خاص

الأديبة والتشكيلية السعودية وهبة العطار لـ الجريدة•: هدفي الارتقاء بمفهوم الفن التشكيلي والأدب العربي

أطلقت في مصر أخيراً «ملتقى سيوة الدولي للفنون والشعر»

نشر في 29-03-2019
آخر تحديث 29-03-2019 | 00:02
نجحت الأديبة والفنانة التشكيلية السعودية وهبة العطار في تحقيق حلم قديم لديها بإطلاق فعالية كبرى تجمع بين الأدب والفن التشكيلي، إذ أطلقت أخيراً "ملتقى سيوة الدولي للفنون والشعر"، الذي أقيمت دورته الأولى في واحة سيوة المصرية خلال فبراير الماضي، بمشاركة أدباء وفنانين من بلدها السعودية إلى جانب الكويت والبحرين ومصر... "الجريدة" التقت العطار في حوار حول الملتقى. وفيما يلي التفاصيل:

● كيف جاءتكِ فكرة "ملتقى سيوة الدولي للفنون والشعر"؟ ولماذا وقع اختيارك على واحة مصرية ولَم تنفذي الفكرة في بلدك السعودية؟

- جاءت فكرة ملتقى سيوة برغبة جامحة في اكتشاف أماكن جديدة بالوطن العربي وإلقاء الضوء عليها بشكل أكبر، مما يسهم في تنشيط السياحة والتعريف بمخزوننا العربي الكبير من هذه الأماكن الرائعة، وكان لواحة سيوة الواقعة في الصحراء الغربية بمصر، النصيب الأكبر من هذا الاهتمام، فهي واحة ليس لها مثيل، حيث تزخر ببحيرات ملحية وسط الصحراء، وهذه الميزة تنفرد بها سيوة، بالإضافة إلى تعدد الموروث العرقي والفولكلوري الذي يجمع بين حضارة الجزيرة العربية من جهة وحضارة الفراعنة والأمازيغية من جهة أخرى، إضافة إلى روعة البناء المعماري المتفرد، الذي هو عبارة عن خليط من مادة ترابية تسمى "كرشيف" وملح وسعف نخيل وأوراق شجر الزيتون.

● في ضوء هذا الملتقى ما الذي تخططين له مستقبلاً؟

- هدفي الارتقاء بمفهوم الفن والأدب العربي، ونقل هذا الموروث إلى العالم بأفضل صورة، ومد أواصر الثقافة والفن بين أبناء عروبتنا، والتذكير دائماً بالماضي العريق للحضارة العربية فنياً وأدبياً، وأن نكون كفنانين رسل فن وسلام للعالم أجمع.

4 دول عربية

● كم عدد الدول التي شاركت في الدورة الأولى؟ وهل في الخطة مشاركة دول أجنبية؟

- شاركت أربع دول عربية في فعاليات الدورة الأولى هي السعودية والكويت ومصر والبحرين، ونحن بالتأكيد نسعى إلى توسيع نطاق المشاركة لتشمل فنانين تشكيليين وشعراء من دول عربية أخرى وأجنبية، رغبة منا في نشر الثقافة العربية بين الدول الأجنبية، وأيضاً لتعزيز التواصل الفني والثقافي بين الشعوب العربية ودول العالم.

● إلى أي مدى كان المكان ملهماً للفنانين التشكيليين الذين شاركوا أخيراً في الدورة الأولى للملتقى؟

- كان تأثير المكان إيجابياً، وقد اخترت سيوة لإقامة هذا الملتقى لما لهذه الواحة من تأثير إيجابي على الجانب النفسي للفنان، فكما هو معلوم ثمة فوائد كبيرة للملح والمياه المالحة، حيث تمنحان الفنان، بل الإنسان بصفة عامة، الشعور بالراحة النفسية، والتأثير على الطاقة السلبية في الجسم وطردها، كما أنني كنت حريصة على استكشاف تاريخ المكان عن طريق الجولات السياحية التي تخللت أيام الملتقى، مما ساعد الفنانين والشعراء على استخراج الفن من اللون والحرف.

