اندفاعة إيرانية جديدة باتجاه دمشق... وميناء اللاذقية

• بيدرسون يزور سورية لاستكشاف آفاق العملية السياسية • إسرائيل: الظروف ملائمة للاحتفاظ بالجولان

نشر في 18-03-2019
آخر تحديث 18-03-2019 | 00:04
مقاتل كردي يجهز ذخيرة سلاحه في الباغوز يوم الجمعة	(أ ف ب)
مقاتل كردي يجهز ذخيرة سلاحه في الباغوز يوم الجمعة (أ ف ب)
وسط تصعيد روسي منسق مع تركيا في إدلب، بدأ وفد عسكري إيراني بقيادة رئيس هيئة الأركان العامة اللواء محمد باقري زيارة لدمشق، بالتزامن مع إعلان الحرس الثوري عن تجنيده نحو 100 ألف مقاتل في سورية ومثلهم في العراق لمكافحة الجماعات الإرهابية.
مع وصول المبعوث الأممي غير بيدرسون إلى سورية ولقائه وزير الخارجية وليد المعلم لاستعراض العملية السياسية وتشكيل لجنة الدستور، توجه رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري على رأس وفد عسكري صباح أمس إلى العاصمة دمشق للمشاركة في الاجتماع الثلاثي، الذي يضم أيضاً العراق، لتشاور في مكافحة الإرهاب.

ووفقا لوكالة أنباء «فارس»، فإن برنامج زيارة باقري يضمن «جولة تفقدية على المستشارين العسكريين الإيرانيين في سورية»، موضحة أنها تستهدف أيضاً «تطوير التعاون الدفاعي العسكري وإجراء مشاورات تتعلق بمكافحة الإرهاب والتنسيق بين إيران والعراق وسورية في مواصلة مكافحة المجموعات الإرهابية، فضلاً عن متابعة أحدث آليات تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة».

صواريخ «حزب الله»

وفي ظل تصاعد التوتر مع تل أبيب، التي تطالب بخروج القوات الإيرانية من سورية وإبعادها عن حدودها، هدد القائد العام للحرس الثوري اللواء محمد علي جعفري إسرائيل بأن «صواريخ حزب الله اللبناني تغطي جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة».

وقال جعفري: «لدى الصهاينة حلم باحتلال المنطقة من النيل إلى الفرات، وأرادوا تنفيذ هذا المخطط في الخمسين سنة الماضية، ولم يستطيع هذا الكيان المزيف التوسع أكثر، بل أنه محاصر بالكامل من محيطه، كما أنه فقد أيضاً الكثير من الأراضي التي احتلها سابقاً».

وأضاف: «يمكن القول إن العدو لم يحقق نجاحاً في المنطقة، وقد فشلت جميع مخططاته»، معتبراً أن «ما تحقق هو انتصار للثورة وجبهة المقاومة فقط».

200 ألف مقاتل

وخلال حديث مع مجلة «سروش»، شدد قائد جعفري على أن «الشعب السوري هو المحور الرئيسي لقوات المقاومة وقد تم تشكيل قوات شعبية فيها تضم نحو 100 ألف مقاتل استطاعت أن تقف بوجه تنظيم داعش وجبهة النصرة».

وأقر جعفري بأن الحرس الثوري شكل قوات الحشد الشعبي في العراق قوامها 100 ألف مقاتل، مؤكداً أن القوات الإيرانية تنقل خبراتها إليه للمساهمة في إعداده وتنظيمه.

وذكر جعفري أن واشنطن صرفت تريليونات الدولارات للقضاء على محور المقاومة ودوله، ولم تنجح، بينما إيران لا تدفع مثل هذه الأثمان على الإطلاق للوقوف بوجهها، وتقدم المساعدات العسكرية إلى دول المقاومة، ومن واجبها تزويدها بالتجربة وتمكينها في مجالات مختلفة».

الهلال الشيعي

وفي هذا الصدد، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية تقريراً تحت عنوان «طهران تنظر إلى ميناء اللاذقية كمدخل للبحر المتوسط» تحدثت فيه عن طموحات إيران في السيطرة على أهم مرفأ تجاري في سورية.

وتحدث التقرير عن احتمال نقل إدارة ميناء الحاويات في اللاذقية لإدارة إيرانية بداية أكتوبر المقبل، موضحاً أن هذا يعني «منح إيران القدرة على الوصول إلى الميناء، الذي يحتوي على 23 مستودعاً، دون معوقات». وتقول الصحيفة إن «الشركات التابعة للحرس الثوري بدأت بالفعل بنقل البضائع عبر الميناء، وقد يستخدمه كمعبر لنقل السلاح»، محذرة من أن الميناء سيكون حلقة الوصل بين البحر المتوسط والطريق البري المعروف بـ«الهلال الشيعي» الممتد من إيران عبر العراق وسورية.

