لوح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بالدخول في «سباق نووي» رداً على ما وصفه بـ «مشروعات نووية مشبوهة» تقوم بها بعض دول المنطقة في إشارة غير مباشرة الى السعودية.

وقال شمخاني، في تصريحات أمس، إن «بعض دول المنطقة تنفق الدولارات التي جنتها من النفط على مشروعات نووية يمكن أن تعرض أمن العالم للخطر»، معتبراً أن ذلك يمثل تهديداً لبلاده، التي ستجبر على «مراجعة استراتيجيتها الدفاعية».

Ad

وأضاف: «تهديدات مثل تلك ستجبرنا على مراجعة استراتيجيتنا استناداً إلى طبيعة التهديدات الجديدة وموقعها وتوقع متطلبات بلدنا وقواتنا المسلحة».

ولفت إلى أن طهران تراقب أنشطة غير معتادة لدول في المنطقة يتهمها بدعم جماعات متشددة. وأكد أن بلاده سترد بقوة بإجراءات استباقية وهجومية على أي محاولة من أي جماعة أو دولة لتهديد أمن حدودها.

ولم يحدد المسؤول الإيراني من يقصد من دول المنطقة، لكن النقل المقترح للتكنولوجيا النووية الأميركية للسعودية أثار قلق طهران التي تمتلك بالفعل برنامجا نووياً وعدة محطات لإنتاج الطاقة.

وتقول الولايات المتحدة وإسرائيل وحلفاء آخرون، إن برنامج طهران النووي يشكل تهديداً للأمن العالمي. وتصرّ طهران على أن برنامجها النووي سلمي تماماً وأصدر المرشد الأعلى علي خامنئي فتوى تحرم تطوير الأسلحة النووية.

إلى ذلك، تعهد وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي، بالرد المباشر على تل أبيب إذا شنت البحرية الإسرائيلية هجمات على مبيعاتها من النفط.

وقال حاتمي، إن «مثل هذا التحرك سيعتبر ضرباً من القرصنة». وحذر من أنه إذا حدث «فسنرد بحزم».

وأوضح: «القوات المسلحة تعمل على ضمان أمن الملاحة البحرية بكل قوة، وهي قادرة على الدفاع عن الملاحة أمام أي تهديد محتمل».

وجاء ذلك بعد أسبوع من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوح خلالها بتحرك البحرية الإسرائيلية لوقف شحنات النفط الإيراني تنفيذاً للعقوبات الأميركية الأحادية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على طهران بعد انسحابه من الاتفاق النووي مايو الماضي.

في المقابل، مدد الرئيس الأميركي، مساء أمس الأول، مفعول العقوبات المفروضة على إيران منذ عام 1995.

وبحسب بيان نشره «البيت الأبيض»، فقد أبلغ ترامب «الكونغرس» الأميركي في رسالة، بأنه يمدد سنة إضافية سريان «حالة الطوارئ الوطنية»، في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، حتى مارس عام 2020، حيث ينتهي موعد «حالة الطوارئ الوطنية» التي مددها ترامب في العام الماضي.

وفي رسالته إلى «الكونغرس»، وصف ترامب الجمهورية الإسلامية بأنها «تهديد خطير» لأمن الولايات المتحدة.

واعتبر أن البرنامج النووي والصاروخي للجمهورية الإسلامية، ودعم إيران لما سماه «الجماعات الإرهابية»، تهديداً خطيراً جداً للأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية.

في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إن بلاده تتطلع لتحقيق تقدم كبير بشأن تحالف «الناتو العربي» خلال الأشهر القليلة المقبلة.

والتحالف هو محاولة لتشكيل تكتل تدعمه الولايات المتحدة ويضم دولاً بينها السعودية والإمارات والكويت بهدف التصدي للنفوذ الإيراني في الشرق الأوسط.

ولاحقاً، حث بومبيو قطاع النفط على العمل مع إدارة ترامب لتعزيز مصالح السياسة الخارجية الأميركية لاسيما في آسيا وأوروبا ومعاقبة من وصفهم بأنهم «يسيئون التصرف» على الساحة العالمية.

وجدد الوزير التأكيد على عزم بلاده «خفض صادرات النفط الخام الإيرانية إلى الصفر حالما تسمح الظروف في السوق بذلك».

وقال في كلمة معدة سلفاً أمام كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر شركات النفط في العالم وزراء النفط في هيوستون، إن ثروة الغاز الطبيعي والنفط الصخري المكتشفة حديثاً في البلاد «عززت موقفنا في السياسة الخارجية».

وأضاف: «ينبغي أن نشمر عن ساعدينا وننافس، من خلال تسهيل الاستثمار وتشجيع الشركاء على الشراء منا ومعاقبة من يسيئون التصرف».