أسعار النفط تقاوم ضغوطاً وسط مخاوف الحرب التجارية

الكويت أعلنت التزامها بتنفيذ حصتها من تعديلات «أوبك» التي أُقرت أخيراً

نشر في 02-04-2019
آخر تحديث 02-04-2019 | 00:04
No Image Caption
مازالت أسعار النفط تقاوم ضغوطاً من مخاوف تعثّر المفاوضات التجارية الأميركية - الصينية، التي تثير الشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي.
ولاتزال جهود «أوبك» تتصدر أسباب تعافي أسعار النفط إلى حد كبير، خاصة مع استمرار تباطؤ الإنتاج الأميركي من النفط الصخري، في مؤشر على احتمال انكماش الإمدادات الأميركية التي تعد سبباً رئيساً لتخمة المعروض في الأسواق.
رجح محللون نفطيون تعافي الطلب على الخام بوتيرة جيدة بحلول صيف 2019، متوقعين أن تميل الأسعار إلى التقلب خلال الفترة المقبلة.

وأشاروا الى أن أسعار النفط ما زالت تقاوم ضغوطا من مخاوف تعثّر المفاوضات التجارية الأميركية - الصينية، التي تثير الشكوك حول أداء الاقتصاد العالمي.

ولعل جهود تحالف المنتجين في "أوبك" تتصدر مسببات تعافي الأسعار واقتراب توازن العرض والطلب، خاصة مع استمرار تباطؤ الإنتاج الأميركي من النفط الصخري، في مؤشر على احتمال انكماش الإمدادات الأميركية التي تعد مسببا رئيسا لتخمة المعروض في الأسواق.

ثقل «أوبك»

في هذا السياق، أكدت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الحاجة إلى إدراك أننا نعيش في عالم سريع التغير، بسبب حقائق نمو الطاقة الجديدة، حيث نحتاج إلى التطوير المستمر وتعزيز ثقل "أوبك" من خلال التعاون التاريخي، بما يسهم في تعزيز التواصل مع جميع أصحاب المصلحة.

ويشير تقرير حديث لـ "أوبك" إلى أنه منذ بداية التعاون التاريخي من أجل استقرار سوق النفط في يناير 2017 التزمت الدول المشاركة في "إعلان التعاون" باتفاقاتها الطوعية وحققت نجاحا ملحوظا.

ولفت إلى أن جميع أطراف الصناعة بحاجة إلى إدراك طبيعة السوق المتطورة باستمرار، والاستعداد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمواصلة تقديم الدعم الكامل لأهداف إعلان التعاون.

التزام الكويت

وأوضح التقرير نقلا عن وزير النفط د. خالد الفاضل تأكيده أن اللجنتين الوزارية والفنية لمراقبة الإنتاج لعبتا دورين مهمين على مدار العامين الماضيين، بدعم من أمانة "أوبك" في تقديم تحليل مفصل ودقيق للغاية لظروف أسواق النفط، مما مكن هذه المجموعة المتميزة من تقديم توصيات مناسبة لضمان التنفيذ الناجح المستمر لإعلان التعاون.

وأشار الوزير الفاضل إلى أن الكويت ملتزمة تماما بتنفيذ حصتها من تعديلات الإنتاج المتفق عليها بين الدول الـ24 في 7 ديسمبر الماضي، معربا عن تطلعه إلى الاستمرار في لعب دور بنّاء وقيادي.

ولفت التقرير الى تأكيد وزير الطاقة الأذربيغاني، بارفيز شاهبازوف، ضرورة إجراء مزيد من التنسيق بين أعضاء "أوبك" وغير الأعضاء في المنظمة، فيما يتعلق بخفض الإنتاج الذي يمكن أن يحقق نتائج أفضل وأوسع في المستقبل.

دور متواضع

وأشار إلى أن أذربيغان لا تصدّر كميات كبيرة من النفط الخام إلى السوق العالمية، ومع ذلك يتعزز دورها المتواضع من خلال حقيقة أنها تعمل من أجل ضمان أمن الطاقة في المناطق المجاورة والقارة الكبرى، وتعمل كشريك موثوق فيما يتعلق بمشاريع الطاقة الواسعة النطاق التي تنفذها بالتعاون مع شركائها.

وأضاف أنه تم بالفعل قطع شوط طويل من التعاون منذ انطلاق تحالف المنتجين "أوبك" الذي يسهم على نحو جيد وقوي في تحقيق الاستقرار بالسوق من خلال تعديلات الإنتاج.

وبالنظر الى آمال المنتجون فإنهم يتطلعون إلى الانتهاء قريبا من مناقشاتهم حول مشروع "ميثاق التعاون بين الدول المنتجة للنفط"، ومن خلال ذلك ستتم مواصلة جهود الحفاظ على توازن السوق في إطار أكثر تماسكا.

ونقل تقرير عن الوزير الأذري تأكيده أن تحالف "أوبك" منصة فعالة تؤثر في سوق الطاقة العالمية، لافتا إلى قوله لقد رأينا آثار قراراتنا ووحدة هدفنا تضمن اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق التوازن بين العرض والطلب من أجل استقرار أسعار النفط.

مختلف الظروف

ورأى بعض المحللين أن تحالف "أوبك" القوي هو الضامن الوحيد لسوق نفطية عالمية متماسكة في مختلف الظروف.

