وصل ركب مهرجان الكويت الموسيقي، الذي ينظمه المعهد العالي للفنون الموسيقية برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي د. حامد العازمي إلى محطته الأخيرة ليختتم دورته الثالثة التي أقيمت على مدار ثلاثة أيام على مسرح الموسيقار الراحل أحمد باقر.

وشهد حفل الختام، الذي حضره عميد المعهد العالي للفنون الموسيقية د. رشيد البغيلي ولفيف من أعضاء هيئة التدريس وضيوف الكويت حفلاً موسيقياً مميزاً للأوركسترا الإنسانية السيمفونية، وهي أحد أبرز إنجازات الدورة الثالثة للمهرجان، وقدمت فقرات الحفل الإعلامية شيمان التي اختزلت أهم الفعاليات والأنشطة التي أقيمت خلال الأيام الماضية.

Ad

وازدان مسرح أحمد باقر بإضاءات تسر الناظرين ساهمت في رسم لوحة جمالية مع اقتراب هذا العرس الثقافي الفني من نهايته، في حين كان أعضاء هيئة التدريس بمعية طلبة المعهد يعملون على قدم وساق لحفظ النظام وفق خطة معدة سابقاً لاستقبال الضيوف، وإرشادهم إلى الأماكن المخصصة لهم فضلاً عن متابعة أدق تفاصيل الحفل.

وما هي إلا دقائق من بدء الأمسية، حتى أفسحت شيمان المجال لأعضاء الأوركسترا لاعتلاء المسرح يتقدمهم قائد الأوركسترا العالمية "شين تان" قائد أوركسترا كومش أوبرا برلين بألمانيا، الذي تمت دعوته خصوصاً خلال هذا المساء ليتولى دفة القيادة وفق البرتوكول المتعارف عليه بفرق الأوركسترا العالمية.

ربان ألماني

وقبل انطلاق رحلة الإبداع التي كان ربانها الألماني شين تان بمعية مجموعة من أمهر العازفين كرمت د. أماني حنفي عميدة كلية التربية النوعية بجامعة عين شمس د. البغيلي تقديراً للجهد المبذول في الدورة الثالثة من المهرجان وما تمخضت عنه من نتائج على المستويين الفني والعلمي متمثلاً في الندوات، التي طرحت خلالها مجموعة من الأوراق البحثية.

ثم كان الحضور الذي تحدى ظروف الطقس وتوافد على مسرح باقر بكثافة على موعد مع أمسية حالمة ذات طابع كلاسيكي حضرت فيها مجموعة مميزة من أهم الأعمال الكلاسيكية العالمية، التي عزفت بأنامل مبدعين بدا واضحاً مدى الانسجام بينهم على الرغم من أنه الظهور الأول لأعضاء "الأوركسترا الإنسانية السيمفونية". وقدمت الأوركسترا خمس مقطوعات على مدار ساعة ونصف الساعة لتحلق بالحضور في أفق الإبداع وكانت البداية مع "أوبرا كارمن سويت رقم 1" لبيزيه، تلتها ثانياً مقطوعة من أوبرا كارمن " هابانيرا" وشدت بها الفنانة أماني الحجي وهي من روائع بيزيه أيضاً.

وكانت المحطة الثالثة لهذا المساء مع السيمفونية الثامنة "الناقصة" – الحركة الأولى- لشوبيرت قبل أن يؤدي الأوركسترا اداجيز للوتيريات لباربر، أما مسك الختام فكان مع إحدى روائع بيتهوفن المتمثلة في السيمفونية الخامسة – الحركة الأولى ، قبل أن يودع أعضاء "الأوركسترا الإنسانية السيمفونية" الجمهور وقد تركوا في القلوب بصمة إيجابية.

تفاعل كبير

في هذا الصدد، أعرب د. البغيلي عن سعادته بالتفاعل الكبير مع فعاليات المهرجان، وتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في خروج هذا العرس الفني إلى النور، وأشاد بما قدمته "الأوركسترا الإنسانية السيمفونية" في ظهورها الأول مؤكداً أن هذه الأوركسترا هي مشروع دولة استطاع المعهد العالي أن يدشنه بجهود ذاتية وتمنى له الاستمرار.

أول أوركسترا

وأشار البغيلي إلى أن من أبرز إنجازات مؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقي في دورته الثالثة تدشين "الأوركسترا الإنسانية السيمفونية"، كأول أوركسترا كويتية معنية بأدب الموسيقى العالمية، وقال إنه "تم اقتراح العديد من الأسماء مثل الأوركسترا الأميرية على غرار الأوركسترا الملكية في بريطانيا، لكن استقر الأمر على مسمى الأوركسترا الإنسانية السيمفونية "نسبة لبلدنا الحبيب الكويت بلد الإنسانية، وأميرنا أمير الإنسانية".

وذكر أن من البروتوكولات المتعارف عليها بفرق الأوركسترا العالمية وجود "‪Conductor‬" زائر إلى جانب الكونداكتور الثابت، لذا تمت دعوة قائد الأوركسترا العالمي "شين تان" قائد أوركسترا كومش أوبرا برلين بألمانيا، لقيادة "الأوركسترا الإنسانية السيمفونية".

فعاليات عدة

يذكر أن مهرجان الكويت للموسيقى شهد فعاليات عدة منها حفل خاص لفرقة المعهد العالي للفنون الموسيقية والمكونة من أساتذة وطلاب المعهد إذ تعاونوا في تقديم مجموعة متنوعة من الأعمال الموسيقية التراثية الكويتية خلال حفل تكريم الفنان القدير مصطفى أحمد، إلى جانب فعاليات المؤتمر العلمي من خلال معرض الوسائل التعليمية الموسيقية، الذي من خلاله تم إبراز الدور التربوي والأكاديمي للمعهد، إذ يعد سبقاً تربوياً يحدث للمرة الأولى في الكويت وهو نتاج طلاب المعهد العالي للفنون الموسيقية.

وإضافة إلى ذلك، تمت إقامة ندوات للبحوث العلمية المؤتمر مقدمة من نخبة من الأساتذة المتخصصين من دول متعددة مشاركة بهدف الاطلاع على الرؤى الموسيقية المعاصرة والاتجاهات الحديثة في العلوم الموسيقية.