خيّمت مشاعر الحزن على نيوزيلندا، أمس، إثر الهجوم الإرهابي المزدوج على مسجدي «النور» و«لينوود» في مدينة كرايستشيرش، والذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً على يد أسترالي يميني متطرف يدعى برينتون تارنت (28 عاماً).

وأثار الهجوم صدمة في نيوزيلندا، البلد الذي يبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة، 1 في المئة فقط منهم مسلمون. وهي لا تسجل سوى خمسين جريمة قتل في المتوسط في السنة، وتفخر بأنها مكان آمن وتتباهى بالترحيب بالمهاجرين الفارين من العنف والاضطهاد.

Ad

وفي حين تحدث ناجون بعد يوم من المجزرة التي روعت المدينة وهزت العالم، استنكرت دول العالم الهجوم منددة بتصاعد خطابات الكراهية ضد المسلمين.

وأمس، توافد أشخاص من كل القطاعات في نيوزيلندا إلى الحواجز التي أقامتها الشرطة في محيط مسجد النور، حيث سقط اكبر عدد من الضحايا، للتعبير عن احترامهم وإظهار تضامنهم مع الطائفة المسلمة البالغ عددها نحو 50 ألف شخص وتشكل نحو 1 في المئة من سكان الجزيرة.

ورافقت باقات الزهور رسائل مكتوبة تعبر عن الحزن وعدم التصديق من سكان مدينةٍ وصفها سائق محلي بأنها «مدينة الحزن».

وجاء في إحدى الرسائل الموضوعة وسط الزهور «آسف انكم لم تكونوا آمنين هنا. قلوبنا حزينة لخسارتكم».

أرديرن

من ناحيتها، أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، خلال لقائها، أمس، مع الناجين وعائلات الضحايا في مركز «كانتربري» للاجئين وممثلي الجالية المسلمة في كرايستشيرش، أن تارنت، كان ينوي تنفيذ هجمات أخرى قبل القبض عليه.

ووصلت رئيسة الوزراء إلى كرايستشيرش واضعة الحجاب، برفقة زعيم المعارضة سايمون بريدجز. وتحدّثت رئيسة الوزراء عن «أحلك يوم» في تاريخ البلد، مشيرة الى أن «نيوزيلندا متحدة في الحزن»، وأكدت أن الشرطة ستشدد الأمن على المساجد.

وأشادت أرديرن بشجاعة اثنين من عناصر الشرطة اعتقلا المشتبه فيه بينما كان بحوزته أسلحة في سيارته، مشيرة إلى أن «الجاني كان رحالا وكان في حوزته سلاحان ناريان آخران في سيارته التي وصل بها إلى مكان الهجوم، ومن المؤكد أنه كان ينوي مواصلة هجومه». وأوضحت: «نحن بحاجة إلى إجراء محادثات حول كيفية ضمان سلامة المسلمين واللاجئين بشكل مستمر».

وأكدت أن لديها ثلاثة أدوار «مهمة» بعد الهجوم أهمها «ضمان سلامة وحرية العبادة وأماكنها بأمان وحرية التعبير والثقافة والدين».

وأضافت أن دورها الثاني يتمثل في التشديد على وحدة النيوزيلنديين في حزنهم وعزائهم، مشيرة إلى ان دورها الثالث يتعلق بضمان أن يكون لدى الجالية المسلمة مساحة للعزاء والتعبير عن الحزن مفيدة بأن حكومتها «ستعمل على ضمان توفير سبل عيش للجميع وتلبية احتياجاتهم اليومية عند فقدهم في الغالب العائل الرئيسي».

وترغب السلطات في معرفة كيف لم تتمكن اجهزة الاستخبارات من مراقبة القاتل رغم نشره آراء متطرفة. وقالت أرديرن إن «المهاجم كانت لديه رخصة حمل أسلحة حصل عليها في نوفمبر 2017»، مبينة أن الرجل البالغ من العمر 28 عاما كان قد اشترى بندقيتين نصف آليتين وبندقيتي صيد وسلاحا آخر.

وأضافت «مجرّد أنّ هذا الشخص حصل على ترخيص وحاز أسلحة من هذا النوع، يدفعني الى القول إن الناس يريدون أن يتغير ذلك، وسأعمل على» هذا التغيير، وعقبت : «يمكنني أن أخبركم شيئا واحدا، قوانيننا حول الأسلحة ستتغير»، لافتة إلى أن «المتهم سافر لفترات متقطعة إلى نيوزيلندا وبقي فيها فترات مختلفة، ولا يمكنني أن أصفه بأنه من المقيمين لفترة طويلة». وأشارت إلى أنه لم يكن على قوائم المراقبة لا في بلادها ولا في أستراليا.

