حذرت دائرة الأرصاد الجوية ومسؤولون إيرانيون من احتمال سقوط أمطار غزيرة وحدوث «طوفان شديد» بسرعة 90 كلم قد يضرب طهران أمس أو اليوم، بينما ترأس الرئيس حسن روحاني اجتماعا في العاصمة، لخلية إدارة الأزمات، بحضور محافظين ومندوبين عن جميع الأجهزة المعنية، لبحث عواقب الفيضانات، التي تجتاح 26 من أقاليم البلاد الـ31.ونقلت وكالة أنباء «ايسنا» عن النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري قوله خلال الاجتماع: «علينا حماية طهران بكل الوسائل»، مضيفا: «في حال وقوع سيول ستكون هناك كارثة حقيقية». وطلبت النائبة في مجلس بلدية طهران إلهام فخاري من سكان العاصمة اللجوء إلى أماكن آمنة.
ويقول خبراء إنه في حال حدوث سيول بطهران ستكون المناطق الفقيرة جنوب العاصمة الأكثر عرضة للخطر، بسبب ضعف البنية التحتية فيها وانخفاض سطح الأرض ووجود أحياء فيها ينحدر بعضها دون مستوى سطح الشارع.من جهته، دعا روحاني الجيش و»الحرس الثوري» إلى الإسراع في تصريف مياه الفيضانات من محافظة غولستان شمال شرقي البلاد.
إخلاء وتفريغ
وأصدرت السلطات في مدينة قميشان، التابعة لمحافظة غلستان شمال إيران، أمس، أوامر بإخلاء المدينة خوفا من فيضانات شديدة تسببها الأمطار الغزيرة التي تتساقط منذ الأحد الماضي.وقال حاكم محافظة غولستان مير غراوي: «أصدرنا أوامر بإخلاء قميشان، والجهات المختصة تقوم بإخلاء المدينة من السكان وإجلائهم إلى مكان آمن بسبب الأخطار المحتملة من حدوث فيضانات أشد»، داعيا أهالي المدينة الذين لديهم منزل من طابقين إلى الاستقرار في «العلوي».بالتزامن مع ذلك تفقد قائد «الحرس الثوري» اللواء محمد جعفري، على متن مروحية، غولستان، للاطلاع على الأوضاع ومتابعة عمليات إغاثة المنكوبين بالسيول في المحافظة.وأعلنت السلطات في منطقة شميرانات، الواقعة شمال طهران، إخلاء المطاعم والمراكز الترفيهية المعرضة لأخطار محتملة.واضطرت السلطات بمدينة دزفول، التابعة لمحافظة خوزستان جنوب غرب البلاد، إلى تفريغ مياه «سد دز» لأول مرة بعد 50 عاما، خوفا من حدوث فيضانات تضرب المدينة بالمحافظة الغنية بالنفط.وذكر التلفزيون الرسمي أن أوامر صدرت بتفريغ مياه السد، الذي يبلغ ارتفاعه 203 أمتار، إثر امتلائه بالكامل نتيجة غزارة الأمطار التي تساقطت على المدينة.وتفيد آخر التقارير بأن حصيلة الوفيات جراء السيول والفيضانات التي ضربت عدة محافظات أخيرا ارتفعت إلى 30 شخصا حتى الآن، معظمهم لقوا مصرعهم في مدينة شيراز، جنوب البلاد.من جانب آخر، أفادت وكالة الأنباء القضائية «ميزان» بأن الجهاز القضائي المحافظ قال الأحد الماضي إن تعامل الحكومة مع الكارثة قيد التحقيق.وأعلنت الولايات المتحدة الأميركية أمس استهداف 25 فردا وكيانا يعملون في اطار شبكة من الشركات الوهمية متورطين في تحويل أكثر من مليار دولار إلى «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني ووزارة الدفاع الإيرانية.وذكرت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، أن الإجراءات التي اتخذها مكتب مراقبة الأصول الأجنبية تكشف عن شبكة واسعة النطاق للتهرب من العقوبات أنشأها النظام الإيراني.