«مجزرة نيوزيلندا» تطلق جرس إنذار حول تصاعد الإسلاموفوبيا
منفذ الهجوم الإرهابي يمثُل أمام المحكمة مبتسماً
خيّمت مشاعر الحزن على نيوزيلندا، أمس، إثر الهجوم الإرهابي المزدوج على مسجدَي النور ولينوود بمدينة كرايستشيرش، والذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً على يد إرهابي أسترالي يميني متطرف يدعى برينتون تارانت (28 عاماً).وأثار الهجوم صدمة في أنحاء العالم، وأطلق صفارة إنذار حول تصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، ومسؤولية أحزاب أقصى اليمين بالدول الغربية، التي تبحث عن حلول شعبوية لأزمة المهاجرين، مثيرة الغرائز ومشاعر الحقد دون أي رادع. وطالبت دول وشخصيات إسلامية وعربية وجاليات مسلمة في أوروبا بضرورة تجريم الإسلاموفوبيا، والعداء للأجانب، على شاكلة تجريم معاداة السامية.
وحاول، أمس، سكان نيوزيلندا الذين يبلغ عددهم 5 ملايين، 1% فقط منهم مسلمون، التضامن مع الجالية المسلمة وإظهار الوحدة، والتقت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن الناجين وعائلات الضحايا وممثلي الجالية المسلمة في كرايستشيرش، حيث وصلت واضعة الحجاب، برفقة زعيم المعارضة سايمون بريدجز، غداة توصيفها الهجوم بـ «فعل إرهابي». في غضون ذلك، مثُل تارانت، منفّذ الاعتداء، أمس، أمام محكمة بالمدينة، ووُجّهت إليه تهمة القتل فقط. واستمع مدرّب اللياقة البدنيّة السابق والناشط اليميني، وهو مكبّل اليدين ويرتدي قميصاً أبيض يلبسه المعتقلون، إلى التهمة الموجّهة إليه. وهو لم يتقدّم بطلب للإفراج عنه بكفالة، وسيظلّ في السجن حتى مثوله مجدداً أمام المحكمة في 5 أبريل. وظل تارانت صامتاً أثناء توجيه الاتهام إليه، وقالت وسائل إعلام محلية، إنه تعمد الابتسام لوسائل إعلام صورته وهو داخل القفص. وأظهرته الصور وهو يشير بعلامة «القبول» مقلوبة بيده، في إشارة تستخدم لتأييد أيديولوجية تفوُّق البيض.ووسط انتقادات لوسائل التواصل، التي تمكَّن المهاجم من اختراقها لبث الهجوم، حذّرت السلطات النيوزيلندية من أن مَن ينشر أشرطة الفيديو التي تصور الهجوم قد يعاقب بالسجن مدة قد تصل إلى 10 سنوات. وتريد السلطات في ولينغتون معرفة كيف لم تتمكن أجهزة الاستخبارات من مراقبة القاتل، رغم نشره آراء متطرفة. وتبين أن المهاجم زار تركيا وبلغاريا، حيث فتحت تحقيقات لمعرفة ما إذا كان قد أجرى أي اتصالات بشخصيات قد تكون على علاقة بالهجوم. وقال وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني إن التطرف الوحيد الذي يجب الحذر منه هو «الإسلامي»، وذلك في معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كان من الممكن وقوع «مجزرة» مشابهة لتلك التي شهدتها نيوزيلندا في إيطاليا بسبب خطابه. وكان سالفيني دان الهجوم، موضحاً أنه يشعر بالشفقة حيال الذين يحمّلونه بعض المسؤولية بسبب خطابه المتشدد ضد المهاجرين. وذكرت الشرطة البريطانية أن مجهولين هاجموا حشداً من المسلمين بالعصي والمطارق أمام أحد المساجد شرقي لندن، بعد ساعات من هجوم نيوزيلندا. وبدأت الاستخبارات البريطانية تحليل الهجوم لمعرفة ما إذا كان لمرتكب المجزرة مناصرون في بريطانيا، بسبب تحريضه في بيانه على قتل عمدة لندن، الباكستاني الأصل صادق خان.