● هل كل الأعمال الفنية مستوحاة من سيوة فقط؟... وما أبرز ما رصده الفنانون في لوحاتهم؟

- تنوعت أساليب وتقنيات كل فنان حسب رؤيته والتغذية البصرية التي وصلت إليه من خلال الجولات السياحية التي قمنا بها قبل انطلاق ورش العمل، وتخللت باقي أيام الملتقى، لنرى مدى تدفق ألوان المكان والفكرة وأسلوب التنفيذ في مخيلة كل فنان، سواء من الأكاديميين مثل الدكتور صبري منصور والدكتور فؤاد مغربل والدكتور عادل مصطفى والناقد الكبير صلاح بيصار، أو باقي الفنانين المشاركين معهم، فكانت العمارة والفلكلور والطبيعة السيوية البسيطة هي الغالبة على لوحات الفنانين، إلى جانب حرصنا على تشبع اللوحات بالتربة السيوية، حيث قمت أنا والفنان التشكيلي السعودي محمد المهدي بخلط التربة باللون لتعطي إيحاء بتمازج اللون بالمحيط، وشارك كل فنان على حسب إحساسه بالمكان، فخرجت اللوحات تمثل المعالم السيوية بجمالياتها وتفردها.

الشعر

● ماذا كان دور الشعر في الملتقى؟

- الشعر نوع آخر من الفنون التي تخاطب الوجدان بالأحرف، وتجعل الشاعر يبني ويرسم لوحة فنية تدعى "القصيدة" تختزل كل الجمال المحسوس، فكانت الأمسيات تسامر سماء سيوة في جو من البساطة والألفة بين الشعراء، وكان الشاعران الكبيران البحريني علي النهام والمصري سامي عقل أبرز نجوم الأمسيات التي قمت بإدارة مجرياتها ومشاركتهم في السجال الشعري والتناغم الكامل بين مفردات اللغة العربية، وهكذا كان الشعر الفصيح والعمودي والعامي البسيط يتراقص بين حناجر الشعراء.

● يتنوع إبداعك بين الفن التشكيلي والشعر والرواية... أي هذه الفنون أقرب إليك؟ وكيف يستفيد المبدع بتداخل كل هذه الفنون في تشكيل تجربته؟

- بالفعل أصدرت رواية بعنوان "رجفة" وديوان شعر بعنوان "تمرد ذاكرة"، بالإضافة إلى مشاركتي مع كتاب آخرين في ثلاثة كتب أخرى هي: "على ضفاف البوح"، و"همس الأماني" و"شذرات القوافي"، إلى جانب ممارستي للفن التشكيلي، وبالنسبة إلي اللون والحرف يسيران بخط واحد، يمتزجان ليكملا اللوحة، سواء المرئية أو المحسوسة وجدانياً، والفنان الذي يمتلك هذه الموهبة والملكة يكون قد بلور في لوحاته مشاعره الوجدانية بصرياً وروحياً ليحلِّق ويخلق من اللاشيء فناً بكل الأوجه.

● حدثينا عن سنوات نشأتك الأولى وكيف ساهمت في الارتقاء بمستوى تذوقك للفنون؟

- كان للبيت والأسرة والتعهد بالتربية والتشجيع ومنح الثقة الدور الأكبر في صقل هواياتي سواء في الشعر والأدب أو الفن التشكيلي، فمنذ طفولتي كنت أشارك في كل الأنشطة الفنية والثقافية في مدرستي على مستوى المدينة المنورة، وعلى الرغم من عدم تخصصي في المجال الفني أو الأدبي، تعهدتهما هواية ونمت في داخلي هذه البذرة الصغيرة إلى أن أينعت وقطفت ثمارها اليوم.

العطار: 4 دول عربية في فعاليات الدورة الأولى هي السعودية والكويت ومصر والبحرين
back to top