من جهته، أكد بريدجز وحدة المجتمع النيوزيلندي قائلا: «أقف هنا لإظهار الوحدة الكاملة لبرلمان نيوزيلندا حيث نقف وراء رئيسة وزرائنا معكم وندين ما حدث ونرغب في دعمكم وإظهار مشاعر الحب والرحمة لكم».

تارانت

في غضون ذلك، مثل تارانت، منفّذ الاعتداء، أمس، أمام محكمة بالمدينة حيث وُجّهت إليه تهمة القتل.

واستمع مدرّب اللياقة البدنيّة السابق والناشط اليميني وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون، إلى التهمة الموجّهة إليه، وهو لم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة وسيظلّ في السجن حتى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل. وظل تارنت صامتا في أثناء توجيه الاتهام إليه.

وذكرت صحيفة «نيوزيلند هيرالد» أن المتهم، ابتسم بينما كانت وسائل الإعلام تصوره وهو داخل قفص الاتهام. وأظهرته الصور وهو يشير بعلامة «القبول» مقلوبة بيده، في إشارة تستخدم لتأييد أيديولوجية تفوق البيض.

مهاجم واحد

ورجح قائد الشرطة النيوزيلندية مايك بوش في مؤتمر صحافي، أمس، أن الاعتداء نفذه تارانت وحده، وأنه أتم جريمته بمعزل عن مساعدة أعوانه من المتطرفين.

وقال بوش، إن الشرطة تمكنت من اعتقال تارانت بعد 36 دقيقة من اعتدائه على مسجد النور، وأكد أن الشرطة، ترجح أنه انتقل من مسجد إلى ثان ليطلق النار على المصلين وأنه يتحمل مسؤولية الجريمة بمفرده.

وأشار إلى أن التسجيلات الصوتية تدل على أن تارانت، حاول الفرار ولم يستسلم طوعا، لافتا إلى احتمال إسناد تهم جديدة إليه عمّا قريب.

لا لنشر المقاطع

ونقل المهاجم مباشرةً على الإنترنت مقاطع من الاعتداء، حيث أمكن رؤيته يتنقّل من ضحية إلى أخرى، مطلقاً النار على جرحى حاولوا الهرب.

وأكدت الشرطة أن المقاطع التي نشرها منفذ الهجوم «مؤلمة جداً»، فيما حذرت السلطات بأن من ينشر تلك المقاطع قد يعاقب بالسجن إلى ما يصل لـ10 سنوات. وظهر في الفيديو الذي صوّره المهاجم بتثبيت كاميرا على جسمه رجل أبيض حليق يقود سيارته حتى «مسجد النور»، ثم يدخل الى المسجد ويطلق النار على الموجودين منتقلاً من قاعة إلى أخرى.

وأكد الناطق باسم ديوان رئيسة الوزراء، ان أرديرن، تلقت نسخة من بيان منفذ الهجوم قبل دقائق من إقدامه على الجريمة. وأضاف أن البيان وصل على العنوان العام لأرديرن قبل الهجوم بأقل من 10 دقائق، وكانت صياغته توحي بأن الجريمة قد وقعت، وأنه يأتي تفسيراً لما قد حدث، مشدداً على أن «منع الاعتداء كان مستحيلا».

كما وجهت مسؤولة في الشرطة خطاباً باللغتين الإنكليزية والأردية إلى المسلمين في بلادها لطمأنتهم.

عبارات كتبها تارانت على بندقيتين استخدمهما في تنفيذ مجزرته بالمسجدينو ألعاب القوى

واستهلت الشرطية النيوزيلندية، نائلة حسن، خطابها بتحية الإسلام، وبالحمد لله والصلاة والسلام على النبي، مؤكدة أنها كمسلمة فخورة بإسلامها، وكشرطية صدمت من الحادث الرهيب.

وقالت إن الشرطة لا تدخر جهدا يمكن القيام به، وتقوم بكل شيء من أجل الضحايا، مضيفة أن رجال الشرطة يعملون مع قادة المجتمع المسلم، بالإضافة لوجود مجموعة من القيادات الدينية في مدينة كريستشيرش، حيث وقع الحادث.

زيارات تركيا

وفي إسطنبول، قال مسؤول تركي رفيع إن منفذ الاعتداء في نيوزيلندا أجرى رحلات عدة إلى تركيا حيث فتحت السلطات تحقيقا لتتبع أنشطته واتصالاته.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته: «نعتقد أن المشتبه به تمكن من زيارة دول أخرى (انطلاقا من تركيا) في أوروبا وآسيا وإفريقيا. نحن نحقق في تحركات المشتبه به واتصالاته داخل البلاد».

