الهندسة والمجتمع
إن الهندسة وما لها من صلة بالإنسان وحياته ومعاشه إنما هي عنصر أساسي لحياة المجتمعات الإنسانية بركنها الأساسي ألا وهو الإنسان الذي يشكل لبنة المجتمعات والشعوب والدول، فهي تدخل في كل جوانب حياته منذ قرون خلت، فالهندسة والمجتمع دعامتان تدعمان بعضهما لخدمة الإنسان واستمرار حياته بتقدم ورقي وراحة أكثر. إن العلوم الهندسية المختلفة من هندسة العمارة، والهندسة المدنية والإنشائية، والنقل، والكهربائية، والصحية، وهندسة الإلكترونيات، وغيرها تسهم بشكل كبير في توفير حياة مريحة ومتقدمة للفرد والمجتمع. فإذا كانت دول العالم تخصص ميزانيات ضخمة وتولي اهتماما كبيرا بالجوانب الهندسية المختلفة، فعليها قاطبة أن تزيد ذلك الاهتمام لجميع الجوانب الهندسية، لينعكس على الرفاهية المستمرة لشعوبها ومجتمعاتها، وتطورها في جميع الاتجاهات. وحال الدول كحال لأفراد وعلى مستوى أسرهم أيضا، فكلما كان هناك اهتمام بتوفير جوانب هندسية مختلفة فإنها ستكون ذات مردود إيجابي بأبعاد مختلفة، فعلى مستوى الصحة، ومن ذلك ما يتعلق بالصناعات الهندسية المتصلة بالصحة، أو التي تؤثر في الصحة مثل هندسة العمارة والهندسة الكهربائية والإلكترونية حيث ترتبط الإنارة بصحة عين الإنسان، أو هندسة صحية من أدوات فحص طبية منزلية حيث ترتبط بالهندسة الإلكترونية، أو استخدام وسائط النقل، وكذلك الهندسة الصناعية في الصناعات الهندسية المختلفة.
وإن الهندسة مهمة للأبناء (عماد المجتمعات) والمستوى العلمي لهم، فشراء أجهزة حاسوب متطورة أو ألعاب تحفز جوانب التفكير لديهم قد يعدها البعض من الكماليات. ولكي تتلاشى السلبية الوحيدة للهندسة في المجتمع فلابد أن يكون لكل صاحب أسرة القدرة على التمييز بين ما هو من الكماليات، أو له أهمية قليلة، أو أهمية بعيد المدى.لذلك تقع على أصحاب الأسر مسؤولية الاطلاع على تلك التطبيقات والاستخدامات الهندسية وتأثيراتها وجوانبها الهندسية عن طريق القراءة، أو مشاركة الآخرين تجاربهم لها، أو الاطلاع على نتائج الدراسات المتعلقة، وغيرها من السبل بحيث تتوافر عناصر الهندسة بشكل كامل ودون أن ترهقهم ماديا بتكلفتها، ولكي تبقى استفادة الفرد نواة المجتمع والمجتمعات من الهندسة أكثر نجاعة وفائدة.* عضوة اتحاد المهندسين العرب.