الطاحوس: «زين» شهدت تحولات حاسمة على مستوى خططها

قال رئيس مجلس إدارة مجموعة "زين"، أحمد الطاحوس، إن المجموعة واصلت تحقيق نتائجها الإيجابية عام 2018، ودفع عملياتها إلى المزيد من النمو، على الرغم من التطورات، التي يشهدها قطاع الاتصالات، سواء على صعيد التحديات التشغيلية أو التنظيمية، أو المنافسة السعرية، إذ نجحت "زين" في تعزيز مراكزها التنافسية، بفضل خطط التطوير وبرامج التحديث، التي واكبت من خلالها التغيرات المتلاحقة في صناعة الاتصالات.

وأوضح الطاحوس، في اجتماع الجمعية العمومية العادية للمجموعة، أمس، بنسبة حضور بلغت 73.91 في المئة، واعتمدت توزيع أرباح 30 فلساً عن عام 2018، أن "زين" ركزت على الاستثمار في الخدمات الرقمية، وتبني نماذج أعمال تتجاوز توقعات وطموحات قاعدة العملاء، لافتاً إلى أن هذا التوجه الاستراتيجي ساعدها في توسيع قاعدة عملياتها التجارية، وفتح روافد جديدة لمزيد من التدفقات النقدية في الخدمات الرقمية، إذ تستهدف بناء قوة رقمية لقيادة عمليات التحوّل الرقمي في أسواق الشرق الأوسط.

وأكد أن "هذه الفترة شهدت تحولات حاسمة للمجموعة على مستوى خططها التشغيلية والاستثمارية، إذ سجلت عملياتها معدلات نمو قوية على كل مؤشراتها المالية".

وقال نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة "زين"، بدر الخرافي، إن "2018 كان عاماً استثنائياً لعمليات زين، إذ سجلت المجموعة نتائج مالية متميزة، بفضل التركيز على تحقيق عائدات مربحة على العمليات الأساسية، وتحول زين السعودية للربحية، والتطور الهائل في قطاع المشاريع والأعمال".

وأوضح الخرافي أن المجموعة تواصل جهودها للوصول إلى مشغل الاتصالات الرقمي، إذ تستعد لإطلاق استراتيجيتها الجديدة (4Sight)، التي تعني النظر إلى المستقبل والبحث عن فرص النمو المجدية في العالم الرقمي، بالاستثمار بكثافة في تطوير وترقية الشبكات للاستفادة من الحلول التي سيقدمها الجيل الخامس، ومن الفرص المربحة في الفضاء الرقمي.

ولفت إلى أن المجموعة تسعى إلى استخدام السيولة المحققة لتطوير الأداء، مبيناً أن الأرباح ارتفعت وتسعى إلى تطبيق استراتيجيتها.

وذكر، في تصريح عقب الجمعية العمومية، أنه جرى سداد مبلغ 1.1 مليار ريال في زين السعودية، مشيراً إلى أن "زين" دخلت في مشروع العدادات الذكية بالكويت الذي يحتاج إلى توسع، فيما تترقب مشروع جزر الشمال ليكون لنا دور في بينتها التحتية، وهي بحاجة إلى استثمارات.

وأكد أن الأرباح الاستثنائية التي حققتها المجموعة خلال العام الماضي تأتي نتاجاً للاستراتيجية التي اعتمدتها المجموعة وتعمل على تنفيذها على أرض الواقع.

وقال الخرافي، إن نمو صافي الأرباح الذي بلغ 23 في المئة يؤكد نجاعة ما تقوم به المجموعة من إنجازات وتفاؤل بمستقبل أكثر إجادة على صعيد الأعمال التي تقع ضمن نطاق أنشطة "زين".

وتحدث عن الإيرادات المجمعة لـ "زين" والتي نمت بنسبة 28 في المئة لتصل إلى 1.3 مليار دينار(4.4 مليارات دولار)، مبيناً أن إنجاز المجموعة يأتي أيضاً في ظل الوفاء بالوعد الذي قطعته "زين" على نفسها أمام المساهمين خلال الفترة الماضية فيما يتعلق بتحول "زين السعودية" إلى الربحية التي باتت ضمن الميزانيات المجمعة للشركة الأم.

