لبنان: تهدئة حكومية تسبق زيارة بومبيو
عقب انفجار العلاقة بين ركني التسوية الرئاسية «التيار الوطني الحر» وتيار «المستقبل» واستُخدمت فيه الأسلحة الإعلامية كلّها، لملم الجانبان آثار الخلاف سريعاً، باتصال جرى بين رئيسي الفريقين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل. وأمس، هدأت الأجواء بين الطرفين لتساعد في تمرير جلسة مجلس الوزراء اليوم وزيارة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو إلى لبنان بعد غد. وقالت مصادر متابعة إن «الصلحة مبنية على مسكّنات سطحية مؤقتة لتمرير زيارة الضيف الأميركي وعدم تحويلها إلى مادة انقسام داخلية»، مضيفةً: «لا أرضية مشتركة تجمعهما، لا في قضية النازحين السوريين ولا في كيفية محاربة الفساد ولا في تحديد العلاقة التي يجب أن تربط بيروت بدمشق، فكلما تكلم أي منهما في هذه المواضيع، ظهرت الفجوة التي تفرقهما».
إلى ذلك، استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون في القصر الجمهوري، أمس، المبعوث الخاص لأمين عام الأمم المتحدة إلى سورية غِير بيدرسون على رأس وفد. وتناول البحث انعكاسات الحرب السورية على لبنان لاسيما موضوع النازحين. وقال عون: «شاركت دول عدة في الحرب على سورية وتريد أن تحملنا النتائج. لو خصصت هذه الدول 10 في المئة من تكاليف هذه الحرب لحل مأساة النازحين، لكانت ساعدت في حل مشاكلهم الإنسانية وتجنيب العالم المزيد من الأزمات». وأبلغ الرئيس عون بيدرسون أنه «لم يعد للبنان القدرة على تحمّل تداعيات النزوح السوري، ولا بد من العمل جدياً لإعادة النازحين إلى المناطق الآمنة». كما التقى الوزير باسيل في قصر بسترس، أمس، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش. وقال كوبيش بعد اللقاء: «أنا سعيد لأن الوزير باسيل استقبلني قبل مغادرتي إلى نيويورك للقائي الأول في إطار مجلس الأمن الدولي بصفتي المنسق الخاص للأمم المتحدة. لقد ناقشنا عدداً من المواضيع وحملني الوزير باسيل عدداً من الرسائل منها ما هو متعلق بالخروقات الإسرائيلية المختلفة للقرار 1701 وطلب لبنان بتعامل الأمم المتحدة بمزيد من الحزم، والنظر إلى هذا الموضوع من جانبيه». وأضاف: «كذلك حملني الوزير باسيل رسالة متعلقة باللاجئين السوريين وضرورة توفير كل الشروط اللازمة لعودتهم إلى سورية. وفي هذا الموضوع أشرت إلى القوانين الإنسانية والنظم الدولية، وهذا ما يتفهمه الوزير باسيل، لكني أؤكد أن ثمة توافقاً داخلياً في لبنان على وجوب بذل الجهود ورؤية نتائج ملموسة لعودة السوريين في أقرب وقت ممكن وأن وجودهم يتسبب بمشاكل في لبنان وأن هناك اتفاقاً سياسياً على هذا الموضوع».في موازاة ذلك، استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في دار الفتوى، سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري، الذي أكد بعد اللقاء أن «المملكة حريصة على أمن واستقرار وسلامة لبنان واللبنانيين، وأن السعوديين لديهم أمل بعد تشكيل الحكومة اللبنانية، برئاسة الرئيس سعد الحريري، في نمو وازدهار لبنان، وقرار المملكة برفع تحذير سفر رعاياها إلى لبنان هو دليل على ذلك وسينعكس إيجاباً على الاقتصاد والسياحة بلبنان المحبة والعيش المشترك»، لافتاً إلى أن «هناك تحضيرات لعقد قمة مؤتمر إسلامية مسيحية دولية في لبنان تنظمها رابطة العالم الإسلامي، برعاية الرئيس عون، تأكيداً على دور لبنان وعاصمته بيروت في العيش الواحد والحوار بين اتباع الأديان والثقافات انطلاقاً من رسالة الإسلام الإنسانية الحريصة على التعاون والتعارف بين الأمم والشعوب».