وأفادت وسائل إعلام تركية عدة بأن المهاجم أطلق تهديدات ضدّ تركيا في «بيان» نشره على مواقع التواصل.

وفي بيانه، تحدّث خصوصاً عن كاتدرائية آيا صوفيا في اسطنبول، التي حولها العثمانيون مسجدا بعد سيطرتهم على مدينة القسطنطينية عام 1453، وتحولت بعد ذلك متحفا. وقال إنها «ستتحرر من مآذنها».

بلغاريا

وأعلنت سلطات بلغاريا فتح تحقيق حول زيارة أجراها مرتكب الاعتداءين إلى هذا البلد بين 9 و15 نوفمبر. وقال وزير الداخلية البلغاري ملاديين ماريلوف ان رجال الامن يقومون بالتحقق اذا كان الجاني عقد اجتماعات مع مواطنين بلغاريين او اجانب خلال وجوده داخل بلغاريا.

وفي سيدني، وصف رئيس الوزراء الأسترالي المهاجم بأنه «شخص عنيف متطرف من اليمين»، وأمر بتنكيس الأعلام حداداً. ويتساءل الجميع لماذا وقع هذا الاعتداء الارهابي المروع في بلد كان يعتقد أنه من ضمن أكثر دول العالم أمنا وسلاما؟. وهذا البلد الواقع في جنوب المحيط الهادئ، الذي يشيد به المهاجرون المسلمون بوصفه «جنة على الأرض»، يأتي ثانيا بعد ايسلندا في مؤشر السلام العالمي.

وفي بلد يتجول فيه الشرطيون عادة دون سلاح، يجد الآباء صعوبة في شرح تفاصيل ما حدث لأطفالهم، فيما يحاولون هم أنفسهم فهم الحادث.

وقال الأب كريس الذي اصطحب اطفاله الثلاثة البالغين 4 و 9 و12 عاما إلى موقع مسجد لينوود حيث قتل 7 اشخاص إنّ مسلحا واحدا «أوضح أنه ليس هناك مكان بعيد جدا» عن مثل هذه الاعتداءات.

وتابع بأن هناك «خطاً رفيعاً بين إخبار الأطفال أن هذا هو حقيقة ما حدث، وعدم تعريضهم للطبيعة الحقيقية للإنسانية التي يمكن أن تؤدي إلى هذا النوع من الأمور».

عبارات كتبها تارانت على بندقيتين استخدمهما في تنفيذ مجزرته بالمسجدين

وعلى مقربة من كريس وأطفاله، حاولت شرطية مدجّجة بالسلاح أن تشرح لطفلتين أنّها تحمل البندقية لحمايتهما، إلا أنّ إحداهما باغتتها قائلة إنّ المسلح استخدم بندقية أيضا لقتل الضحايا.

ونيوزيلندا ليست المكان المثالي بالطبع، فهناك تقارير عن حوادث عنصرية ومشاعر معادية للمهاجرين تحدث بين الفينة والأخرى، لكنها لا تلفت انتباه وسائل الإعلام لأنها لا تمثل التيار السائد في البلاد.

وقال لوكي سميث إن «هذا ليس شيئا يمكن أن نتوقعه على أراضينا»، في حين أوضح كريس أن الاعتداء أظهر أنّ عزلة نيوزيلندا الجغرافية لم تعد تشكل عاملاً مهما في عالم متصل على هذا الشكل. وقال إنّ الاعتداء «اظهر أنه يمكنك الاندماج في مجتمع جميل ولطيف، وفي الجزء المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، يمكنه أن ينخرط في مجتمع آخر يعزز أفكاره وغضبه».

إدانات

وأثار الاعتداء حالة من الصدمة والاستياء حول العالم. واعتمد مجلس الامن بيانا صحافيا تقدمت به الكويت واندونيسيا دان بأقوى العبارات الهجومين. ووفق البيان شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة مساءلة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية البغيضة ومنظميها ومموليها ورعاتها وتقديمهم إلى العدالة.

وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد أن أي أعمال إرهابية هي أعمال إجرامية وغير مبررة بغض النظر عن دوافعها وأينما كانت ومن ارتكبها.

وشددوا مجددا على ضرورة قيام جميع الدول بمكافحتها بكل الوسائل وفقا لميثاق الأمم المتحدة والالتزامات الأخرى بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي للاجئين، والقانون الإنساني الدولي، والتهديدات التي يتعرض لها السلام والأمن الدوليان عن طريق الأعمال الإرهابية.

