وتقديراً لمسيرة الأديب الكبير الراحل إسماعيل فهد إسماعيل، الذي سيتناول مسيرته الزاخرة بالعطاء والإبداع والتميز محلياً وعربياً ودولياً.وكشف عميد المعهد د. علي العنزي والمشرف على العمل المسرحي عن المزيد من تفاصيل هذا التعاون قائلاً: "العمل من تأليف الكاتب علاء الجابر، وإخراج د. فهد العبدالمحسن، والأزياء والديكور د. خلود الرشيدي، والمكياج خالد الشطي، وعزف الكمان نانسي الصفدي، ومساعد المخرج إبراهيم بوطيبان".ومضى العنزي يقول: "يشارك في التمثيل الطلبة عُمير البلوشي الذي يجسد شخصية "إسماعيل" والطالب جاسم التميمي في دور "القرين"، إلى جانب مشاركة الفنان القدير سليمان الياسين في إلقاء قصيدة "لا تلتفت" للشاعر علي السبتي وقصيدة "أنشودة المطر" للشاعر بدر شاكر السياب".وأضاف عميد المعهد: "نحن نعتز ونتشرف كصرح أكاديمي مسرحي بتدشين هذا التعاون".