وتوضح الصحيفة أنه لو حصلت إيران على عقد لإدارة الميناء، فسيكون ورقة قوة لها، كما سيكون بمثابة التعويض لما قدمته من «خدمات للنظام السوري» في الحرب الدائرة هناك منذ 8 سنوات.

ضم الجولان

وبعد تعهد السناتور الأميركي ليندسي غراهام بإقناع الرئيس دونالد ترامب بالاعتراف بأن الجولان جزء من الأراضي الإسرائيلية، اعتبر سفير تل أبيب لدى الأمم المتحدة داني دانون، أن الظروف أصبحت ملائمة لبقاء الهضبة المحتلة تحت سيادة الدولة العبرية.

وقال دانون، لإذاعة الجيش الإسرائيلي: «ما جاء في تقرير وزارة الخارجية الأميركية بشأن أوضاع حقوق الإنسان في أنحاء العالم، يثبت أن هناك توجها إيجابيا حيال هذه المسألة من طرف الإدارة الحالية»، في إشارة إلى إسقاطها صفة الاحتلال عن أراضي الجولان، وقطاع غزة والضفة الغربية.

جرائم حرب

ومع تأكيد المبعوث الأممي خلال لقائه المعلم أن الدستور وكل ما يتصل به شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي، اتهمت وزارة الخارجية السورية «دول التحالف الأميركي بالخروج عن الشرعية الدولية وارتكاب جرائم حرب وحشية وبشعة مع المجموعات الإرهابية على امتداد الجغرافيا السورية وخاصة في مدينة الرقة الشهيدة ودير الزور»، مؤكدة أنها ستبقى وصمة عار على جبين هذه الديمقراطيات الزائفة».

واعتبر مصدر رسمي في وزارة الخارجية أن «دول الاستعمار الجديد ممثلة بالولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لم توفر أي أداة لتحقيق أهدافها فأخرجت كل الأسلحة في جعبتها من الضغط السياسي والحصار الاقتصادي والتضليل الإعلامي وتجميع وحشد القتلة كداعش والنصرة وتقديم الدعم المالي والعسكري واللوجستي لها لتكون الأداة التنفيذية لتدمير دول المنطقة وسفك دماء شعوبها واستنزاف طاقاتها».

دورية تركية

وفي خضم التصعيد العسكري الروسي بالمنطقة المشمولة باتفاق سوتشي لوقف إطلاق النار، دخلت أمس، دورية عسكرية تركية إلى المنطقة العازلة جنوبي محافظة إدلب من معبر خربة الجوز، لتبدأ طريقها إلى سهل الغاب بريف حماة الغربي.

ووصلت الدورية نقطة المراقبة التركية في بلدة اشتبرق التابعة لمنطقة جسر الشغور غربي المدينة، ومن المتوقع أن تكمل طريقها إلى شير مغار غربي حماة.

وكانت دورية عسكرية تركية دخلت إلى ريف إدلب الجمعة الماضي، وهي الثانية من نوعها خلال أسبوع، لكنها لم تكمل طريقها إلى المنطقة العازلة، دون وضوح الأسباب.

حملة الباغوز

وفي المنطقة الشرقية، استعرض تنظيم «داعش» في تقرير مصور نشرته وكالة «ناشر نيوز» التابعة له جانباً من الاشتباكات الدائرة مع قوات سورية الديمقراطية (قسد) في آخر جيوبه في الباغوز شرق نهر الفرات.

ومع اشتداد وتيرة المعارك وسط غارات جوية أميركية في مساحة لا تزيد على 700 متر مربع، أكد المتحدث باسم «قسد» كينو جبرائيل أن وجود مدنيين يؤخر الحسم العسكري مشدداً على أن لا موعداً لانتهاء العمليات العسكرية، مشيراً إلى فرار أكثر من 60 ألفاً منذ بدأ الهجوم النهائي على الباغوز في التاسع من يناير الماضي، واستسلام 29 ألفاً و600 منهم 5 آلاف مقاتل والباقي من عائلاتهم.

جنّدنا 200 ألف عراقي وسوري وصواريخ «حزب الله» تغطي الأراضي المحتلة .... قائد الحرس الثوري
back to top