ضمن موسم «جسور ثقافية» لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أقيمت أمسية «أغاني عبداللطيف البناي»، أحياها الفنانان الكبيران نبيل شعيل وعبدالله الرويشد، مع ولاء الصراف وفاطمة الكويتية، بمصاحبة فرقة مركز جابر الموسيقية بقيادة المايسترو د. محمد باقر، على المسرح الوطني، بحضور جمهور عاشق لأعمال المحتفى به الشاعر القدير عبداللطيف البناي.

وما أجمل الوفاء والحب والإخلاص، من زميل دربه الشاعر الغنائي الكبير بدر بورسلي، الذي حضر وهو يجر البناي على كرسيه المتنقل إلى صالة المسرح، في لقطة تعبر عن جيل الريادة وعلاقة المحبة والوفاء والصداقة الوطيدة التي تجمع هؤلاء العمالقة، كما حضر النحات والفنان التشكيلي القدير سامي محمد، والملحن عبدالله القعود.

Ad

بدأ الحفل، بفيديو عن أعمال الشاعر البناي في مسرح الطفل والأغنيات الموجهة لهذه الفئة، إذ قال مدير شركة النظائر يوسف الرفاعي، إن البناي قدم مسرحيات هادفة للأطفال منها «ليلى والذيب» مع هدى حسين، ثم غنى كورال فرقة جابر الموسيقية ميدلي الأطفال الذي تضمن: «هزينا يا ديرفة» من مسرحية «البنات والساحر» من ألحان سيف القطان، و«حمادة» ألحان أنور عبدالله، و«سمسمية» ألحان راشد الخضر، و«يا أم الغيث» ألحان أنور عبدالله، و«طوط طوط ماشي قطاري» ألحان راشد الخضر.

وغنت الفنانة فاطمة الكويتية «أرجوك أرجوك» إحدى الأعمال الرائعة التي غنتها الفنانة الراحلة رباب، وهي من ألحان راشد الخضر.

ثم عرض فيديو عن مقدمات وأغاني المسلسلات التي صاغ كلماتها البناي، وتحدثت الفنانة الكبيرة سعاد عبدالله التي أشارت إلى أن عبداللطيف يعرف كيفية توظيف المفردة الكويتية باقتدار، ولفتت إلى موقف طريف أثناء تسجيل مقدمة «خالتي قماشة»، ليقدم بعد ذلك كورال الفرقة ميدلي المسلسلات وهي: «الغرباء» ألحان أنور عبدالله، ومقدمة مسلسل «على الدنيا السلام» بعنوان «يا للأسف» ألحان أنور عبدالله، ومقدمة مسلسل «الحب الكبير» ألحان بشار سلطان، ومقدمة «خالتي قماشة» ألحان يوسف ناصر، و«يوّار» من مقدمة مسلسل «مدينة الرياح» ألحان راشد الخضر.

نبيل شعيل

وعند دخول بلبل الخليج نبيل شعيل المسرح، قوبل بعاصفة من التصفيق، فقال: «هذا التصفيق لعبداللطيف البناي الذي يستاهل أكثر، رجل أثرى الساحة الفنية الكويتية وأسهم في إيصالها إلى مكانتها الكبيرة، وهو أفضل من صنع الأغنية الرياضية والوطنية والعاطفية والاجتماعية وللطفل... إنني سعيد اليوم بمشاركتي، فله أفضال كثيرة عليّ، وبدايتي ونجاحي بسبب هذا الإنسان العظيم، وحضور الجمهور أكبر تكريم له، وهذا ليس جديداً عليكم يا أهل الكويت، طوال عمركم تحبون الفن والفنانين وعيالكم، وعبداللطيف من عيال الكويت البررة».

وجلس شعيل على الكرسي، بسبب آلام الظهر «الديسك» التي يعاني منها منذ فترة، واستهل فقرته بغناء «سكة سفر» التي أسهمت في انتشاره محلياً وخليجياً وعربياً، وهي من ألحان راشد الخضر وكانت ضمن أعمال ألبومه الأول، ثم أتبعها بأغنية «الحب الصدوقي» وهي من ألحان الخضر أيضاً، ليغني بعدها «يبغي السماح» من ألحان سليمان الملا، ليختتم وصلته مع «يا شمس» التي أشعل بها حماسة الجمهور الذي ردد معه كلماتها.

وبعد استراحة مدتها 20 دقيقة، بدأ كورال الفرقة الموسيقية بأداء «ميدلي الرياضة» الذي احتوى: «فوز فيها» ألحان راشد الخضر، «ردت الطيارة» و«هيدوه» من ألحان يوسف المهنا، و«ماشي قطاره» ألحان حسين أمين، «أوه يا الأزرق» ألحان يوسف المهنا».

