رفضت روسيا، أمس، طلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب إخراج جنود روس وصلوا أخيرا الى فنزويلا، مهددا باستخدام كل الوسائل - بما في ذلك القوة - لتحقيق ذلك، متهمةً واشنطن بأنها تسعى لفرض «إملاءات» على موسكو وكراكاس.

وأكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن «روسيا لم ترتكب أي مخالفة. لم تنتهك الاتفاقات الدولية ولا القانون الفنزويلي. إنها لا تغير ميزان القوى في المنطقة ولا تهدد أحدا على خلاف» واشنطن.

Ad

واعتبرت الانتقادات التي يطلقها مسؤولون أميركيون «محاولة متغطرسة للإملاء على دولتين سيدتين كيف عليهما أن تديرا علاقاتهما».

وتابعت: «روسيا وفنزويلا ليستا مقاطعتين في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن «الخبراء الروس وصلوا إلى فنزويلا تطبيقاً لاتفاق ثنائي بين الحكومتين حول التعاون العسكري والتقني. لم يُلغ أحد هذه الوثيقة».

وأكدت أن «العسكريين الروس يعملون على تطبيق الاتفاقات الموقّعة في مجال التعاون التقني والعسكري. إلى متى سيبقون؟ طوال المدة التي يحتاجون إليها. طوال المدة التي تراها حكومة فنزويلا ضرورية».

وأمس الأول، نصحت زاخاروفا، واشنطن «قبل تقديم المشورة لشخص ما للمغادرة من مكان ما، الوفاء بوعودها التي قدّمتها للمجتمع الدولي، على وجه الخصوص في سورية».

من ناحيته، قال رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفدرالية الروسي قنسطنطين كوساتشيف إنه يتعين علن «الولايات المتحدة أن تضرب مثالا على كيفية القيام بذلك والخروج من الدول التي ليس لديها شيء تفعله هناك».

وحطت طائرتا «أنطونوف 124» و«إليوشين 62» روسيتان في كراكاس الأسبوع الماضي.

وحسب وسائل الإعلام المحلية، كانت الطائرتان تقلان 100 عسكري مع 35 طناً من العتاد بقيادة قائد القوات البرية الجنرال فاسيلي تونكوشوروف.

مسؤول فنزويلي

وقال الملحق العسكري بسفارة فنزويلا في روسيا جوزيه رافايل توريالبا بيريز: «الوجود العسكري الروسي لا علاقة له بتاتاً باحتمال تنفيذ عمليات عسكرية. الأمر ينحصر في مجال التعاون العسكري والتقني». وأكد أنه من المقرر أن يزور وزير الدفاع الفنزويلي موسكو في أواخر أبريل.

ودعمت روسيا والصين مادورو في الأزمة السياسية الأخيرة، بينما وقفت الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية الأخرى في صف الزعيم غوايدو.

S300

وفي سياق متصل، كشفت مجلة Military Watch، أن فنزويلا نشرت أنظمة S300 الصاروخية القادرة على ضرب 24 هدفا في الوقت نفسه، ومراكز القيادة والرادار في قاعدة الكابتن مانويل ريوس الجوية قرب كاراكاس. وستكون قادرة على حماية المواقع المهمة من الصواريخ الباليستية والطائرات الحربية.

ووفقا لـ Military Watch، فإن أنظمة S300 VM ربما تكون أقوى وسيلة لردع الولايات المتحدة، موجودة في أسلحة فنزويلا.

التظاهر مجدّداً

إلى ذلك، أعلن وزير الإعلام الفنزويلي خورخي رودريغيز أن الحكومة علّقت الدراسة والعمل أمس، وسط أزمة انقطاع الكهرباء في أنحاء واسعة من البلاد.

وفي سياق متصل، دعا غوايدو مؤيديه إلى التظاهر من جديد السبت في أنحاء البلاد كافة للاحتجاج على تدهور الخدمات العامة، مطالباً الجيش بالوقوف بجانب المعارضة.

وأعلن رئيس البرلمان الذي تعترف به 50 دولةً رئيساً بالوكالة «لم يعد هناك نور، لا يمكننا أن نقف متفرجين».

ورداً على غوايدو، قال الرئيس نيكولاس مادورو: «نحن نتحرّك بشكل كبير في أنحاء البلا دكافة»، داعياً إلى «عدم التسامح إطلاقاً» مع ما يقول إنها أعمال عنف يقوم بها معارضوه.

بومبيو

من جانبه، حذر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من أن نحو مليوني لاجئ إضافي قد يفرون من فنزويلا إلى دول مجاورة بأميركا اللاتينية.

وسينضم هذا العدد المحتمل إلى أكثر من 3 ملايين فنزويلي فروا بالفعل في الأعوام القليلة الماضية هربا من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي أنهكت البلاد.

وقال بومبيو أمس إنه اطلع على تقديرات تتراوح بين 6 و12 مليار دولار «لإعادة بناء» اقتصاد فنزويلا.

وفي إفادة أدلى بها في «الكونغرس» بشأن موازنة وزارة الخارجية، أكد بومبيو أن إعادة بناء اقتصاد فنزويلا ستكون «عملية طويلة... اطلعت على تقديرات بين 6 و12 مليار دولار».