إيران: مقتل 20 في سيول كارثية... والحكومة تقطع إجازتها

قطع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إجازة الحكومة، ودعا إلى اجتماع طارئ أمس لدراسة الخسائر الناجمة عن الفيضانات التي اجتاحت البلاد، وتسببت في سقوط قتلى وجرحى، وأحدثت خسائر مادية فادحة في الممتلكات والبنى التحتية.

وتم تسجيل 20 قتيلا و40 جريحا من جراء السيول التي تشهدها مدينة شيراز جنوبي البلاد، ولقي طفلان مصرعيهما في خوزستان، وتوفي شخص واحد في لورستان.

وأفادت منظمة الطوارئ بأن 25 إقليما من أصل 31 في البلاد تواجه فيضانات، جراء أمطار غزيرة غير مسبوقة.

ووثقت مقاطع فيديو انتشرت على وسائل الإعلام وشبكات التواصل، سيولا هائلة شهدتها مدينة شيراز، حيث جرفت عددا كبيرا من السيارات.

وذكرت تقارير أن الفيضانات المستمرة منذ عدة أيام في محافظة مازندران شمالي البلاد دمرت 1500 وحدة سكنية، في حين غمرت مياه السيول 70 قرية في غولستان وأكثر من 200 قرية في مازندران.

وأصدرت منظمة الأنواء الجوية تحذيرا للمواطنين من وقوع فيضانات في أقاليم كرمانشاه وعيلام وخوزستان وفارس وأصفهان وخراسان وبوشهر، في وقت حذر مدير شركة المياه في طهران من فيضان أنهار طهران في حال هطول أمطار غزيرة على العاصمة.

وتم إلغاء الرحلات من مطار طهران الداخلي إلى جميع المحافظات والمدن الإيرانية حتى إشعار آخر.

إطاحة ومنع

في غضون ذلك، ذكرت مصادر حكومية، أن نائب الرئيس الأول، إسحاق جهانغيري، أمر بعزل محافظ جلستان، مناف هاشمي، في سابقة هي الأولى من نوعها في البلاد، حيث يعتبر عزل المحافظين وتعيينهم من مهام وزير الداخلية.

وجاء قرار العزل بعد تزايد الانتقادات حول إدارة أزمة الفيضانات في جلستان، شمالي البلاد.

ويعتبر هاشمي من المقربين للتيار الأصولي، حيث كان أحد مساعدي رئيس بلدية طهران السابق، محمد باقر قاليباف، وهو أحد قيادات «الحرس الثوري» السابقين.

وذكرت وكالة «بُرنا» المقربة للأصوليين أن هاشمي سافر لعلاج طبي، حيث يعاني «تعرّضه لإصابات كيماوية في الحرب العراقية - الإيرانية»، بينما يقول معارضوه إنه سفر لقضاء «عطلة النوروز» مع أفراد عائلته في الخارج.

في هذه الأثناء، أعلن قائد أسطول الشمال التابع لبحرية الجيش الإيراني الأميرال، عبدالوهاب طاهري، أن الأجهزة والمعدات الإغاثية لدى الوحدات التابعة للأسطول استقرت في مناطق السيول لتقديم المساعدات إلى المتضررين.

من جانب آخر، أعلن نائب المدعي العام، جافيد جافيدنيا، حظر جمع الأموال من قبل المشاهير لمصلحة ضحايا الفيضانات التي ضربت البلاد. وأكد جافيد إغلاق أي حساب مصرفي تم فتحه لهذا الغرض.

وصرح جافيد، أمس، بأنه تم فتح أكثر من 60 حساباً بشكل غير قانوني، مضيفا أن «أي تمويل جماعي عن طريق الأفراد أو المنظمات يجب أن يتم من خلال جمعية الهلال الأحمر، أو من خلال لجنة المساعدات الرسمية».

وحذر المشاهير وغيرهم من أن الحسابات المصرفية التي تم فتحها سيتم إغلاقها وتحويل جميع الأموال لحسابات الوكالات الحكومية المعنية بمساعدة ضحايا الفيضانات، لافتا إلى «عمليات احتيال» استغلت حملات مواجهة الكوارث الطبيعية في السابق.

وكان عدد من مشاهير الرياضة وغيرهم، أعلنوا عن حملات لجمع التبرعات لمساعدة ضحايا الفيضانات في المحافظات الشمالية، كما سافر بعضهم إلى المناطق المتضررة لمتابعة جهود الإنقاذ وتقديم المساعدة.

استيراد تركي

في سياق منفصل، كشف رئيس شركة الغاز الوطنية الإيرانية، حسن منتظر تربتي، أن تركيا تعتزم زيادة واردات الغاز الطبيعي من بلاده أمس.

وفي العام الماضي، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين إيران و6 قوى عالمية كبرى، وأعادت فرض عقوبات رُفعت بموجب الاتفاق. ومنحت واشنطن استثناءات من العقوبات لتركيا وعدد من الدول الأخرى، لتسمح لها باستيراد النفط من الجمهورية الإسلامية.