ابحثوا عن أشباح الكويت!
منذ عودة الحياة النيابية في عام 1992 وكل استجواب يقدم إلى وزير ويناقش في قاعة عبدالله السالم يعلن مجلس الوزراء ارتياحه لما قدمه الوزير من ردود على محاور الاستجواب، فيما تردد نفس الجوقة من النواب أن الوزير –إذا كان من جماعتهم- قد فند الاستجواب، ولا يستحق طرح الثقة به، وتنتهي الأمور سلامات بسلامات.وفي السنوات الأربع الأخيرة كل الوزراء الذين وقفوا على منصة الاستجواب قدموا أفلاماً وإحصائيات وشهادات من خبراء عن إنجازاتهم العظيمة، ومن ضمنهم وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود، لكن السلطة رأت التضحية به لتقديم شيء لجمهور وقواعد النواب الذين عقدوا صفقة تحصين رئيس الحكومة مقابل الجناسي والعفو، وفي النهاية تم ترويضهم وقبضوا من "دبش"!
نعود لموضوعنا، إذا كان كل الوزراء الذين استجوبوا في السنوات الأربع الأخيرة فندوا الاستجوابات التي قدمت لهم، وعرضوا إنجازاتهم الضخمة وأفلامهم الدعائية ووثائقهم الدامغة من على منصة الاستجوابات، وعلى رأسهم رئيس الحكومة الذي فند المساءلات السياسية التي قدمت له، وكذلك وزراؤه من السيدة هند الصبيح (أم أحمد) مروراً ببخيت الرشيدي وعادل الجارلله، وأخيراً خالد الروضان، إذاً مشاكل البلد من حصى الشوارع إلى التجاوزات على المال العام واختلاسات بند الضيافة وملف تجارة الإقامات وتردي الخدمات من المسؤول عنها؟!كل وزراء حكومة دولة الكويت لهم إنجازات تعرض لمدة ساعات على شاشات قاعة المجلس، وهم براء من كل مسؤولية عن مشاكل البلد والفساد، ويستحقون تجديد الثقة بهم، وهم لم ينتفعوا من مناصبهم أو تتعاقد شركاتهم وأهلهم مع الدولة خلال توليهم مناصبهم، لذا لم يتبق لنا سوى أن نبحث عن أشباح تدير مفاصل الدولة، لا نراهم، وهم المسؤولون عن كل مشاكل وبلاوي البلد، ولابد أن نجد تلك الأشباح ونطردها من وزارات ومؤسسات البلد حتى ننهي جميع مشاكلنا، ولا يتجنى النواب باستجواباتهم على وزرائنا الأفذاذ!