بومبيو و«طاقة» الديمقراطيين
ما المتغيرات التي باتت تثقل كاهل بومبيو وجهازه وتعيد تنظيم أجندة الأولويات؟ هل هي الهيمنة الديمقراطية على الكونغرس؟ وهل تأتي زيارة بومبيو للكويت لتطمئن دول الخليج وتضعها في موقع كتلة الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة؟ ففي الخامس من سبتمبر العام الماضي جاءت زيارة سمو الأمير إلى واشنطن تحركا دبلوماسيا كويتيا فاعلا لجمع أطراف الأزمة الخليجية، وقد صاحب الزيارة تأكيد الخارجية الأميركية لأهمية دور الكويت المحوري في التوسط بين الفرقاء الخليجيين مستندة إلى الإرث الدبلوماسي في العلاقات الكويتية الأميركية، ومقولة ترامب: "إن الكويت شريك عظيم للولايات المتحدة وتربطنا بها علاقة وثيقة".وفي عامنا هذا وقبل منتصف يناير بدأ وزير الخارجية الأميركي بومبيو رحلته للشرق الأوسط محذراً من تفاقم الأزمة الخليجية واستمرارها، ومؤكداً الحاجة إلى تخفيف حدة ما يجري في اليمن، فوصل إلى البحرين كمحطة أولى في الخليج بعد زيارته للأردن والعراق ومصر.
وأعلن شراكة وتحالفاً ومفاجئاً للدول العربية بقرار الانسحاب من سورية، ورافعا شعار حماية إمدادات الطاقة العالمية ومحاربة الإرهاب الإسلامي الراديكالي ومواجهة إيران، ولن يخفى على القارئ الحرص الأميركي على إمداد وتعزيز الأسطول الخامس وقاعدة العيديد في قطر. اختتم بومبيو الرحلة بزيارة المملكة العربية السعودية عبر لقائه بالملك سلمان والأمير محمد بن سلمان.أما محطات صنع القرار، فقد أصابها التغيير، حيث هبت رياح "الديمقراطيين" على الكونغرس نتيجة لاستقطاب شديد أحدثه الرئيس ترامب من خلال تصريحاته، فأصبحت الأغلبية ذات أجندة ضاغطة على السياسة الخارجية الأميركية وبأدق التفاصيل فيما يخص الشأن المحلي لبعض الدول الخليجية، فإلى أين ستذهب طاقة الديمقراطيين بهم؟ وفي أي اتجاه؟ وبما أننا في شهر مارس شهر المرأة ويومها العالمي، فمن الجدير بالذكر أن تلك الموجة الديمقراطية قد أتت أيضا بسيدات من أصول فلسطينية وصومالية إلى مقاعد الكونغرس، فارتفع منسوب النساء إلى 102 وهو الأعلى في تاريخ الكونغرس، من بينهن 43 من أصحاب البشرة الملونة كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الأميركي.ونعود لنتساءل: ما المتغيرات التي باتت تثقل كاهل وزير الخارجية وجهازه وتعيد تنظيم أجندة الأولويات؟ لا شك أن الهيمنة الديمقراطية قد أعادت ترتيب الأولويات وأضافت إلى الأجندة قضايا يعتقد البعض أنها بصدد تعكير صفو العلاقات الأميركية الخليجية، فهل تأتي زيارة بومبيو للكويت لتطمئن دول الخليج وتضعها في موقع كتلة الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة؟ أسئلة عديدة أتمنى سماع إجابتها خلال الزيارة.كلمة أخيرة: كل الشكر للسفير عبدالعزيز الشارخ تنظيم "حوار السفراء" والنقاش حول السياسة الخارجية الأميركية في المعهد الدبلوماسي، فقد استمتعت بلقاء السفير الأميركي السابق (بفترة الغزو) لدى الكويت إدوارد غنيم والذي حمل حب الكويت في قلبه ومازال.