أعلنت النيابة العامة والشرطة الهولندية أن فرضية الدافع الإرهابي لإطلاق النار على «ترامواي» في أوتريخت باتت «جدية» بعد العثور على أدلة بينها رسالة كانت داخل سيارة المشتبه فيه الرئيسي التي فر بها، فضلاً عن «دوافع أخرى».وعقب إلقاء القبض على المتهم التركي الأصل غوكمان تانيس بعد ساعات من ملاحقته، قالت النيابة العامة والشرطة، في بيان: «لا يوجد علاقة مباشرة بين المشتبه به وضحايا الواقعة»، التي كانت هناك تكهنات بشأن وجود علاقة عاطفية بينها وبين المتهم.
وأكد المتحدث باسم الادعاء العام تيس كورتمان احتجاز ثلاثة أشخاص بينهم غوكمان وآخران اعتقلا للاشتباه في تورطهما في الحادث، أفرج عنهما لاحقاً. وحددت الشرطة الهولندية هوية قتلى هجوم أوتريخت، موضحة أنهم فتاة تبلغ من العمر 19 عاماً من مدينة فيانين، ورجلان من مدينة أوتريخت يبلغان 28 و49 عاما.وكان هجوم اوتريخت اثار تكهنات حول مجيئه رداً على مجزرة المسجدين في مدينة كرايستشيشرش في نيوزيلندا التي حصلت يوم الجمعة الماضي، خصوصا أن منفذ الهجوم الارهابي على المصلين المسملين كتب عبارات معادية للعثمانيين والأتراك، في حين ان مطلق النار في هولندا من أصول تركية. وعكست اجراءات السلطات الهولندية وبينها تشديد الامن حول المساجد في البلاد مخاوف الدول الاوروبية من أن يقوم متشددون مسلمون بالرد على مجزرة كرايستشيرش عبر اعمال إرهابية. وبالفعل جاءت سلسلة الحوادث التي وقعت في اوروبا أمس لتؤكد وجود هذه المخاوف.
بلجيكا
وفي بروكسل، أعلنت الشرطة البلجيكية أمس حالة التأهب الأمني وأخلت عشرات المباني في قلب العاصمة، مؤكدة أنها تلقت تحذيراً أمنياً بوجود قنبلة أرسلت إلى شركة على صلة بالاتحاد الأوروبي وأنها تتعامل بجدية مع البلاغ. وأكدت المفوضية الأوروبية انها لم تكن هدفا للتهديد بوجود قنبلة وفقا لما تردد في وسائل الاعلام.النرويج
إلى ذلك، أعلنت الشرطة النرويجية أمس عن إقدام تلميذ يافع على طعن مدرس وثلاثة عاملين بمدرسة في أوسلو، مبينة أنها اعتقلت الفتى وأن دافعه لم يتضح على الفور. وذكرت وكالة الأنباء النرويجية أن الجرحى الأربعة، وجميعهم يعملون بالمدرسة، نقلوا إلى المستشفى وأن إصاباتهم طفيفة.نيوزيلندا
وفي نيوزيلندا التي لا تزال تحت تأثير مجزرة المسجدين الارهابية، ومع بدء تسليم جثث ضحايا أسوأ عملية إرهابية في تاريخ هذا البلد المسالم، وعدت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن أمس بأن لا تلفظ أبداً اسم مرتكب المجزرة، مؤكّدة أنّه «سيواجه كل قوة القانون».وخلال جلسة طارئة عقدها البرلمان وافتتحتها بتحية «السلام عليكم»، التي نطقتها باللغة العربية، كشفت أرديرن أنّ المتطرّف الأسترالي برينتون تارانت الذي ألقت قوات الأمن النيوزيلندية القبض عليه عقب تنفيذه المجزرة «سعى من عمله الإرهابي إلى الحصول على أشياء كثيرة، أحدها الشهرة، ولهذا السبب لن تسمعوني أبداً أذكر اسمه».وأضافت رئيسة الوزراء، التي حضرت إلى البرلمان مرتدية ملابس سوداء، «إنّه إرهابي. إنّه مجرم. إنّه متطرّف. لكنّه، عندما أتكلّم، سيكون بلا اسم!»، مضيفة: «أناشدكم أن تلفظوا أسماء الضحايا وليس اسم قاتلهم».وفي ختام كلمتها، أشارت أرديرن إلى أن «يوم الجمعة سيصادف مرور أسبوع على الهجوم، وسيتجمع المسلمون لأداء الصلاة في ذلك اليوم. فلنقر بحزنهم».وجاءت كلمتها فيما بدأ العشرات من أقارب الضحايا بالوصول من أنحاء العالم للمشاركة في الجنازات التي تؤخرها عمليات التأكد من الهويات وإجراءات الطب الشرعي.حيازة الأسلحة