وأجمعت كافة البيانات الصادرة عن دول ومنظمات إقليمية ودينية على إدانة الاعتداء واعتباره «عملا إرهابيا» مشددة على رفض أي مبرر له وكذلك رفض أي هجمات تستهدف مدنيين من أي ديانة أو فئة كانوا.

كيف استغلّ الإرهابي وسائل التواصل؟

نشرت حسابات الإنترنت المرتبطة بالهجوم على المسجدين في نيوزيلندا، خلال الأيام الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات، مواد عن سيادة العرق الأبيض ورسائل لليمين المتطرف تحتفي بالعنف ضد المسلمين والأقليات.

وبث مسلح لقطات حية على «فيسبوك»، للهجوم على أحد المسجدين. وقالت الشرطة، في وقت لاحق، إن 4 أشخاص احتجزوا، وإن واحدا هو برينتون تارانت وجهت له تهمة القتل.

ونشر حساب «برينتونتارانت» على تويتر يوم الأربعاء صورا لبندقية استخدمت فيما بعد في الهجوم على المسجدين بمدينة كرايستشيرش. وظهرت صورة البندقية وقد غطتها حروف بيضاء اللون لأسماء أشخاص آخرين ارتكبوا أعمال قتل على أساس عرقي أو ديني، وإشارات سلافية وأرمينية وجورجية إلى شخصيات وأحداث تاريخية.

وتضمنت تغريدات أخرى نشرها المستخدم نفسه، في ذلك اليوم، إشارات إلى تراجع معدل الخصوبة لدى البيض ومقالات عن المتطرفين اليمينيين قي دول مختلفة، وقصص عن جرائم مزعومة لمهاجرين غير شرعيين.

ونشر هذا الحساب، الذي أنشئ الشهر الماضي، 63 تغريدة وبلغ عدد متابعيه 318 متابعاً.

كما نشر شخص ضالع في الهجومين، بانتظام فيما يبدو، منشورات في منتدى «بي.أو.آي بوليتيكالي إنكوريكت» المعروف بأنه يسمح بنشر أي محتوى، بما في ذلك خطاب الكراهية.

وفي نحو الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت المحلي (0030 بتوقيت غرينتش)، الجمعة، قال المستخدم المجهول للمجموعة: «سوف أنفذ الهجوم على الغزاة وسأقوم أيضاً بنشر بث حي للهجوم على (فيسبوك)». واشتملت التعليقات المؤيدة للمنشور على صور وشعارات نازية.

واشتمل منشور هذا المستخدم المجهول على رابط لبيان من 74 صفحة، جاء فيه أن ما دفعه لتنفيذ الهجوم هو «الإبادة الجماعية للبيض»، وهي عبارة يستخدمها العنصريون البيض لوصف آثار الهجرة والزيادة في أعداد سكان أقليات.

كما تضمن المنشور أيضا رابطا لحساب مستخدم على فيسبوك يسمى «برينتون.تارانت.9» وهو الحساب الذي نشر عليه البث الحي للهجوم على أحد المسجدين. وتم إغلاق حساب «برينتونتارانت» على «تويتر»، وحساب «برينتون.تارانت.9» على «فيسبوك» بعد وقت قصير من الهجومين.

وقال «فيسبوك» على «تويتر» إن «الشرطة أبلغتنا بشأن مقطع الفيديو بعد فترة وجيزة من بدء البث المباشر، وقمنا بحذف حسابي المهاجم على فيسبوك وإنستغرام، وكذلك المقطع على وجه السرعة... نقوم أيضا بحذف أي إشادة بالجريمة أو دعم لها ولمنفذها أو منفذيها فور علمنا بذلك».

ونشر «يوتيوب» المملوك لغوغل على «تويتر» أيضا: «روعتنا المأساة البشعة التي وقعت اليوم في نيوزيلندا».

وقال ممثل لـ «تويتر» إن الشركة «تشعر ببالغ الحزن» لما حدث من أعمال قتل. وقالت الشركة، في بيان بعثت به بالبريد الإلكتروني: «لدى (تويتر) آليات شديدة الدقة وفريق متفان للتعامل مع الحالات الملحة والطارئة». وتابع البيان: «نتعاون أيضا مع الأجهزة الأمنية لتيسير تحقيقاتها، كما ينبغي».

قالوا عن المذبحة

• شيخ الأزهر أحمد الطيب: مؤشر خطير على النتائج الوخيمة التي قد تترتب على تصاعد خطاب الكراهية ومعاداة الأجانب وانتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في العديد من بلدان أوروبا.

