ألعاب الفيديو وطلاب المدرسة
سأثبت لكم أن ألعاب الفيديو مفيدة للذهن، بل في التحصيل الدراسي أيضاً! فكثير من المربين والمعلمين يخافون على الأبناء من تأثير ألعاب الفيديو، وكم كان دمي يحترق لما كنت أشاهد برنامجا على قناة "الوطن" التي أُغلقت، فيجتمع فيه إعلاميون ومختص نفسي يتبادلون التعزيزات على خرافة شعبية مقيتة، ألا وهي "ألعاب الفيديو شر"، بل خصصت تلك القناة لداعية مشهور حلقة كاملة للتحذير من الفواحش التي تظهر في ألعاب الفيديو. فما كانت حججهم؟ أولاً كانوا يتحاجّون بالمحتوى غير الأخلاقي، وكأنهم نسوا أن كلمة "فيديو" بمسمى ألعاب الفيديو، فأي فيديو في التاريخ هو رهن المخرج والشريحة المستهدفة، والحجة الثانية ضد ألعاب الفيديو أنها تضر العيون، فقد أكد أطباء العيون أن مشاهدة الفيديو، سواء لعبة أو سينما، لا تقلل من درجة إبصار العيون، فأشعة الشمس هي التي تضر لا أشعة الشاشات، بل أكدت دراسات المختبر في أوروبا أن الأداء الإدراكي للمحفزات البصرية في المخ يتطور مستواها لو كان اللاعب يلعب ألعاب الرماية والحروب التي تتطلب حساً بصرياً متدرباً، وحجتهم الأخيرة أنها تسبب الشتات الذهني، فهل هذا صحيح؟ مما كان يغيظني في ذلك البرنامج التلفزيوني هو عقلية "يا أبيض يا أسود"، مع أن ألعاب الفيديو هي ألعاب وفيديو، فثمة ألعاب مثبوت عنها علميا أنها تزيد من ملكة حل المشاكل مثل ألعاب الألغاز أو تعلم اللغات أو حتى ألعاب محاكاة الدراما، التي يلعب فيها اللاعب بشخصيات تمر بمواقف اجتماعية ويُخير فيها بالأجوبة التي تطوّر أو تدنّي سلمه الاجتماعي، لكي يزيد ذكاءه الاجتماعي بالواقع.
ولا ننسى الألعاب الاقتصادية، مثل توفير رأسمال معين للاعب، وعليه أن يحركه بمشروع إنشاء مدن أو عقارات مع مشاركته في هذه التمويلات لزملائه!في الختام، ألعاب الفيديو الآن أصبحت لها أدبياتها الخاصة، فهي عالم كامل قائم بذاته مثل سائر الفنون، فيها الأوكسترا والأدباء والكتّاب والمصممون (الجرافيكس) والمنتجون السينمائيون والممثلون وميزانيات بالملايين، فلذلك سيكون مقالنا القادم عن ضرورة إنتاج لعبة فيديو عربية، وكيف يمكن أن نحقق ذلك الحلم، وأما في الوقت الراهن، فلنستمر في اللعب!