وأشار إلى أن المجموعة تسلمت أرباحاً تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار وهي المرة الأولى منذ الاستثمار في تلك الشركة التي يدعو أداؤها للتفاؤل خلال الفترة المقبلة لما تشهده من تطور ملحوظ، لافتاً إلى سداد "زين السعودية" ديوناً تقدر بـ 1.125 مليار ريال (مرابحة) بعد جدولتها.

وتابع الخرافي أن "زين السعودية" مملوكة للمجموعة"الأم" بنسبة 37 في المئة، فيما تصل القيمة السوقية بحسب الطفرة التي حدثت خلال الشهور الاخيرة من العام الماضي بنسبة 71 في المئة لتصل إلى 1.7 مليار دولار.

وعن "زين العراق" أفاد بأنها سجلت نمواً في أرباحها بنسبة 70 في المئة خلال العام الماضي، في حين قفزت حصة المجموعة في شبكة العراق إلى 76 في المئة.

وأشار إلى أن ما أثاره أحد المساهمين في شأن إمكانية زيادة نسبة التوزيعات السنوية أكثر من المطروح على جدول الأعمال (30 فلس نقداً لكل سهم) مردود عليه، إذ تسعى المجموعة إلى توسيع نطاق أنشطتها من خلال استراتيجية (4Sight)، التي تعني النظرة للمستقبل، التي ستكون أكثر وضوحاً خلال المرحلة المقبلة من خلال تسليط ضوء أكثر.

وأوضح الخرافي أن زين السودان تحقق نمواً كبيراً، منوهاً إلى أن موقف العملة المحلية هناك أثر على النتائج الإجمالي عند احتسابها بالدولار، ورغم ذلك كثفت "زين السودان" من مشاريع التطوير والتوسع خلال العام الماضي والمحافظة على الاصول عبر شراء عقارات والذي ارتفعت اسعاره. إذ أسهمت في مبادرات التسويق لخدمات البيانات نمواً في إيرادات البيانات، فيما تعمل الشركة على توسيع شبكة الجيل الربع هناك LTE ، بجميع أنحاء المناطق التي تُغيطها.

أكد الخرافي أن "خطط توسعات المجموعة موضوعة، ونحن نتعايش مع الظروف السياسية والاجتماعية لكل الأسواق التي تعمل فيها المجموعة، وزين تنظر دائما إلى التوسعات، لاسيما في ظل توفر فريق عمل شامل قادر على مواكبة ما يظهر من فرص، وفي حال وجدنا فرصة مجدية كفيلة بتحقيق عوائد للمساهمين فلن نتركها".

الدخول في الفرص

وردا على تساؤلات المساهمين أوضح الخرافي أن "مجلس الإدارة لا يتدخل في تحديد سعر السهم، بل هو عرض وطلب، والمستثمر هو صاحب قرار البيع والشراء ولا تأثير لنا عليه"، لافتا إلى أن "إعادة شراء أسهم الخزينة هو أحد البنود الموجودة، وسيتم تفعيله للاستثمار في السهم، وإذا وجدنا فرصا استثمارية فسندخل فيها".

وفيما يتعلق بعدم توزيع أسهم منحة هذا العام، أفاد بأن "مجلس الإدارة هو من يقوم باقتراح توزيع هذه الأسهم، وبالتالي تعود لرؤيته، والمجلس يمثل الملاك، وكان باستطاعة المالك الجديد توزيع اسهم المنحة، لكنه يتطلع إلى مستقبل المجموعة، إذ إنه عندما يتم توزيع أسهم منحة يزيد العبء علينا، فهو حل غير مناسب من الناحية الفنية"، لافتا إلى أن زيادة رأس المال تنعكس على نزول سعر السهم.