وإذ وعدت أرديرن بإصلاح قانون حيازة الأسلحة، الذي سمح للمسلح بشراء الأسلحة المستخدمة في الهجومين ومنها بندقيتان شبه آليتين، بدأ النيوزيلنديون بالاستجابة لنداء الحكومة وتسليم أسلحتهم.وأصدرت الشرطة بيانا قالت فيه إنها لا تملك بيانات حول عدد الأسلحة المسلمة منذ الجمعة، موضحة أن ذلك «الإجراءات الأمنية المكثفة والبيئة الحالية، نرجو من المواطنين الاتصال بنا قبل القيام بتسليم سلاح».وقالت أرديرن إن تفاصيل التعديلات المقترحة للقانون حول حيازة الأسلحة سيتم الإعلان عنها بحلول الأسبوع القادم، لكنها أشارت إلى أن احتمال إعادة شراء الأسلحة ومنع البنادق شبه الآلية مطروحان.وأضافت: «كحكومة، نحن متكاتفون وواضحون جدا: الهجوم الإرهابي في كرايستتشيرتش يوم الجمعة كان أسوأ عمل إرهابي على أراضينا، في الواقع من الأسوأ في العالم في التاريخ الحديث. لقد كشف عن جملة من مكامن الضعف في قوانين الأسلحة».«داعش»
الى ذلك، تداولت مواقع اخبارية بيانا صوتيا بلغت مدته 44 دقيقة لتنظيم «داعش» دعا فيه إلى الانتقام لضحايا هجوم المسجدين في نيوزيلندا. وجاء تهديد الثأر، في بيان للمتحدث باسم التنظيم الإرهابي ابوحسن المهاجر، حسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز «الأميركية. وقارن المهاجر الذي لا يعرف اسمه الحقيقي، ولم تظهر له صورة فوتوغرافية أو أي شريط فيديو على الإطلاق، بين مجزرة المسجدين وما يجري في بلدة الباغوز السورية.وقال في بيانه الجديد الذي كسر فيه ستة أشهر من الصمت: «يجب أن تستيقظ مشاهد المذابح في المسجدين لمن تم خداعهم، وأن تحرض مؤيدي الخلافة على الانتقام لدينهم».إردوغان يتوعد
بدوره، هدد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، منفذ المجزرة الإرهابي تارانت «بدفع ثمن ما اقترفت يداه ومحاسبته بأي شكل من الأشكال إن لم تحاسبه نيوزيلندا». وقال إردوغان: «أخطأنا حين ألغينا عقوبة الإعدام، ويصعب عليّ أن أرى الذين تسببوا في مقتل 251 مواطناً ليلة المحاولة الانقلابية (15 يوليو 2016)، وهم أحياء في السجون وتتم تلبية احتياجاتهم، حتى ولو كانت عقوبتهم السجن المؤبد».وأضاف إردوغان، خلال تجمع انتخابي في شنقلعة، «إنه ليس حادثاً معزولاً، إنها مسألة أكثر تنظيما»، معتبرا «انهم يختبروننا بالرسالة التي يبعثونها لنا من نيوزيلندا، على بعد 16500 كلم».وأثار الرئيس التركي غضب نيوزيلندا باستخدامه أمس الأول الفيديو المثير للجدل الذي صوره منفذ مجزرة المسجدين وظهرت فيه عبارات عنصرية على البنادق المستخدمة تهاجم الدولة العثمانية والأتراك ودعوته إلى قتل إردوغان، في الحملة الانتخابية بوصفه جزءاً من هجوم أكبر على تركيا والإسلام.وقبل توجهه إلى إسطنبول لحضور اجتماع خاص لمنظمة التعاون الإسلامي، حذر نائب رئيسة الوزراء وينستون بيترز من أن تسييس المجزرة «يعرض للخطر مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج، وهو غير منصف إطلاقا».