استضاف «حديث الاثنين»، ضمن فعاليات «جسور ثقافية» لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وفي القاعة المستديرة، الشاعر الغنائي القدير عبداللطيف البناي، وأدار الحوار الكاتب الروائي سعود السنعوسي، مدة 45 دقيقة، حول محطاته الفنية.

وبعد مقدمة جميلة صاغها السنعوسي، اعتذر البناي للجمهور بسبب إصابته بمرض الباركنسون (الشلل الرعاش)، وقال عن الأغنية الكويتية إنها ضائعة، لأنها من دون وال ليس لها راع ولا رقيب، حالها حال الأغنية الخليجية أيضاً، حيث سيطرت عليها الواسطة والمال، أما في السابق فقد كانت لدينا لجنة إجازة النصوص الغنائية، التي تكونت من د. يعقوب الغنيم والراحل أحمد باقر، أما الوضع الحالي فكلّ من هب ودب ومن لديه فلوس صار يكتب ويلحّن ويغني، ولا يبذل الملحن مجهوداً يعزف على الآلة، ثم ينفذ عمله في القاهرة، ثم يأتي المطرب يركّب صوته، إنها أغنية 5 دقائق، بينما كنا في السابق نسجل الأغنية الواحدة في الاستديو من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء. أما اليوم فتسجل 5 أغنيات في 3 ساعات.

Ad

ثلاثي الأغنية

وأكد أهمية ثلاثة عناصر في الأغنية؛ الكلمة واللحن والأداء، فيجتمع صناعها في جلسات عدة، ويمكن من خلالها أن يحدث تغيير في اللحن أو الكلمات، مثلما حدث مع «أجر الصوت» المعروفة باسم «الصوت الجريح»، التي كان مطلعها يقول «ألا يا حيف»، فتحولت بعد اجتماع ثلاثي الأغنية إلى «أجر الصوت من جرح براني»، فهو يتقبل تدخّل المطرب إذا كان في مصلحة العمل.

وأشار إلى أنه لم يمانع في تقديم نصوصه لمطربين كانوا في بدايتهم الفنية، مثل نبيل شعيل وعبدالله الرويشد ونوال، لأنه على قناعة تامة بأصواتهم، فخاض غمار تلك المغامرة ونجحت، في حين يرفضها بعض الشعراء.

وقال إن أول أغنية له هي «تقول اصبر يا مخلي الصبر حجة»، لحّنها المطرب الراحل عوض دوخي وغناها عام 1969، ومع الأسف لا توجد نسخة منها، حيث كان عوض يريد إعادة المونتاج، ولسوء التخزين خربت النسخة، وبعدها قدم «بطاقة عيد» للمطرب يحيى أحمد ومن ألحان الراحل عبدالرحمن البعيجان.

وفاء... الرويشد

وذكر أن الفنان الرويشد عند التحضير لأي ألبوم غنائي يتصل به، مبديا رغبته في التعامل بأغنية أو اثنتين، وهو ما اعتبره نوعا من الوفاء، لأنه لا ينسى أن بداياته كانت معه، وكذلك مشاركته مع شعيل في الحفل الغنائي الذي يعيد تقديم مجموعة من أغنيات التي كتبها، التي ستقام 29 و30 الجاري بمركز جابر الثقافي.

أما بشأن مقطع أغنية «تبرا حبيبي»: «أنوح الليل وسط الجوف حرّه/ الا والحال حال الراعبيّه»، فقد أشار إلى أن مفردة الراعبيه، هي نوع من الحمام، كثير الحركة. ولفت إلى أن قصتها حول ابن أدخل أمه دار العجزة، أما أغنية «أنا رديت»، فهي عن حبيبته الكويت، وحول مقدمة مسلسل «الغرباء»، وما قيل عنها إنها عن الغزو الغاشم، أشار البناي إلى أنها تنبؤ، ولم يقصد بها ما اعتقده الناس.

أما جديده، فهو مقدمة مسلسل «حدود الشر» من غناء الفنان أحمد الحريبي، وبطولة الفنانة القديرة حياة الفهد، وسيعرض في رمضان المقبل.

أعمال جديدة

كما ألقى البناي قصيدتين لم تريا النور، الأولى بعنوان «البارحة» لعبادي الجوهر، والثانية «وش له جاي» لعبدالله الرويشد، إضافة إلى كلمات مقدمة مسلسل «الاعتراف». وكشف أن أغنية «وا عليا وا على حالي» للرويشد، كانت في الأصل للفنانة الراحلة رباب، أعجب بها الرويشد وأخذها.

وحول كتابته قصائد نسائية، أكد أن الرجل يجب أن يشعر بالمرأة، فأنتج أعمالاً مثل: كيدي أعظم، الحب الأول، وحاسب الوقت، ودقت الساعة، وشكاني الهوى.

وعزا سبب عدم حفظ الناس للأغنيات الوطنية الجديدة إلى قبل الأعياد بأسبوع يتم تكليف 300 شخص، لذا لا تعيش كثيرا مثل أغنية «الجابرية» وغيرها، إضافة إلى ذلك الشق التجاري.

عبدالكريم عبدالقادر

عبدالكريم صديق للأسرة، تجمعه له رحلة طويلة، قاربت 50 عاماً، وأول أغنية معه كانت بعنوان «مركب غرامي» في سبعينيات القرن الماضي، وفي مشواره قدم له أجمل الأعمال وعددها 45 أغنية منها: أنا رديت، والصوت الجريح، ومحال، ولصبر آخر، ومن بين البشر، ومشتريه»، لافتاً إلى أن عبدالكريم يفند الكلمات ولا يجامل، مثل «رحلتي»، التي قال عنها ليست من لوني الغنائي.

وتطرق إلى أنه قدّم لمسرح الطفل مسرحيات «ليلى والذيب»، و«البنات والساحر»، و«الذيب والعنزات الثلاث»، و«سارة وسعود».

وكشف البناي أنه إن عاد به الزمن إلى الوراء، فلن يكتب أغنية «باعوني» لعبدالكريم، موضحا أن الظروف تحكم، فالشركة المنتجة تريد أن تكون مدة الشريط 55 دقيقة، مثل أغنية «أنا منساك» لشعيل، حيث إن حقوق الأغنية الأصلية لأبوبكر سالم لشركة رومكو، فكتب كلماتها في ربع ساعة فقط، والأمر نفسه مع أغنية «يا شمس».

وأكد البناي أنه يميل إلى أغنية الشجن أكثر من الخفيفة، مثل أعمال عبدالكريم: وينك وش اخبارك، وعاشق»، موضحا أن «هبات النسيم» لم يكتب لها النجاح، لأنها لم تصور.