وعن زيادة مكافأة أعضاء مجلس الإدارة، ذكر أنها تعود هذا العام إلى أحقية عضو المجلس، ومن ثم ارتفعت المكافأة بنسبة 23% وليس 100%، مؤكدا أن هذا المجلس تجاوز النسبة المتوقعة من جهة أداء الشركة، وبالتالي يستحق هذه المكافأة على تحقيقه للخطة الموضوعة، فضلا عن ارتفاع قيمة الشركة.

مواكبة التطورات

وأضاف الخرافي أنه عندما انخفضت أرباح 2017 تم تخفيض مكافأة أعضاء مجلس الإدارة، مبينا أن المجموعة نجحت في مواكبة التطورات الراهنة والمتسارعة التي يشهدها قطاع الاتصالات، وما فرضته من تحديات تشغيلية، وتبرز المؤشرات المالية قدراتها وإمكاناتها في التعامل مع طبيعة التحديات التي واجهتها.

ولفت الى ان المجموعة ركزت في 2018 على تحقيق رؤيتها الاستراتيجية نحو التحول الرقمي، كما أظهرت اهتماما خاصا بمجالات النمو المربحة في قطاع المدن الذكية، ومجالات إنترنت الأشياء (IoT)، وقطاع المشاريع والأعمال.

وتابع: "أجرت زين سلسلة من المشاريع لتحديث وترقية الشبكات (تطوير الجيل الرابع/ والاستثمار والتخطيط لتكنولوجيا الجيل الخامس)، والألياف الضوئية (FTTH)، ورسوم الطيف، بهدف تحسين تجربة العملاء، حيث بلغت استثمارات النفقات الرأسمالية نحو 750 مليون دولار عن عام 2018، ودفعت هذه الاستثمارات إيرادات المجموعة من قطاع البيانات إلى تحقيق نمو بنحو 71%، وهو ما مثل 33% من إجمالي الإيرادات المجمعة".

تحالفات استراتيجية

وأردف الخرافي: "دخلنا في شراكات وتحالفات استراتيجية مع كيانات عالمية رائدة لتعزيز جاذبية وجودة المنتجات والخدمات التي نوفرها لعملائنا، من خلال توفير خدمات اتصالات محسنة ذات جودة وموثوقية عالية، لضمان توفير أفضل تجربة عملاء على شبكاتنا".

واستدرك: "لا شك في أن عام 2018 مثل محطة مهمة لعمليات المجموعة على جبهات متعددة، بدءا من جهودنا المبذولة على صعيد التحول الرقمي في السعي للنمو والتوسع في قطاعات أعمال جديدة وموازية لخدماتنا الأساسية، حيث بدأنا العام الماضي بإعلان اتفاقيات مهمة لدعم إطلاق منصة واجهة برمجة التطبيقات، والتي شهدت قيام مجموعة زين بالكشف عن واجهاتها الخاصة بها، وساعدنا ذلك في إزالة الحواجز أمام تطوير الشراكات الرقمية المحتملة عالميا".

تشجيع العقول

وأشار الخرافي الى أن المركز "يعمل من خلال تواجده الدائم في مقرها الرئيسي على تشجيع العقول المميزة على التفكير في بيئة عمل تفاعلية تتسم بالابتكار والحداثة، من خلال تهيئة مناخ العمل المناسب لأصحاب الرؤى والأفكار".

وبين أن الفترة الماضية شهدت تعاونا بين مجموعة زين وعمانتل، حيث تمحور اهتمام كلا الكيانين في عام 2018 على التركيز على التضافر وبناء قوة اتصالات رقمية جديدة، تبحث عن فرص تقود التحوّل الرقمي عبر منطقة الشرق الأوسط، وسيؤدي نطاق وتنوع الشراكة إلى توليد إيرادات متزايدة وتسريع إدخال المنتجات والخدمات المبتكرة".

