غزة تنجو من عدوان إسرائيلي واسع

«حماس» وافقت على تهدئة بشروط صعبة

نشر في 27-03-2019
آخر تحديث 27-03-2019 | 00:02
موقع في غزة تعرض لغارة إسرائيلية أمس الأول	(أ ف ب)
موقع في غزة تعرض لغارة إسرائيلية أمس الأول (أ ف ب)
يبدو أن قطاع غزة الفلسطيني، الذي تسيطر عليه حركة «حماس»، نجا من عدوان عسكري إسرائيلي واسع، بعد تصعيد بدأ بصاروخ أطلق من القطاع ووصل إلى مشارف تل أبيب، على وقع انتخابات إسرائيلية مهمة في 9 أبريل المقبل، من المنتظر أن تعلن على اثرها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطتها للسلام المعروفة باسم «صفقة القرن».

وبعد تبادل محدود للقصف فجر أمس، تراجع إطلاق النار عبر الحدود بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بينما ظل التوتر قائماً.

وبينما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا للحكومة الأمنية المصغرة فور عودته من واشنطن، بقيت إسرائيل في حالة تأهب، وقال الجيش في إنه مازال «مستعدا لمختلف السيناريوهات، وسيزيد من عملياته بحسب ما تقتضيه الضرورة».

وظلت المدارس الإسرائيلية قرب الحدود مغلقة، وصدرت تعليمات للسكان بالبقاء قرب المخابئ.

وفي غزة، أغلقت بعض الجامعات أبوابها، لكن المدارس العامة ظلت مفتوحة، رغم أن العديد من الأسر أبقت أطفالها في منازلهم.

50 غارة و30 صاروخاً

وقال المكتب الإعلامي الحكومي الفلسطيني في قطاع غزة، في بيان أمس، إن إسرائيل شنت أكثر من 50 غارة على القطاع دمرت خلالها عشرات المباني والمقرات والمواقع الفلسطينية، وأدت إلى إصابة 10 فلسطينيين.

وذكر البيان أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت 5 مبان سكنية ومقرات مدنية من بينها مقر شركة «الملتزم» للتأمين، ومكتب إسماعيل هنية مدير المكتب السياسي لـ«حماس»، وأحد المباني السكنية، ومدرسة لتدريب «السياقة».

وأوضح أن الطائرات استهدفت كذلك 9 مواقع عسكرية تابعة لفصائل فلسطينية في شمال ووسط وجنوب القطاع، إضافة الى الميناء البحري بمدينة خان يونس جنوب القطاع.

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان فجر أمس، أن 30 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة نحو إسرائيل ليصل إلى 60 إجمالي عدد الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية منذ بدأ تبادل إطلاق النار مساء الاثنين.

واندلعت أحدث جولة من أعمال العنف في وقت مبكر من صباح أمس الأول، عندما أصيب 7 إسرائيليين قرب تل أبيب في هجوم صاروخي من قطاع غزة على مسافة نحو 120 كيلومترا أصاب منزلا في تجمع ميشميريت الواقع نحو 20 كلم شمال تل أبيب وسط اسرائيل.

واتهم الجيش الإسرائيلي «حماس»، لكنّ مسؤولاً في الحركة نفى أن تكون الحركة خلف إطلاق الصاروخ، مشيرا الى احتمال أن يكون السبب «سوء الأحوال الجوية».

التهدئة

وكانت «حماس» أعلنت ليل الاثنين- الثلاثاء التوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال المتحدث باسمها فوزي برهوم، في بيان، إن «الجهود المصرية في وقف إطلاق النار بين الاحتلال وفصائل المقاومة» قد نجحت.

بدورها، قالت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية»: «نؤكّد استجابتنا للوساطة المصرية لوقف إطلاق النار، ونعلن التزامنا بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال، وسنبقى الدرع الحامية لشعبنا».

في المقابل، لم يؤكّد أي مصدر إسرائيلي التوصّل إلى اتفاق تهدئة، علماً بأنّ تل أبيب امتنعت في حالات سابقة عديدة عن تأكيد التوصّل إلى مثل هذه الاتفاقات التي يتم التفاوض عليها سراً مع الفلسطينيين عبر الوسيط المصري.

وفي القاهرة، كشف مصدر مطلع أن نجاح الوساطة المصرية في غزة جاء بعد اقتناع الجانبين بأن التصعيد سيضر بهما معاً، مشيراً إلى أن الاتصالات التي قادها مسؤولون من جهاز المخابرات العامة المصرية نجحت في تجاوز العقبة الأخيرة، والتي تسببت في انهيار الهدنة الأولى التي كانت مقررة في العاشرة مساء.

وأوضح المصدر أن القاهرة كثفت ضغوطها مدة ساعتين بلا انقطاع على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، حتى تم تثبيت وقف اطلاق النار، بعد قبول الفصائل في غزة بشروط أصر عليها الجانب الاسرائيلي وهي وقف «مسيرات الإرباك الليلي» ومسيرات العودة التي تنطلق أيام الجمعة، والغاء المسيرة التي كانت مقررة يوم السبت المقبل في ذكرى يوم الأرض، والتوقف عن اطلاق البالونات الحارقة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع.

وأضاف أن «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة» والتي تضم الأجنحة العسكرية للفصائل في غزة لم تكن موافقة على هذه الشروط، لكنها تراجعت عن موقفها في النهاية بعد قبول قيادة «حماس».

وأشار المصدر إلى أن الوفد الأمني المصري كان يبذل جهوداً في غزة سبقت اندلاع التصعيد الأخير بثلاثة أيام لتثبيت التهدئة، وتم تكثيف واستكمال هذه الجهود مساء الاثنين لمنع تدهور الوضع إلى حرب واسعة.

نتنياهو

إلى ذلك، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس إلى إسرائيل عائدا من الولايات المتحدة، وتوجه على الفور لمقر وزارة الدفاع لإجراء مشاورات أمنية بشأن جولة العنف الجارية في قطاع غزة.

وقال نتنياهو قبل مغادرة الولايات المتحدة: «قمنا برد قوي جدا، ويجب على حماس أن تعلم أننا لن نتردد في الدخول وفي اتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة بغض النظر عن كل شيء، وعن أي موعد ما عدا احتياجاتنا الأمنية».

وفي رسالة عبر مؤتمر الفيديو من إسرائيل خلال المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) قال نتنياهو، إنه مستعد لاتخاذ مزيد من الإجراءات في غزة.

وقال: «يمكنني أن أقول لكم إننا على استعداد لفعل ما هو أكثر بكثير، وسنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا».

ويأتي التصعيد قبل أسبوعين فقط من انتخابات إسرائيلية يكافح فيها نتنياهو، حفاظا على مستقبله السياسي بعد عشر سنوات له في السلطة، وهو يواجه فضائح فساد، وتحديا قويا من تحالف (ازرق- ابيض) الوسطي بقيادة رئيس الأركان السابق بيني غانتس.

وفي خطابه أمام لجنة «أيباك» في واشنطن، أمس الأول، أثنى غانتس على قرار نتنياهو بالعودة إلى إسرائيل.

back to top