كما غنت الفنانة ولاء الصراف أغنية «دقت الساعة» للفنانة المعتزلة العنود وهي من ألحان سليمان الملا.

ليعود كورال الفرقة مغنياً «ميدلي الأغاني الوطنية»: «أحلى كلمة» ألحان عبدالله القعود، «حبي وتقديري» ألحان يوسف المهنا، «أهلا هلا» ألحان راشد الخضر، «طلعنا من باب السور» ألحان غنام الديكان، «احنا البنات» ألحان أنور عبدالله، «أنا كويتي» ألحان راشد الخضر.

عبدالله الرويشد

ثم حانت فقرة سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد، الذي لاقى تحية كبيرة من الجمهور، وقال الرويشد: «الليلة تكريم محبوبي، واطرز الدنيا ورود، وفرحتي بليا حدود، يا بوناصر... بدايتي كانت مع هذا الإنسان الجميل الراقي الحبيب، واللسان يعجز عن وصفك يا بوناصر، والله يطول عمرك ويخليك لنا ذخر». ووقف عداللطيف البناي محيياً الجمهور الذي قابله بتصفيق من القلب، والوقوف احتراماً له كقامة فنية.

ليبدأ الرويشد مع أغنية البدايات والشهرة «رحلتي» التي كانت على متن ألبومه الأول، ثم انتقل بعدها إلى أغنية «على إيش نتفاهم»، وأخيراً «لا تجين»، وجميعها من ألحان راشد الخضر. حيث لم يكمل الرويشد فقرته مع أغنيتي «أبيك» و«لي مر الحلو»، بسبب تعثره بعد انتهائه بفرح كبير من تفاعل الجمهور مع أغنية «لا تجين» وهو متجه إلى الفرقة بسماعة أرضية وسقط.

وأكمل كورال الفرقة بعدها، بأغنيتين «تحية على كل الأغاني» كلمات مركبة على لحن أغنية «رحلتي»، و»رحلة عمر» على لحن «سكة سفر»، وانتهى الحفل بوقوف الجمهور مصفقاً للمحتفى به «بوناصر».

من جهته، عبر الشاعر البناي عن سعادته بهذا التكريم قائلاً، إن هذا ليس بغريب على الكويت وأهلها أن تحتفي بأبنائها مشيداً بدور مركز جابر الأحمد الثقافي.

البناي قدم 600 أغنية

تفرد الشاعر عبداللطيف البناي (بوناصر) في الإيغال عبر الزمن عائداً إلى الوراء في سكك الماضي وبيوت الطين وألسنة ساكنيها فواكب الزمن ولم يتخل عن أصالته.

وتعاون مع العديد من الملحنين الكبار والشباب وشكل معهم ثنائيات فنية نالت حظاً وافراً من النجاح وعلى رأسهم د. عبدالرب ادريس ويوسف المهنا وراشد الخضر وأنور عبدالله وآخرون.

وتغنى بكلماته كوكبة من فناني الخليج مثل عوض دوخي وعبدالكريم عبدالقادر وغريد الشاطئ ومحمد عبده وطلال مداح وعبدالمحسن المهنا ورباب ونوال وعبدالمجيد عبدالله ومحمد المسباح ومحمد البلوشي وأحلام وراشد الماجد وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل. كما حلق خارج حدود الخليج الى الوطن العربي وصدحت بقصائده كوكبة من الفنانين العرب ومنهم لطيفة التونسية ونادية مصطفى وراغب علامة وسميرة سعيد وآخرون.

وولد الشاعر عبداللطيف البناي في الحي القبلي عام 1948 وساهم في إثراء حصيلة الكويت الشعرية والغنائية بنحو 600 أغنية عاطفية ووطنية واستعراضية إضافة إلى ست مسرحيات غنائية وامتدت مسيرته الإبداعية على مدار خمسة عقود شكلت يوبيلاً ذهبياً ليتوج عام 2018 بجائزة الدولة التقديرية بوصفه واحداً من أبرز الشعراء.

الرويشد... بخير

بعد أن تعرض سفير الأغنية الخليجية عبدالله الرويشد لحادث التعثر والسقوط على المسرح، تم نقله إلى المستشفى لإجراء الفحوص الطبية، وغادره لعدم وجود إصابة خطيرة، فالأمر اقتصر على كدمات خفيفة في كتفه. وغردت ابنته على تويتر شاكرة كل من سأل عن والدها، مؤكدة أنه بصحة وعافية... لكن لظرفه الصحي لم يستطع المشاركة في حفل اليوم التالي. خطاك السو يا بوخالد وما تشوف شر.