تزاحمت الكلمات والشهادات الشخصية في رثاء الروائي الراحل ناصر الظفيري واستذكار مناقبه، وأقامته مكتبة "صوفيا"، وتوالى على الحديث مجموعة من أصدقائه ومعاصري تجربته الروائية، بحضور جمع من الأدباء تتقدمهم الأديبة ليلى العثمان، والكاتبة منى الشمري، وغيرهما.

واستهل عبدالوهاب سليمان الحديث بكلمة مؤثرة متطرقاً إلى صداقته بناصر الظفيري، والدرس الذي تعلمه منه بأن الصداقة لا تقاس بعمر السنوات بل بالعمق، قائلاً إن كل من يعرف الظفيري يعرف أنه لم يكن بدور الواعظ أو الناصح بل يترك الحكم للآخر.

Ad

وتحدث سليمان عن جانب الكتابة في حياة الراحل الظفيري الذي اتخذ من الأدب وظيفة وكرس وقته له، إذ كان يكتب يومياً ساعات طويلة وظل يكتب مقالاته حتى وهو على فراش الرحيل.

أما الشاعر دخيل الخليفة فقدم ورقة بعنوان "وفاء للمهمشين ولناصر الظفيري" كتب يقول: في تأبين كهذا علينا أن نمجد بيوت الخشب، تلك التي شربنا المرارة على ضوء فوانيسها الخافتة، ونقشنا الأبجدية في قلوبنا قبل عقولنا، وأدخرنا كثير من التراجيديا الإنسانية، لتكون زادنا حين نكبر، وصوت أهلنا الفقراء في ساحة لا تصفق إلا لأسياد اللغة، وأسياد المال، ونحن فخورون بامتلاكنا الصفة الأولى، السر الذي حقق لنا المساواة مع الآخر وربما التفوق". وتابع الخليفة قائلاً:" لم يفاجئنا الموت، إنما فاجأتنا الوحشة يا ناصر، الصورة التي لن تتكرر في عرش الكتاب، جلسة المقهى حيث تلاعب أصابعك الورق، ذاكرة الألم حينما نستعيدها، متسائلاً هل حقاً كان الوطن كذبة صغيرة يا ناصر؟"

وقدم الكاتب جاسم الشمري رثاء للظفيري تحت اسم "في رثاء راحل لا يغيب" وعبر عن مشاعره قائلاً:

ما بين عاشقة ثلج تدلي

وأبيض يتوحش تجلي

فكانت روحه النقية وليمة للقمر

مبتدأه يحمل شعلة نور

ومنتهاه نور يشع فلا أفول

ونحن المنتظرون بنبوءة خلف التلال

فكان النبي وكان الرسول

كل الحكايات انكسار تشط

تمدد حزن... تفتت بوح

تمزق وقت

وكل الكلام.. الخطا.. الخطايا مرايا صمت

فما عساي أقول

من جانبها أشارت رئيسة مكتبة صوفيا ومؤسسة مركز حروف الثقافي رزان المرشد إلى أن الظفيري قدم أمسيته الأخيرة في مكتبة صوفيا ولم يستطع التحدث لأن المرض اشتد عليه، لافتة إلى أنه قدم الكثير من الأعمال الروائية المهمة. وناشدت المرشد كل من يستطيع المساهمة في ترجمة أعمال ناصر الظفيري للغات أجنبية أخرى، ووعدت بأن تأخذ روايات الظفيري طريقها إلى كل القراء العرب.