في خطوة تعكس تأثير الأزمة السياسية المتواصلة في الجزائر على حزب «جبهة التحرير» الحاكم، الذي ينتمي إليه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، أعلنت اللجنة المركزية في الجبهة، بعد اجتماع عقد في العاصمة الجزائرية أمس، شغور منصب الأمين العام، رافضة الاعتراف بشرعية منسق لجنة تسيير أعمال الحزب معاذ بوشارب.

وفي حين تشهد البلاد انقساما متزايدا حول خطوات معالجة الأزمة السياسية خاصة في ظل إرجاء الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة 18 أبريل المقبل لأجل غير مسمى، طرح البعض اسم الرئيس السابق اليمين زروال لقيادة مرحلة انتقالية يتم خلالها وضع دستور جديد، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية.

Ad

وكان الجزائريون خرجوا بكثافة في احتجاجات وصفت بـ «تظاهرة كبرى ضد النظام» أمس الاول، في سادس جمعة منذ انطلاق الحراك الشعبي ضد استمرار بوتفليقة في السلطة.

وبدا كأن المحتجون يرفضون اقتراح رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح بتنحية بوتفليقة (82 عاماً) عبر تفعيل المادة 102 من الدستور التي تنظم شغور منصب رئيس الجمهورية لأسباب صحية. ودعت الاحتجاجات إلى تفعيل المادة 7 من الدستور التي تنص على أن «السلطة ملك الشعب».

وفي العاصمة الجزائرية كان الهتاف الأبرز «الشعب يريد أن ترحلوا جميعاً». كما تظاهر الجزائريون في باقي ولايات البلاد بكثافة.

ولم يصدر أي رقم رسمي لعدد المتظاهرين، لكنّ الشرطة نفت خروج مليون متظاهر في العاصمة، كما نفت إطلاق النار باتجاه المتظاهرين.

ورغم تأييد العديد من حلفاء بوتفليقة لدعوة قائد الجيش فإنه بات أمس الأول هدفا مباشرا لانتقادات محتجين أكدوا أنهم يريدون رحيل مجمل النظام لا الرئيس فقط.

وركّز بعض المتظاهرين على رئيس مجلس الأمّة عبدالقادر بن صالح، الرجل الثاني في النظام، والذي سيدعى لتولي الرئاسة بالوكالة إذا تنحّى بوتفليقة.

وبدا موقف المتظاهرين أكثر تقبلاً لحضور قادة أحزاب المعارضة، بعد فترة من التوجس من إمكانية ركوب قادة المعارضة لموجة الحراك غير المسبوق.

وشارك قادة أحزاب سياسية معارضة في مسيرات الجمعة، كرئيس حزب «طلائع الحريات» رئيس الوزراء السابق علي بن فليس، وزعيمة «حزب العمال» اليساري لويزة حنون، ورئيس «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» اليساري ذو الطابع الامازيغي محسن بلعباس، وكذلك رئيس «حركة مجتمع السلم» الاسلامية عبدالرزاق مقري، ورئيس جبهة «العدالة والتنمية» الاسلامية عبدالله جاب الله.

وبينما قال الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، مساء أمس الأول، إنه مطمئن على الوضع في الجزائر خلال استقباله وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أشاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بـ «التصرف الحضاري المميز» للشعب الجزائري، معتبراً أن مرحلة انتقالية باتت «ضرورية الآن».