• الملك سلمان بن عبدالعزيز، العاهل السعودي: هذا العمل الإرهابي يؤكد مسؤولية المجتمع الدولي في مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب، التي لا تقرها الأديان ولا قيم التعايش.

• رئيس تركيا رجب طيب إردوغان: مع هذا الاعتداء معاداة الإسلام تخطت حدود المضايقة الشخصية لتصل إلى مستوى القتل الجماعي.

• الرئيس الإيراني حسن روحاني: ضرورة التصدّي للإسلاموفوبيا الرائجة في الغرب، والتي للأسف تمّ النفخ فيها من بعض الحكومات الغربية.

• وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف: النفاق الغربي بالدّفاع عن شيطنة المسلمين باعتباره حرّية تعبير يجب أن ينتهي.

• «حزب الله»: نحذر من النزعة المتطرفة ضد المسلمين وضد الأجانب ومن سياسة الكراهية التي تغذيها الولايات المتحدة.

• رئيسة وزراء النرويج إرنا سولبرغ: ما جرى يعيد الذكريات الأليمة التي اختبرناها في 22 يوليو 2011 أصعب لحظة في فترة ما بعد الحرب في النرويج.

• مفوضة حقوق الإنسان ميشيل باشليه: الاعتداء الناتج عن الرهاب من الإسلام تذكير آخر بأن العنصرية تقتل.

• رئيس مفوضية اللاجئين فيليبو غراندي: إن سفك الدم الذي يحركه الحقد والخوف من الآخرين أمر صادم جدا.

• وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش: العلاقة بين الإسلاموفوبيا والإرهاب راسخة، ويجب التصدي لها، ومعالجة ظاهرة الإسلاموفوبيا عالمياً.

لقطات

الشرطة وصلت بعد 20 دقيقة والإسعاف بعد 30

اشتكى الشاهد العيان سعيد مجدالدين، الذي كان في أحد المسجدين المنكوبين بنيوزيلندا، تأخر وصول الشرطة والإسعاف إلى مكان الجريمة.

وقال مجدالدين لصحيفة «New Zeland Herald» إن «الشرطة استجابت لاتصالاتنا بعد 20 دقيقة، ونحن في وسط المدينة، في حين وصلت سيارات الإسعاف بعد نصف ساعة».

آباء وأطفال

توفي الطفل مسعد إبراهيم، وهو في الثالثة من عمره بين ذراعي والده، في الهجوم الإرهابي، في حين سلطت وسائل الإعلام الضوء على قصة النيوزيلندي من أصل عراقي أديب سامي (52 عاماً)، الذي أصيب وهو يحاول حماية نجليه من الهجوم.

حاولت إنقاذ زوجها المقعد فقُتلت

صفّى جزار مسجدي نيوزيلندا البنغالية حسنة آرا بارفين التي حاولت إجلاء زوجها المقعد عن مسجد النور، والفرار به من وابل الرصاص، الذي أطلقه السفاح على المصلين.

وقال أحد أقارب بارفين: «قريبتي كانت في قسم النساء بمسجد النور، وكان زوجها المقعد يصلي في قسم الرجال، وعندما سمعت صوت الرصاص، هرعت لإنقاذه وقتلت برصاص المهاجم»، في حين نجا زوجها لأن بعض المصلين نقلوه إلى مكان آمن، عندما بدأ الهجوم.

عبدالعزيز يواجه الإرهابي

عندما تقدم الإرهابي نحو مسجد لينود، وقتل أولئك الذين كانوا في طريقه، لم يختبئ عبدالعزيز (48 عاما) بل التقط أول شيء أمامه، وهو آلة بطاقة الائتمان، محاولاً تشتيت انتباه الإرهابي الذي ركض عائدا إلى سيارته للحصول على سلاح آخر، عندها ألقى عبدالعزيز آلة بطاقة الائتمان عليه. وقال عبدالعزيز: «دخل سيارته، فألقيت عليه بندقية ارتطمت على نافذته كالسهم وهشمتها، تهشم الزجاج الأمامي، لهذا السبب شعر بالذعر».

10 ضحايا عرب

أعلنت مصر، أمس، وفاة أحد مواطنيها متأثرا بجروح أصيب بها خلال هجوم نيوزيلندا، مما رفع عدد الضحايا المصريين إلى 4 قتلى ومجموع الضحايا العرب إلى 10. وأكدت عمّان مقتل 3 أردنيين، في حين سقط لاجئ سوري كان قد وصل إلى نيوزيلندا منذ أشهر مع عائلته، كما قتل مواطن فلسطيني واحد، وتوفي البريطاني من أصل سعودي محسن الحربي.