الجدير بالذكر أن النتائج المالية الرئيسية لمجموعة زين سجلت نسب نمو على جميع مؤشراتها الرئيسية عن عام 2018، حيث قفزت الأرباح الصافية بنحو 23% لتصل إلى 197 مليون دينار (649 مليون دولار)، بينما بلغت ربحية السهم 45 فلسا، وسجلت الإيرادات السنوية المجمعة طفرة كبيرة بنسبة نمو بلغت 28%، لتسجل 1.3 مليار دينار (4.4 مليارات دولار).

وارتفعت الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات الـEBITDA بنسبة 25%، لتصل إلى نحو 519 مليون دينار (1.7 مليار دولار)، بينما بلغ هامش ربحية الـEBITDA عن هذه الفترة نحو 39%، نمت قاعدة العملاء بنحو 5% لتصل إلى 49 مليون عميل.

وتأثرت النتائج المالية للمجموعة، رغم الطفرة الإيجابية التي حققتها بترجمة العملة، والتي ترجع في الغالب إلى انخفاض قيمة العملة في السودان (الجنيه السوداني) بنسبة 47 في المئة من متوسط 16.9 مقابل سعر صرف الدولار من عام 2017 إلى 31.9، وهو ما كلّفها 216 مليون دولار على مستوى الإيرادات، و79 مليونا على مستوى الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات، و27 مليونا على مستوى الأرباح الصافية.

الكويت والابتكار الرقمي

وعن عمليات المجموعة في أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا قال الخرافي: "تمتلك زين الكويت منصة حيوية للابتكار الرقمي، ونفتخر بأن العام الماضي، كان عاما آخر شاهدا على عقد المزيد من الشراكات القوية في مجالات الابتكار الرقمي، حيث زادت الشركة من تركيزها على الابتكار، بهدف تطوير منصاتها الرقمية وتنفيذ مجموعة كاملة من مبادرات عروض البيانات".

«زين العراق» والعودة للنمو

وكشف الخرافي أن من أبرز الأمور المرضية في 2018، عودة عمليات شركة زين العراق للنمو، وذلك في ظل التعامل مع الظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في السنوات الأخيرة، فمع تحسّن الظروف الاجتماعية، عادت عمليات زين العراق إلى الربحية، حيث أدى استعادة المواقع في شمال وغرب البلاد، بالإضافة إلى العديد من مبادرات اكتساب العملاء، ولا سيما في المناطق الرئيسية إلى استقطاب شرائح جديدة من العملاء، ويضاف إلى ذلك الأداء القوي في التوسعات الإقليمية (إقليم كردستان)، وأنشطة تحسين التكلفة المستمرة، ونمو البيانات".

وأضاف قائلا "كما نجحت الشركة في إطلاق منتجات وخدمات جديدة، بالإضافة إلى التركيز على قطاع الأعمال بشكل رئيسي، كما أنها استثمرت بشكل كبير في مشاريع التطوير والتحديث، هذا في ظل استمرار إظهار المؤسسات المالية الكبرى ثقتها في عمليات زين العراق، حيث وافقت مؤسسة التمويل الدولية، وهي عضو في مجموعة البنك الدولي على تقديم حزمة تمويل بقيمة 269 مليون دولار أميركي للمساعدة في إعادة بناء عمليات الاتصالات في العراق وتحفيز النمو الاقتصادي".

السودان تميز وتحدى العملة

أما بالنسبة إلى عمليات زين في السودان فقال الخرافي "تؤدي الشركة بصورة استثنائية في ظل موقف العملة المحلية، ولكن التدهور الملحوظ في قيمة العملة المحلية في السودان أثر على النتائج العامة والنتائج المالية للمجموعة عند احتسابها بالدولار الأميركي، ورغم ذلك كثفت الشركة مشاريع التطوير والتوسعة في عام 2018، حيث أسهمت مبادرات التسويق لخدمات البيانات نموا في إيرادات البيانات، وحاليا تعمل الشركة على توسيع شبكة الجيل الرابع LTE في جميع أنحاء المناطق".