● لنبدأ من مسلسل "25 دقيقة" الذي يعرض حاليا.

Ad

- يمكنك القول إن المسلسل يقدم هند البلوشي للجمهور بشكل جديد.. لا أخفيك سرا من أجمل التجارب التي خضتها في المجال الفني، وشعرت في أثناء تصوير العمل بحجم اشتياقي الحقيقي للكاميرا ولأجواء التصوير في اللوكيشن، وكم اشتقت لمحاكاة شخصية تعيش معي أشهرا، وتدوم بداخلي سنوات، وتترك أثرها في تكويني النفسي، أعتبر هايدي مزيجا من أفضل شيء في كل شخصية قدمتها وتعلمت منها.

● ما الذي حفّز هند على خوض التجربة؟

- أعتبر "25 دقيقة" فرصتي التي انتظرتها طويلا، حان الوقت لأنفرد بالبطولة وأدخل في تحد مع نفسي لأحصد ثمار ما زرعته على مدار سنوات.

● لنتوقف عند أبعاد شخصية هايدي.

- كابتن طيار، التحليق كان حلما يراودها منذ الصغر، ولديها شغف اقتحام هذه المهنة. تلك الشخصية التي تبيّن قوة المرأة، وأنها تملك من الأدوات ما يساعدها على بناء ذاتها وتحديها الصعاب وضبط ميزان التحكم بين العقل والقلب وحسن القيادة، وعدم ترك الفرصة لأحدهما أن يتغلب على الآخر، "هايدي" إنسانة جميلة من الخارج ومشوهة من الداخل إثر ما تعرضت له من جروح وألم وصدمات.

● إطلالتك الدرامية أصبحت قليلة... ما السبب؟

- لالتزامي بالحضور في أكاديمية الفنون بمصر، حيث أدرس، وظروف الاختبارات والدراسة وصعوبة التنسيق بين التصوير والسفر، اضطر في أحيان كثيرة للاستقرار هناك لفترات طويلة، مما يسبب اعتذاري عن عروض عدة.

المرأة العربية

● ما الشخصية التي مازالت حبيسة مخيلتك، ولم تجد فرصة للظهور عبر الشاشة الصغيرة؟

- الكثير.. لقد قدمت تقريبا معظم الشخصيات المركّبة، وغالبا ما كانت مميزة، ولله الحمد، وأصبحت معروفة بتمكني من تقديم دور المرأة العربية العصامية التي تستطيع لعب دور الأب والأم والقيام بمسؤوليات الأسرة وما تعانيه المرأة لتعول أسرتها، ومثال على ذلك شخصيتي في مسلسل "بسمة منال"، حيث جسدت دور ظابط شرطة، وأيضا قدمت شخصية المحامية في "أمنا رويحة الجنة"، والآن بصدد كابتن طيار في "25 دقيقة"، ورغم كل ما ذكرته لك مازال في جعبتي الكثير لأقدمه، شغفي بالتمثيل لا حدود له، ومهما تحدثت لك عما شاهدته من نماذج في الحياة، تتطلع لتجد طريقها للشاشة، فلن يكون هناك متّسع من الوقت، ويبقى الفن بحرا كلما تعمقنا فيه زاد شغفنا لكشف أسراره.

● هل أنت مظلومة فنياً؟

- نوعاً ما نعم.. أو بالأحرى أنا محاربة فنياً أكثر من كوني مظلومة، وبالرغم من ذلك لله الحمد، النجاح حليفي في كل مرة أشعر أنني ظلمت يرفع الله من شأني، وأحقق نجاحا يعوضني، أنا مثل الجبال الراسيات لا تبارح مكانها مهما اشتدت الرياح.

● ماذا تعني لك البطولة المطلقة؟

- لا تشغلني كثيرا، قد يكفي الظهور بحلقة كضيفة شرف لأقلب موازين الأحداث، وأترك أثرا أكبر من شخصية ظهرت على مدار الـ30 حلقة، ثم أن في التأني السلامة والتوفيق، فإذا تعجّل الفنان البطولة قد تذهب سريعا كما جاءت سريعا، الخبرة وتكوين قاعدة جماهيرية كبيرة مع مرور الوقت تمنح الممثل ثقة قيادة عمل كامل.

أصعب الفنون

● خضت تجارب إنتاج مسرحي، ماذا كسبت وخسرت منها؟

- الإنتاج المسرحي ليس بالأمر السهل من حيث إدارته وتنفيذه، لأن المسرح أصعب أنواع الفنون ويحتاج الى ذهن حاضر وإدارة مالية صحيحة، خصوصا إذا كان المسرح تجاريا، لأن من الصعب جدا التوازن بين القيمة الفنية والرؤية البصرية الجاذبة والمتقنة وبين إنتاجية العمل المادية وكيفية تسوية الحسابات لكسب الربح المفترض والعائد المادي الجيد الذي يعود بالنفع على المنتج في ظل التزاماته الكثيرة من أجور ممثلين وكلفة مادية كبيرة لخلق عرض متكامل، ولكوني فنانة ومنتجة في الوقت نفسه لم أستطع إحداث التوازن بين فكر المنتج والقيمة الفنية، كانت كفة الفن مرجحة دائما لديّ، مما انعكس على المردود المادي الذي جاء من وراء العروض، ولكن يكفي أنني أثبت وجودي كمنتجة مسرحية غير عادية، وتركت بصمة بما قدمته من أعمال، وسأتوقف لفترة ممكن أن تطلق عليها استراحة محارب، أعيد خلالها حساباتي قبل العودة مجددا.

● لماذا اتخذت قرار إطلاق سنغل "مستفز" وبعدها "ماكو"؟

- حان وقته... كان مشروعا مؤجلا، وشعرت أنه حان الوقت للعودة إلى الغناء.

● من شجعك ومن انتقدك عندما اتخذت قرار العودة إلى الغناء؟

- إذا تتفق معي أنني عدت، لأنني كنت ومازلت مطربة، وما أستغربه أن هناك كثيرا من الناس نفى عني هذه الصفة، ويبقى أن الأزمة ليست فيمن يشجعني أو ينتقدني وإنما الأهم ماذا سأقدم، وهل سأستمر أم لا، وهنا التحدي.

أزمة نفسية

يعرض مسلسل "25 دقيقة" عبر الشاشة الصغيرة، والعمل من إخراج سائد الهواري، ومن تأليف سحاب، ويشارك هند في بطولته نخبة من النجوم منهم إبراهيم الحربي وعبدالله بوشهري وأحمد السلمان وطيف، والعديد من الفنانين، وتدور أحداثه حول احتراق طائرة الكابتن "هايدي"، إثر حادث، لكنها تنجو من الموت، وبعد فترة تتوفى جدتها، مما يسبب لها الدخول في حالة من الاضطرابات النفسية الكبيرة، يظهر في حياتها فؤاد، الذي يسعى جاهدا إلى إخراجها من أزمتها النفسية.