لا تزال الأوساط السياسية الداخلية منشغلة برصد المدى الذي سيذهب إليه الاشتباك بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل، وانعكاس ذلك على وضع الحكومة ككل التي تتعرض انطلاقتها للعثرة تلو الأخرى، بسبب بروز الخلافات داخلها على ملفات عدة. ورجحت مصادر سياسية متابعة «ألا ينفرط عقد الحكومة، وأن تدور في الساعات المقبلة حركة اتصالات بين بعبدا وعين التينة وبيت الوسط، لرأب الصدع الذي خلّفته حربُ المواقف بين المستقبل والتيار الوطني الحر، ووضع النقاط على حروفها، تحضيرا لاستقبال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جهة، ولتأمين مناخات ملائمة لانعقاد مجلس الوزراء، من جهة ثانية». ورأى عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»، مصطفى علوش، في حديث إذاعي، أمس، أن «الوزير باسيل يتقصد تخريب التسوية السياسية التي أوصلت العماد عون الى رئاسة الجمهورية، وأن هذه التسوية تستند الى تأمين القدر الأقصى من الاستقرار السياسي لمحاولة الذهاب الى الإنقاذ المرتبط بالملف الاقتصادي والاجتماعي والسياسي»، معتبرا أن «هناك التزامات لدى باسيل وحلفائه».

كما اعتبر الوزير السابق، اللواء أشرف ريفي، أن «ما قاله باسيل عن تطيير الحكومة يعكس هذه النوايا مجتمعة، وهذا أمر مرفوض، ويتجاوز صلاحيات وزير أو فريق ممثل في الحكومة، ولا يُستَشف منه إلا سلوك الاستقواء بالسلاح للإطاحة باتفاق الطائف، والاستمرار بنهج الفساد والمحاصصة».

Ad

الى ذلك، أكّد باسيل ألا همّ لديه اليوم إلا هم التيار والرئيس والبلد»، وقال: «ما عندي أي مشروع تاني لا شخصي ولا عام». وأضاف، في كلمة له خلال المؤتمر السنوي لـ «التيار» أمس: «أعلم انه لم يكن يجدر بي أن أكون وزيرا، لكنني أجبرت على ذلك من أجل التيار الوطني الحر والرئيس والبلد، وآمل في أول فرصة أن أخرج من الوزارة من أجل مصلحتي وموقعي».

في سياق منفصل، نفى مدير مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا عبر «تويتر»، أمس، المعلومات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي عن صحة الرئيس ميشال عون، مؤكدا أن «لا أساس لها». وقال ردا على تغريدة لمدير «التلفزيون العربي» عباس ناصر الذي كتب على حسابه عبر «تويتر» إنه «يبدو أن الوضع الصحي لرئيس الجمهورية ميشال عون ليس جيدا»: «قرأت قبل قليل تعليقا لك فيه ان الوضع الصحي للرئيس عون ليس جيدا. أود أن اطمئنك أن صحة فخامة الرئيس جيدة جدا والحمد لله، متمنيا أن نجدك - كما تعودنا عليك سابقا - حريصا على الموضوعية والصدقية والدقة».