إبّان الأحداث المفجعة في نيوزيلندا، التي تسببت فيها يد الإرهاب، ظهرت أصوات نشاز تعلل هذا الإرهاب بالأسطوانة المشروخة التي تقول إن الإسلام والمسلمين هم أصل العنف، وإن ما حدث هو رد فعل مؤسف لكن متوقع. فعلى مر السنين كان يرعى هذا الخطاب سياسيون طامحون لكسب الشعبية في أوساطهم، وآخرون يهدفون إلى تحقيق أجندات كبيرة، والتي من أبرزها كما لا يخفى على أحد كسب تأييد المجتمع الدولي للصهاينة، ودحض صوت الحق الفلسطيني، وخصوصا عندما بدأ هذا المجتمع ينفتح على ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات ضد الفلسطينيين على أرضهم.
لذلك لا يكفي مجرد التنديد بالإرهاب العنصري ضد المسلمين لأن هذه الأصوات النشاز في المقابل تعمي أعين العالم عن فظاعة جرائم كثيرة مثل جريمة نيوزيلندا، بل يجب أن يُحارَب خطاب الكراهية ضد المسلمين أو ما يسمى بالإسلاموفوبيا بأساليب منهجية مدروسة. ومن واجب سفارات الدول الإسلامية وبالأخص العربية منها أن ترعى الحملات والمشاريع التوعوية الكبيرة التي تبرئ الدين الإسلامي والمسلمين من هذه التهم التي تلوح بها ألسن السياسة القذرة ومجندوها، وأن توصل الصورة الحقيقية للشريعة الإسلامية السمحة. فالسفارات دورها أكبر من مجرد الاهتمام بمصالح رعاياها في الخارج، ومع تزايد الأحداث والتأجيج العنصري صار لزاما عليها أن تبذل جهودا أكبر في هذا الشأن، فهي بإمكاناتها الكبيرة الأقدر على تحقيق التعايش السلمي بين المسلمين والغرب، ومثلما نرى دولا غربية أنفقت الكثير على مشاريع ودراسات اللغة العربية، فإن سفاراتنا أولى بأن تقوم بمشاريع مماثلة للتعريف بالثقافة الإسلامية، وخصوصا في ظل وجود الأوبئة السياسية والعنصرية التي تنخر أواصر المحبة والمودة بين الناس.
مقالات - اضافات
نيوزيلندا و«الإسلاموفوبيا»
22-03-2019