الأغلبية الصامتة: لم «يحلم» أحد
هل تذكرون الأحلام المزعجة التي تقض مضاجعنا أيام الامتحانات؟ هل تذكرون الأحلام المرعبة التي تجعلنا في مرحلة التخرج من الجامعة نستيقظ شاهقين ظناً منا أننا لا نزال على مقاعد الدراسة؟ إنها تجارب حقيقية مر بها الفائقون والمتوسطون وأهل النجاح على الحافة مع اختلاف الأسباب والمضامين. في تلك "الحسبة" حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي الأحلام التي راودت الجميع أيام الثانوية عن الجامعة، وما بعد الجامعة، وكل ما هو متعلق بالمستقبل، أحلام ليست جميعها كوابيس فقط، بل يدخل من ضمنها أحلام اليقظة بإكمال الدراسة والحصول على شهادة الدكتوراه وتولي المناصب المرموقة.عشرات وربما مئات الأحلام كلها ارتبط بالدراسة وبذل الجهد كالسفر والغربة للحصول على الشهادة، ولو بمساعدة المدرسين الخصوصيين والنظر لورقة من يجلس بقربنا، كل ذلك شيء حقيقي تم في عالم الحقيقة والعين المجردة والأوراق الثبوتية.
اليوم نقولها بكل حسرة خريج مستواه عادي أهون مليون مرة من مزور له عينان بحجم قرص الشمس، يقول أنا مهندس أو طبيب أو محامٍ أو قاضٍ!! العمارات ستهدم والمريض سيموت والقضية ستخسر والظالم سيُنصر، فأي تهاون وتهاوٍ ومصير نحن ذاهبون إليه؟أيها السادة عدونا وعدو الدولة اليوم شخص لم يمر بمرحلة الأحلام المزعجة لأنه اشترى أحلامه من سوق البضائع المزيفة، ولم يجد من يوقفه عند حده، أغلقوا هذه السوق وطهروا مؤسساتكم من المزورين، وحاربوا ثقافة "العين الوقحة" التي ترتكب الجرم وتصور معه "سيلفي".