قبل ظهوره الاثنين الماضي في اجتماع خلية أزمة السيول، اختفى الرئيس الإيراني حسن روحاني عن الأنظار أسبوعاً كاملاً؛ بسبب خلافات تتعلق بإدارة البلاد. وكشف مصدر رفيع في مكتب الرئيس، لـ«الجريدة»، أن روحاني اجتمع مع المرشد الأعلى علي خامنئي قبيل رأس السنة الفارسية الجديدة (النوروز) إثر عودته من العراق، وأبلغه أن استمرار تدخلات الأجهزة المتنوعة في إدارة البلاد بهذه الظروف لم يعد مقبولاً، وأنه يفضل التنحي عن منصبه بدلاً من مواصلة إدارة الأزمة، ومحاولة تغطية إخفاقات الآخرين، وخاصة في القضايا الخارجية.
وبحسب المصدر، فإن روحاني اشترط على خامنئي منع جميع الأجهزة التي تقبع تحت سلطته من التدخل في شؤون الحكومة، أو أن يدير المرشد نفسه البلاد، ويصبح هو مستشاراً له.وأكد أن روحاني عرض أيضاً التصويت على العودة إلى الدستور السابق الذي يعطي سلطة أكبر للبرلمان الذي يعين رئيس الوزراء، مضيفاً أن رئيس الجمهورية خرج من مكتب المرشد بعدما طلب إليه التفكير في هذه المقترحات، قبل أن يختفي عن الأنظار رغم اجتياح السيول للبلاد.وقال إن نائب الرئيس إسحاق جهانغيري ووزير الداخلية عبدالرضا رحماني حاولا مواجهة أزمة السيول بأوامر مباشرة من خامنئي.ورغم أن وسائل الإعلام الموالية للحكومة أعلنت أن روحاني يقوم بزيارة عمل لجزيرة قشم جنوب البلاد، فإنها لم تنشر أي معلومات عن سبب الزيارة أو حتى برنامجها.وأثار غياب روحاني شائعات عن قيامه بزيارة سرية لإحدى دول الجوار للمشاركة في مفاوضات لحل خلافات إيران الإقليمية، أو أنه يعاني أزمة صحية ألمت به.وكانت «الجريدة» نشرت تقريراً عن نصيحة محمد خاتمي، زعيم الإصلاحيين، لروحاني بالاستقالة من منصبه، وعدم الاستمرار في إدارة البلاد بالشكل الحالي.وبداية الشهر الجاري، كشف روحاني أنه اقترح على خامنئي قيادة الحرب الاقتصادية التي تمر بها البلاد، لكن المرشد رد عليه بأن «الظروف ظروف حرب، ونحن بحاجة إلى قائد لجبهة الحرب، والقائد هو رئيس الجمهورية».وأمس، زار روحاني محافظة كلستان مصطحباً معه مجموعة من الوزراء، وذلك بعد يومين من إقالة جهانغيري محافظ هذا الإقليم الذي أثار غضباً شعبياً لوجوده خارج البلاد خلال أزمة السيول.
أخبار الأولى
خلافات أبعدت روحاني أسبوعاً عن المشهد الإيراني
28-03-2019