شنت مقاتلات إسرائيلية ليل الأربعاء - الخميس "هجوماً معقداً"، استهدفت خلاله مستودعات صواريخ وورشات تصنيع أسلحة تابعة للقوات الإيرانية والمليشيات الموالية لها الموجودة في سورية، في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار بضواحي مدينة حلب.

وأفادت تقارير بمقتل إيراني على الأقل في الضربة، إضافة الى ستة عراقيين من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران.

Ad

وتأتي هذه الضربات عقب نحو 11 شهراً من ضربات استهدفت في 29 أبريل 2018، منطقة مطار حلب الدولي واللواء 47 في ريف حماة، ما تسبب حينها بمقتل 26 عنصراً على الأقل، من ضمنهم أربعة سوريين، بينما البقية من القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها، إضافة الى إصابة أكثر من 60 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة.

ونقلت "وكالة الأنباء السورية" الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري أن "الدفاعات الجوية السورية تمكنت من التصدي لعدوان جوي إسرائيلي استهدف بعض المواقع في المنطقة الصناعية في الشيخ نجار شمال شرقي حلب، وتمكّنت وسائط الدفاعات الجوية من إسقاط عدد من الصواريخ المعادية"، لافتا إلى أن الأضرار مادية فقط.

وقال عدد من سكان حلب إن القصف أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة كلها، قبل أن يعود تدريجياً.

كاتس

وفي تل أبيب، أعلن القائم بأعمال وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس أن "الغارات التي نفذتها الطائرات الإسرئيلية على منشآت عسكرية إيرانية ومستودعات للأسلحة في محيط حلب كانت عملية معقدة".

وقال كاتس، في مقابلة إذاعية، إن "الغارات الجوية التي نفذت، مساء الثلاثاء، في سورية كانت أكثر صعوبة عسكريا" من التحديات التي تواجهها إسرائيل في غزة.

وتساءل: "لماذا تتجنب إسرائيل استخدام قوتها كاملة في الجيب الفلسطيني"، قائلا: "كانت هناك عمليات أخرى مثل هذه، والتي تحملنا المسؤولية عنها، إلا أنها كانت أكثر صعوبة عسكريا وأقوى بكثير من العمليات التي قامت بها إسرائيل في غزة".

من جهته، قال وزير الهجرة الإسرائيلي، يوآف غالانت: "لن نتحمّل المسؤولية عن أي شيء، لا يمكننا السماح للإيرانيين بالتموضع والاستعداد لوضع آخر في السنوات المقبلة، وهذا هو أساس تصرفاتنا، لقد ذكرنا مرارا وتكرارا أننا لن نسمح بتمركز إيران في سورية أو تشكيل حزب الله جديد في مرتفعات الجولان. ولن نتسامح مع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر سورية، هذه القضايا هي أولى أولوياتنا".

نتنياهو

من ناحيته، وخلال تفقده القوات المنتشرة على حدود قطاع غزة قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن "إيران تحاول باستمرار أن تدخل إلى سورية صواريخ دقيقة بعيدة المدى ومتقدمة جدا وفتاكة جدا. لن نقبل بذلك وعملياتنا ضد المحاولات الإيرانية للتموضع عسكريا في سورية ولإدخال أسلحة متقدمة إليها تستمر من دون هوادة". وأضاف: "أوعزت بتعزيز القوات المنتشرة هنا، وبالاستعداد لخوض معركة واسعة النطاق. فليعلم جميع المواطنين أن لو اضطررنا لخوض معركة واسعة النطاق - فسندخل إليها أقوياء بعد أن استنفدنا جميع الخيارات الأخرى".

وكان نتنياهو التقى، أمس الأول، رئيس بلدية كاتسرين، أكبر مدينة بالجولان، ورئيس مجلس البلدات في الجولان وسلمهما وثيقة الجولان قائلا: "ها هو المرسوم الذي وقع عليه الرئيس دونالد ترامب، ها هو الاعتراف الأميركي بسيادتنا على الجولان. انتظرناه 50 عاما. إنه إعلان عظيم يعزز إلى حد كبير جدا سيادتنا على الجولان".

«أندوف»

إلى ذلك، دافعت الولايات المتحدة عن قرارها بشأن الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان، وذلك خلال جسلة طارئة لمجلس الأمن ليل الأربعاء - الخميس، قائلة إن هذه الخطوة لن تؤثر على بعثة حفظ السلام الأممية في المنطقة.

وقال نائب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، رودني هانتر، إن "السماح لهذه المنطقة بأن تخضع لسيطرة سورية وإيران سيعني غض الطرف عن التهديدات التي تمثلها كلتا الدولتين ومن حزب الله، وقد خضع سكان المنطقة لحكم القانون الإسرائيلي لعقود".

وقال هانتر: "قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان (أندوف)، تواصل الاضطلاع بدور حيوي في الحفاظ على الاستقرار بين إسرائيل وسورية"، مشيراً الى أن بلاده تؤيد الإبقاء على "أندوف"، رغم قرار ترامب الاعتراف بسيادة إسرائيل على الهضبة.

بومبيو

بدوره، أكد وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو أن اعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان من شأنه ان يساهم في ايجاد حل للنزاع الاسرائيلي - الفلسطيني، من خلال تبديد حالة "غياب اليقين".

وقال في شهادة امام الكونغرس: "نحن نعتقد ان هذا الاعتراف يزيد من احتمالية التوصل إلى حل للنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين".