إردوغان يواجه انتخابات «خطيرة»... والنكسة قد تأتيه من أنقرة
واشنطن تواصل الضغط بشأن S400
قبل 3 أيام من الموعد المقرر للانتخابات المحلية، اعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن هذه الانتخابات «ستظهر مجددا قوة الديمقراطية التركية للسياسيين المنافقين في أوروبا».
في ظل عاصفة اقتصادية أجبرته على خوض حملة شرسة لتفادي تصويت عقابي ضد حزبه، خصوصا في إسطنبول وأنقرة، يواجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأحد المقبل، انتخابات محلية دعي إليها 58 مليون تركي، لاختيار رؤساء بلدياتهم ومخاتيرهم، وسط اهتمام خاص بالمدن الـ30 الكبرى التي تشكل المركز الاقتصادي للبلاد.وشارك إردوغان في حملة الانتخابات المحلية، كما لم يفعل أي رئيس من بين أسلافه، فعقد ما قد يصل إلى 5 تجمعات يومية في كل أنحاء تركيا، في مؤشر على أهمية هذا الاقتراع بنظره.ودفع الرئيس التركي في إسطنبول بشخص ذي وزن ثقيل، هو رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، ليتفادى انتكاسة لحزبه «العدالة والتنمية» في هذه المدينة التي تعد عاصمة اقتصادية للبلاد وكان يرأس بلديتها.
ويحذر محللون واستطلاعات للرأي تنقلها الصحافة من أن النكسة قد تأتي من أنقرة، حيث التنافس شديد بين مرشح «العدالة والتنمية»، وهو وزير سابق، ومرشح المعارضة.ويلخص الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى سونر كاغابتاي المشهد بأن «خسارة إحدى هاتين المدينتين ستحمل ضربة رمزية هائلة بالنسبة إلى سلطة» إردوغان، الذي فاز بكل الانتخابات منذ 2002. ويقول: «ببساطة، ليس بمقدوره السماح بالخسارة».من جانب آخر، تحوّل النجاح الاقتصادي الذي بنى عليه «العدالة والتنمية» جوهر انتصاراته الانتخابية منذ 17 عاما، إلى نقطة ضعف في هذا الاقتراع.في الواقع، دخل الاقتصاد التركي في مرحلة تباطؤ للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، فيما أثر التضخم الذي غذاه تراجع الليرة المحلية، بشدة على القدرة الشرائية للمستهلكين، خاصة على صعيد الغذاء.وأمر إردوغان بلديتي إسطنبول وأنقرة خلال الشهر الماضي بفتح أكشاك خاصة بها للفاكهة والخضراوات والبيع بأسعار مخفضة، بهدف كبح النقمة، وظهر في موقف دفاعي أحيانا فيما يخص الاقتصاد، وذهب إلى حد تبرير الصفوف الطويلة أمام أكشاك البلدية بأنها مؤشر «ازدهار» وليس «فقر».ونقل النقاش إلى الميدان الأمني بدلا من تنظيم حملة حول الاقتصاد، متحدثا عن بلد تحيط به التحديات الأمنية والقوى العدائية، وأعلن الاثنين في تجمع بمدينة موش (شرق) أن «هذه الانتخابات ليست فقط لاختيار رؤساء بلديات، وإنما تتعلق أيضا ببقائنا».وحافظ إردوغان على تحالف أقامه العام الماضي مع القوميين المتشددين في حزب «الحركة القومية»، الذين يؤيدون مرشحي «العدالة والتنمية»، في إسطنبول وأنقرة، بغية جعل كل الفرص في صفه.
الجبهة الرافضة
وفي سياق إصلاح الجبهة الرافضة لإردوغان، التي تشكلت خلال الانتخابات التشريعية العام الماضي، قدمت المعارضة مرشحين موحدين في عدد من المدن، خصوصا في إسطنبول وأنقرة، حيث يدعم «حزب الشعب الجمهوري» (اجتماعي- ديمقراطي) وحزب «ايي» (قومي) المرشح نفسه.من جانبه، رمى «حزب الشعوب الديمقراطي» (المناصر لقضايا الأكراد)، والذي أضعفته سلسلة من التوقيفات، بآخر قواه في الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، داعيا أنصاره في غرب البلاد إلى التصويت ضد العدالة والتنمية والحركة القومية.وقد يشكل تصويت ناخبي «الشعوب الديمقراطي»، الذي حصد نحو ستة ملايين صوت في انتخابات العام الماضي، عنصرا مهما في المدن الكبيرة.«منافقو أوروبا»
وفي كلمة ألقاها، مساء أمس الأول، خلال تجمع انتخابي بولاية آدي يامان في إطار الحملة الانتخابية لـ«حزب العدالة والتنمية»، اعتبر الرئيس التركي أن هذه الانتخابات «ستظهر مجددا قوة الديمقراطية التركية للسياسيين المنافقين في أوروبا، الذين اصطفوا في الطابور لمصافحة يد الانقلابيين في مصر يوم إعدامهم 9 شبان».واستدرك: «تذكروا ماذا فعلوا في مصر، لقد أعدموا تسعة شبان، والإعدام محظور في دول الاتحاد الأوروبي، لكن ماذا حدث بعد ذلك؟ اجتمعوا مع (...) الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي».على صعيد آخر، واصل باتريك شاناهان، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، الضغط على تركيا للتخلي عن خططها لشراء أنظمة S400، الروسية للدفاع الجوي، مؤكدا أن واشنطن ترغب في حصول تركيا، حليفة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، على الجيل القادم من برنامج طائرات F35.ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، غدا، زيارة لولاية أنطاليا التركية، للقاء نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو، حيث سيرأسان الاجتماع السابع لمجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك التابع لمجلس التعاون التركي - الروسي الرفيع المستوى.
لافروف يشارك في اجتماع «مجلس التعاون» بأنطاليا