الملتقى الأول للأسرى الكويتيين
مبادرة رائعة يقودها الأخ الفاضل الضابط الأسير ناصر سالمين لإقامة الملتقى الأول للأسرى الكويتيين المطلق سراحهم بعد تحرير الكويت، حيث سيتم تنظيم أول ملتقى للأسرى في تاريخ الكويت يوم 26 مارس المقبل، ولمدة ثلاثة أيام برعاية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهي رعاية مستحقة وواجبة على كل مؤسسات الدولة.قصص الأسرى الكويتيين أثناء الغزو العراقي 1990- 1991 أغرب من الخيال، إنها حوادث وروايات أشبه بالتي كنا نراها في الأفلام السينمائية عن الحروب العالمية، لكنها من بطولة أبناء الكويت ورجالها الذين يحق لنا أن نفتخر بهم، وأن نوثق هذه الحقبة المريرة من حياتهم لننقلها للأجيال تتوارثها بكل فخر واعتزاز، ليعلموا كم بذل الكويتيون من أرواحهم وأعمارهم وحياتهم فداء لوطنهم وأهلهم وقضيتهم العادلة.
الأخ ناصر سالمين أحد أولئك الأسرى الأبطال الذين عاشوا تجربة الأسر داخل المعتقلات العراقية فترة الغزو بأكملها، حتى أبلغوا بإطلاق سراحهم في 26 مارس 1991 من بعقوبة، ثم نقلوا إلى عرعر في المملكة السعودية يوم 27 مارس، ثم عادوا لوطنهم الغالي يوم 28 مارس، لتأتي هذه المناسبة بالتاريخ نفسه الذي سيقام فيه الملتقى بإذن الله في قاعة أحمد العدواني في ضاحية عبدالله السالم.سيحفل الملتقى بفعاليات مميزة ولقاءات مفتوحة مع الأسرى الأبطال والاستماع منهم مباشرة لتجربتهم العظيمة، وكذلك عرض للمقتنيات المحتفظ بها من حياة الاعتقال والأسر، ومجموعة رائعة من الصور التي التُقطت سراً للكويتيين داخل المعتقلات لتوثق حياتهم اليومية وتكاتفهم وتعاهدهم في تلك الظروف القاهرة، كما ستعرض مؤلفات وكتب ووثائق ومجلات تاريخية تتحدث عن الغزو العراقي للكويت وأيام التحرير. لدينا تاريخ كويتي مشرف، ولدينا قصص عظيمة يحق لنا الفخر بها، ولدينا رجال صادقون قدموا تضحيات جمّة للوطن وأهله، فحريٌّ بنا أن نشهر هذا التاريخ، ونتداوله ونرفع رؤوسنا به، وما قصص الأسر والاعتقال في الغزو العراقي إلا قطعة فاخرة من ذلكم التاريخ البرّاق.إني أناشد المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والوسائل الإعلامية، وأناشد كل المخلصين في وطني دعم هذا الملتقى، والحرص على إنجاحه ليقام بشكل سنوي، كما أطالب مجلس الوزراء الموقر بقبول اقتراحي بتخصيص يوم 28 مارس من كل عام (يوم عودة الأسرى للكويت) ليكون يوم الأسير الكويتي، نستذكر فيه بطولات أبناء الكويت، ونغرس فيه قيمة الولاء والتضحية والعطاء للوطن ولقضاياه العادلة. والله الموفق.