استخدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، للمرة الأولى الفيتو لتعطيل قرار تبناه الكونغرس، لأنه مستعد لأي شيء للدفاع عن الجدار الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك الذي وعد بتشييده.

ووجه الكونغرس الخميس صفعة إلى ترامب عبر تبنيه قراراً ضد حالة الطوارئ التي أعلنها لتمويل الجدار الحدودي، وذلك بدعم 12 جمهورياً في مجلس الشيوخ.

Ad

وقال ترامب في المكتب البيضوي: "الكونغرس حر في التصويت على هذا القرار ومن حقي اللجوء إلى الفيتو". وأضاف خلال التوقيع محاطاً بأعضاء من فريقه "أنه قرار خطير".

وفي إشارة إلى الهجرة غير الشرعية، أكد ترامب أن "الناس لا تستهويهم كلمة اجتياح ولكن تلك هي حقيقة الأمر"، مندداً بتصويت في الكونغرس "ضد الحقيقة".

وقال نائبه مايك بنس: "أعتقد أنني لم أشعر يوماً بالفخر كما أنا اليوم للوقوف إلى جانبكم". واعتبرت وزيرة الأمن الداخلي كريستيين نيلسن أنه "لا شك في أن هذا الوضع طارئ".

ومن المستبعد أن يتخطى الكونغرس الفيتو الرئاسي لأن ذلك يستلزم أغلبية الثلثين في المجلسين. وطوال أيام، حاول ترامب من خلال تغريداته ممارسة ضغوط على الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ لتفادي هزيمة خلال فترة صعبة جداً.

ومساء الأربعاء، تعرضت سياسته الخارجية وخصوصاً دعمه الثابت للسعودية، لانتقادات شديدة بفضل أصوات الجمهوريين. فقد وافق مجلس الشيوخ على قرار يطلب من ترامب وقف أي دعم أميركي للتحالف السعودي في الحرب على اليمن. ومن المتوقع أن يؤيد مجلس الشيوخ بدوره هذا الإجراء. كما يتوقع هنا أيضاً أن يستخدم ترامب الفيتو للمرة الثانية.

وللتحقق من أن الأموال ستصرف بسرعة "لبناء الجدار الرائع"، الذي أشاد به خلال تجمعاته، دافع ترامب أيضاً عن دستورية قراره اللجوء إلى هذا الإجراء الاستثنائي للحصول على تمويل بحجم ثمانية مليارات دولار.

والنقاش ليس نظرياً لأنهم يعتبرون أنه مسَّ بهذا الإجراء صلاحيات الكونغرس نظراً إلى عدد

الأعضاء الجمهوريين الذين دعموا القرار الديمقراطي.

وأوضح ميت رومني المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2012 أنه يريد التصويت "لمصلحة الدستور". وأيد 59 سيناتوراً من أصل 100 قراراً ديمقراطياً يؤكد أن حال الطوارئ المعلنة من الرئيس في 15 فبراير "لاغية".

والمسؤولة الديموقراطية نانسي بيلوسي المعارضة بقوة للجدار، دعت إلى تشديد إجراءات المراقبة على الحدود. وكان اختبار القوة حول هذا الملف أدى إلى أطول شلل في الموازنة في تاريخ الولايات المتحدة لمدة 35 يوماً بين ديسمبر ويناير.

ورفعت 15 ولاية شكوى أمام المحاكم بهذا الخصوص. وتبدي شكواها التي قدمت أمام محكمة فدرالية في كاليفورنيا شكوكاً إزاء أن تكون الأوضاع طارئة على الحدود استناداً إلى معلومات نشرتها وزارات أو دوائر فدرالية كالجمارك التي أشارت إلى أن "عمليات الدخول غير المشروع في أدنى مستوى لها منذ 45 عاماً".