«سفّاح المسجدين» كان ينوي استهداف حضانة

بينما احتشد آلاف في مدن في نيوزيلندا أمس، للتعبير عن مناهضتهم للعنصرية وتكريما لخمسين مسلماً قتلهم المتطرّف اليميني الأسترالي برينتون تارنت (28 عاما) في مدينة كرايستشيرش، كبرى مدن الجزيرة الجنوبية من نيوزيلندا، ومع إعلان رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن إقامة مراسم إحياء ذكرى القتلى على مستوى البلاد هذا الأسبوع، أفادت مصادر لقناة «العربية» في نيوزيلندا، أمس، بأن المحطة الثالثة التي كان ينوي تارنت الذهاب إليها وارتكاب مجزرة ثالثة، هي حضانة أطفال اسمها «النور»، تقع في منطقة لينوود شرق المدينة.

والحضانة تمتلكها زوجة المُصاب في مسجد «النور» الأردني، عليان مشيّد، وتم إغلاقها منذ يوم تنفيذ الهجوم على المسجدين.

يذكر أنه قبل 4 أيام صرّح مفوض الشرطة النيوزيلندي، مايكل بوش، بأن منفذ الهجوم كان في طريقه لارتكاب مجزرة ثالثة، لكنه امتنع عن ذكر التفاصيل، لأن التحقيق مازال جارياً.

وشارك نحو 15 ألفا في مراسم تأبين مسائية في كرايستشيرش في متنزه قريب من مسجد النور الذي قتل فيه تارنت، الذي يؤمن بتميّز العرق الأبيض، نحو 50 مصليا. وقتل عددا آخر في مسجد قريب في لينوود.

وارتدت الكثير من النساء غير المسلمات غطاء الرأس خلال مراسم التأبين، بعضها مصنوع بأيدي مسلمين من كرايستشيرش، لإظهار دعمهن للمسلمين كما فعلن في أحداث مشابهة الأسبوع الماضي.

وأعلنت أرديرن، في بيان أمس، أن مراسم لإحياء ذكرى القتلى ستقام على مستوى البلاد في 29 الجاري. وأضافت: «هذه المراسم فرصة أخرى لإظهار أن النيوزيلنديين يتسمون بالتعاطف والاحتواء والتنوع، وسنحمي تلك القيم».

وقالت عمدة كرايستشيرش لياني دالزيل، إن المراسم تعد وقتا لكي يتحد الجميع على المستوى المحلي والقومي والدولي. وأضافت: «الكراهية لن تجعلنا ننقسم، لكن الحب سوف يجعلنا نتحد».

في غضون ذلك، وقع نحو 20 ألف شخص على عريضتين إلكترونيتين على موقعي «تشانج. أورج» الأميركي، و»أفاز. أورغ» الفرنسي، للمطالبة بمنح الجائزة لأرديرن على خلفية تعاملها مع مجزرة المسجدين.

يشار إلى أنه إذا تم ترشيح أرديرن لجائزة نوبل للسلام، فسيتعين عليها الانتظار حتى عام 2020، لإغلاق فترة الترشيحات المخصصة لجوائز 2019.

وفي كيبيك التي شهدت هجوما في مسجد قبل عامين، تظاهر نحو 150 شخصا أمس الأول، رافضين العنصرية ومتضامنين مع ضحايا مجزرة نيوزيلندا.

وفي 29 يناير 2017، أطلق الكسندر بيزونيت القريب من أوساط اليمين المتطرف، النار على مصلين في مسجد كيبيك، مما أسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 35 آخرين.