طائر «الأمل» لإيميلي ديكنسون يحلِّق بأجنحة عربية
ترجمت سابقاً ونشرت قصيدتين للشاعرة الأميركية إيميلي ديكنسون (1830 – 1886) هما: "جدول القلب"، و"قد مت من أجل الجمال"، وقصائد أخرى لوليم شكسبير ووليم ييتس، وكانت كل الترجمات شعرية، لقناعتي بأن الأفضل أن يُترجَم الشعر شعراً، وإلا فقدَ معظم سحره ووهجه وتأثيره.وها أنا مقدم الآن على مغامرة جديدة بترجمة قصيدة ثالثة لديكنسون، التي تعدّ هي ووالت ويتمان أهم شاعرين أميركيين في القرن التاسع عشر، وهي مغامرة محفوفة بالمخاطر، إذ ليس من اليسير ترجمة الشعر نثراً، فكيف بترجمته شعراً موزوناً مقفى إلى لغة أخرى ذات خصائص مختلفة ومعايير مغايرة.وعنوان القصيدة هو "الأمل"، وقد شبهت فيها ديكنسون الأمل بطائر على خلاف كل الطيور لا يقيم في الغابات ولا الكهوف ولا البيوت، بل يأوي إلى الأرواح ويسكن فيها.
وحرصت في هذه الترجمة أن أنقل صور الشاعرة وأفكارها، واستلهمتُ من القصيدة الأصلية بعضَ الصور الجديدة التي لا تخرج عن إطار فكرتها الرئيسية من أجل إيضاح ما تريده الشاعرة، ولاسيما أن أسلوبها شديد الإيجاز والتكثيف.وختاماً أرجو أن أكون قد نجحت في أن أعبِّر بالعربية عما قالته ديكنسون بالإنكليزية.الأملفي الروحِ يسكنُ طائرُ الآمالِلا في الكهوفِ السودِ والأدغالِيشدو بأنغامٍ تفيضُ عذوبةًفي الليلِ والإصباحِ والآصالِلا ينطقُ الكلماتِ لكنْ لَحنُهُيُغْني عن الأقوالِ والأفعالِمتواصلُ التغريدِ رغمَ سماعِهِقصفَ الرياحِ وهزّةَ الزلزالِلم يَثنِهِ بردُ الصقيعِ وثلجُهُعن بوحِهِ وغنائه المتوالينشوانُ ينشرُ دفئَهُ مترنماًبينَ الورى وبكلِّ قَفْرٍ خالِويطيرُ في أقصى البحارِ وسجْعُهُ شافٍ من الإحباطِ والإعلالِيأسو جراحَ البائسينَ بشدْوِهِفيعودُ أشقاهم هنيءَ البالِهو عاشقٌ للخيرِ يهوى فِعلَهُ من غيرِ ما منٍّ ودونَ سؤالِلا يجتدي أبداً ويعطي دائماً ويبيتُ مسروراً بأفضلِ حالِ "Hope"BY EMILY DICKINSON“Hope” is the thing with feathers -That perches in the soul -And sings the tune without the words -And never stops - at all -And sweetest - in the Gale - is heard -And sore must be the storm -That could abash the little BirdThat kept so many warm -I’ve heard it in the chillest land -And on the strangest Sea -Yet - never - in Extremity,It asked a crumb - of me.