لبنان: تصاعد خلاف الحريري - باسيل
عاد الخلاف مجدداً بين ركني التسوية الرئاسية، تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر"، بعد خطاب وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في ذكرى "14 آذار"، قبل يومين، وأشار فيه إلى أنّ عدم مشاركته في مؤتمر "بروكسل 3" سببها أنّ "هذه المؤتمرات تموّل بقاء النازحين في مكانهم. ونحن نريد أن تموّل عودتهم إلى بلدهم بكل بساطة"، مضيفاً: "إما عودة النازحين أو لا حكومة، إما نطرد الفساد عن طاولة مجلس الوزراء، أو لا حكومة، إما أن يكون عجز الكهرباء صفراً، أو حكومة (صفر) ولا حكومة". كلام باسيل أثار استياء رئيس الحكومة سعد الحريري الذي أوكل الرد إلى قناة "المستقبل" فوصفت عبر مقدمتها، مساء أمس الأول، وزير الخارجية بـ" مقدمي أوراق الاعتماد للممانعة بإعادة النازحين"، معتبرةً أن "التصريح يضرب بعرض الحائط مبدأ التضامن الوزاري، لتغطية السموات بالقبوات... خطاب اعتبر أنّ مؤتمر بروكسل هدفه تمويل بقائهم، وتجاهل أنّ معالجة هذا الملف تمرّ بالتفاهم مع المجتمع الدولي عبر العودة الآمنة التي أقرّتها قمة بيروت، وتضمّنها البيان الوزاري للحكومة، وعبر تأمين المساعدات ليواجه لبنان الأعباء الاقتصادية والاجتماعية لهذا اللجوء".وتابعت: "الكلام عن محاسبة الفساد، وادعاء البطولات داخل مجلس الوزراء في وقف صفقات ومناقصات، هي مزحة سمجة. الأحرى، الالتزام بالقوانين عبر الأفعال بدلاً من الشعارات الفارغة، وهذا ملف فتح ولن نغلقه، مهما اشتدت محاولات الضغط، وآخرها ما يحصل في القضاء عبر حصر صلاحية ملفات مكافحة الفساد بالنواب العامين".
ووصفت "المستقبل" كتاب "الإبراء المستحيل" بـ"الافتراء المستحيل. واضعوه قدّموه أوراق اعتماد لدى حزب الله، ضمن أجندات خاصة لا علاقة لها بالاستقامة السياسية".وإذا كان أحد لا يشك في أن مساعي سياسية حثيثة ستبذل لتطويق ذيول الإشكال الجديد، فإن هذا لا ينفي أنه سيترك آثاراً لا تخلو من السلبية على أداء الحكومة التي أطلقت وعود السير الجدي في مسار الإصلاحات التي تواكب تقديمات "سيدر". وسارعت مصادر متابعة إلى "تفسير كلام باسيل بأن مرده خلاف حصل بينه وبين الحريري، في اللقاء الذي جمعهما في منزل الأخير الأربعاء الماضي حول ملفي الكهرباء والتعيينات، ورفض الحريري فكرة استخدام البواخر لزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، في مرحلة انتقالية قبل تلزيم بناء معملين في سلعاتا والزهراني، وتأهيل معمل الجية وأيضاً رفض طلب باسيل الاستئثار بالتعيينات".إلى ذلك، شدد وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب على أن "الحكومة اللبنانية خصصت وزيراً للنازحين ولذلك الوزير معني بهذا الأمر"، مشيراً إلى أن "كل الاستنكارات لزيارة (وزير الدولة لشؤون النازحين صالح) الغريب إلى سورية بروتوكولية لأن الجميع كانوا يعلمون بهذه الزيارة سابقاً وهو استأذن الرئيسين عون والحريري". وقال في حديث إذاعي أمس: "الوزير باسيل يقول منذ سنوات نحن ضد العودة الطوعية نحن مع العودة الآمنة للنازحين لأن العودة الطوعية تؤدي إلى المطالبة بحق اللجوء نختلف مع القوات والاشتراكيين والمستقبل حول أن المصلحة اللبنانية فوق كل اعتبار ولسنا مضطرين لمراعاة المجتمع الدولي في هذا الشأن"