ترامب «ينتقم» من الإعلام ويستأنف حملته لرئاسية 2020

بعدما برأه تقرير المحقّق الخاص روبرت مولر من التواطؤ مع روسيا، شن الرئيس دونالد ترامب هجوما مضادا على وسائل الإعلام الأميركية المناهضة له، وهي كثيرة.

وكتب ترامب على "تويتر" أمس، أن "وسائل الإعلام الرئيسية تواجه انتقادات وازدراء من كل أنحاء العالم، لأنها فاسدة وزائفة. على مدى عامين، دفعوا قدما التضليل بشأن التعاون مع روسيا في وقت كانوا يدركون دائما أنه لم يكن هناك أي تعاون".

وأضاف: "هم في الحقيقة عدو الشعب وحزب المعارضة الحقيقي".

وبالنسبة لبعض المراقبين، فقد حان الوقت لكي "تعترف" وسائل الإعلام بأنها غطّت قضية مولر بشكل غير عادل، أما بالنسبة للآخرين، على العكس من ذلك، فيجب على الصحافيين الاستمرار في التنقيب، لأن التقرير لا يعفي ترامب تماماً من "عرقلة محتملة للعدالة".

وقال مات تايبي، رئيس تحرير مجلة "رولينغ ستون": "من الآن فصاعدا لن يصدق جزء كبير من الأميركيين الاتهامات التي توجهها الصحافة ضد ترامب".

كما يقول غلين غرينوالد، صحافي التحقيقات في موقع "انترسبت" الإخباري، إن قنوات الأخبار يجب أن تعترف بأخطائها في الحكم.

وكتب على موقع تويتر "قم بالبحث عن كل شخصية في قناة MSNBC وكل خبير قانوني في شبكة CNN، ووسائل الاعلام الليبرالية (...) وسترى أنك لن تعثر على ذرة من إعادة النظر والتواضع أو الاعتراف بارتكاب خطأ جسيم".

وأضاف: "إذا لم تعترف وسائل الإعلام بالمسؤولية عما فعلته، فلا يجب الشكوى مطلقا من واقع ان الناس يصفون ما تبثه بـ"أخبار كاذبة"، التعبير المفضل لدى ترامب عندما يتحدث عن ابرز وسائل الإعلام.

منذ انتشار أول الأخبار السبت حول محتويات التقرير، أعلن معسكر ترامب، الذي كان يقول منذ بداية القضية انها "حملة مطاردة"، النصر، وطالب وسائل الإعلام بالاعتذار.

وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض، إن "الديمقراطيين ووسائل الإعلام الليبرالية مدينون للرئيس والشعب الاميركي".

وكان نجل الرئيس الأكبر دونالد جونيور دان سابقًا "نظريات المؤامرة بلا توقف" من قبل "CNN، وMSNBC وBUZZFEED وغيرها من وسائل الإعلام الرئيسية".

كما دعا شقيقه إريك على "تويتر" وسائل الإعلام الرئيسية الى تقديم اعتذار "عن الجحيم الذي عاشه الجميع مدة عامين وأكثر".

لكن بالنسبة لبعض خبراء الإعلام، فمن السابق لأوانه الحكم على عمل مولر على أساس صفحات الملخص الأربعة التي نشرها وزير العدل بيل بار.

وقال ستيفن وورد، المدير السابق لمركز أخلاقيات الصحافة بجامعة ويسكونسن "لا أعتقد أنه يمكننا اتهام وسائل الإعلام بأنها غير عادلة إزاء ترامب".

وأضاف: "يجب على الإعلام تغطية هذا الرئيس العدائي النزعة الذي يتحدى الدستور"، موضحا انه يتعين على الصحافيين أن يبذلوا قصارى جهدهم للحصول على تقرير مولر كله.

من جهته، قال دان كينيدي، أستاذ الصحافة بجامعة نورث إيسترن، إنه من السابق لأوانه أن يدعي الرئيس "البراءة"، ومع ذلك انه امر شرعي، حسب قوله، أن يتساءل المرء عن التكهنات العديدة التي تبثها "CNN" و"MSNBC"، وهاتان يتهمهما معسكر ترامب بانتظام بالتحيز.

ويستشهد خصوصا بالتغطية الواسعة لملاحقات محتملة ضد دونالد ترامب جونيور وصهر الرئيس جاريد كوشنر، الأمر الذي لم يحدث.

ويقول إن المشكلة الكبيرة ان "القنوات الإخبارية بحاجة لتعبئة الوقت فتكثر من النقاشات".

لكن بالنسبة لديبرا بوتر، الصحافية السابقة في شبكة CBS، فإن التكهنات أمر طبيعي "لأنه لم تكن هناك تسريبات" من المحققين. على نطاق أوسع تقول بوتر إنه يجب اعادة الثقة في استقلال وسائل الإعلام إلى الرأي العام الأميركي.

وختمت مشيرة الى حقيقة أن كون أغلبية كبيرة من الناخبين الجمهوريين لا يثقون في وسائل الإعلام تعتبر "مشكلة للديمقراطية".

ومع تراجع تهديد تحقيق مولر، سيواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب تركيزه على الانتخابات الرئاسية في 2020. ومن المقرر ان يعود الى حملته الانتخابية غداً، في ولاية ميشيغن التي كانت احدى الولايات الأساسية في فوزه على هيلاري كلينتون في نوفمبر 2016.

من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنّ وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان، سمح بصرف مبلغ مليار دولار من موازنة الوزارة لبناء جزء من الجدار الحدودي، الذي يسعى الرئيس دونالد ترامب إلى تشييده على الحدود مع المكسيك.