وأضاف المحللون أن الجميع يشهد حاليا ديناميكية إيجابية في أسعار النفط، حيث تمكّن المنتجون من تجنّب الانخفاض في أسعار الخام الذي طرأ منذ أكتوبر من العام الماضي.

من جانب آخر، لفت تقرير إلى تأكيد وزير النفط الفنزويلي، رئيس مؤتمر "أوبك" في الدورة الحالية، مانويل فرنانديز، أن الفترة الراهنة هي وقت حافل ودقيق بالنسبة إلى فنزويلا، حيث تخضع للحصار بسبب العقوبات والحرب الاقتصادية ضد شعبها.

وأضاف التقرير أن فنزويلا طالبت بدعم المجتمع الدولي ومساندة أعضاء "أوبك" وغير الأعضاء في المنظمة لحل هذه الصعوبات، من خلال حوار مفتوح ونزيه، مما سيساعد بدوره على إعادة الاستقرار وتحقيق مزيد من الصلابة والنمو في قطاع فنزويلا النفطي.

قيادة حكيمة

ولفت إلى تقدير رئاسة "أوبك" لقيادة كل من السعودية وروسيا للجنة مراقبة الإنتاج، عادّا القيادة الحكيمة والتجربة الواسعة لا تزالان تدفعان العمل القيّم لهذه اللجنة، مشيرا إلى أن اللجنة الوزارية ستستمر تعمل بطريقة شفافة وشاملة.

وأضاف أن اللجنة الوزارية أثبتت أنها منصة تعاونية ومرنة وقابلة للتكيف، حيث تمكنت من المساعدة على معالجة الاختلالات في السوق وتتيح للمنتجين تحقيق أهداف إعلان التعاون التاريخي.

ويرى التقرير أن هذا كان واضحا في القرارات التي اتخذت بالإجماع في ديسمبر 2018 في الاجتماع 175 للمؤتمر والاجتماع الوزاري الخامس لمنظمة أوبك والمستقلين، بشأن ضبط الإنتاج الطوعي بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من 2019.

تركيز ثابت

ونبه إلى أن مستويات المطابقة العامة لهذه التعديلات الطوعية الجديدة للإنتاج تحسنت منذ بداية العام، ومن المتوقع أن تتقدم في الأشهر المقبلة، مشددا على أهمية أن تظل جميع الدول المشاركة ثابتة في تركيزها على التنفيذ الكامل، وفي الوقت المناسب للقرارات التي اتخذت في ديسمبر 2018.

ووفق آراء بعض الخبراء فإن "أوبك" تركز بالكامل على ميثاق التعاون بين الدول المنتجة للنفط، الذي تغذيه الروح الإيجابية للمساواة والإنصاف والشفافية، لافتين إلى أنه كما حدث منذ بدء إعلان التعاون في بداية عام 2017، فإن المنتجين بحاجة إلى أن يكونوا مرنين وقابلين للتكيف وواقعيين.

وقال الخبراء: ليس هناك شك في أن المستقبل يمكن أن يشهد تحقيق أشياء عظيمة للمنتجين معا تماما، كما تم تحقيق أشياء رائعة على مدار العامين الماضيين أو نحو ذلك.

من ناحية أخرى، خفضت شركات الطاقة الأميركية عدد حفارات النفط العاملة لخامس أسبوع على التوالي إلى أدنى مستوى في نحو عام، بينما ينفذ منتجون مستقلون خططا لخفض الإنفاق على أنشطة الحفر الجديدة، مع تقليص الحكومة توقعاتها لنمو إنتاج النفط الصخري.

وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، "إن شركات الحفر أوقفت أخيرا تشغيل 9 حفارات نفطية في مارس الماضي ليهبط العدد الإجمالي إلى 824، وهو أدنى مستوى منذ شهر أبريل من العام الماضي.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي ينخفض فيها عدد حفارات النفط النشطة في أميركا لخمسة أسابيع متتالية منذ مايو 2016 عندما هبط لثمانية أسابيع متتالية.

أربعة تحديات

من جهة أخرى، لفت خبراء متخصصون إلى أن صناعة تكرير النفط ستواجه أربعة تحديات رئيسة خلال عام 2019، أولها استثمار المعدات المكتملة واسعة النطاق لمؤسسات القطاع الخاص والناشئة من أجل تحسين قدرة تكرير النفط بشكل كبير بمقدار 45 مليون طن سنويا؛ وذلك علاوة على انخفاض الطلب مع زيادة قدرة تصدير النفط المكرر إلى 51 مليون طن، فضلا عن ترقية جودة النفط، خاصة بعد دخول وقود السفن منخفضة الكبريت المطلوبة للمنظمة البحرية الدولية (IMO) إلى السوق، وأخيرا زيادة وتيرة التسويق الشامل للمنتجات النفطية المكررة.

وتوقع هؤلاء الخبراء أنه خلال العام الحالي سيتباطأ الطلب الأولي على الطاقة إلى 3 في المئة بسبب التباطؤ الاقتصادي وحماية البيئة الصارمة، وانخفاض نسبة استهلاك الفحم إلى أقل من 60 في المئة لأول مرة، فيما سترتفع نسبة الطاقة غير الأحفورية إلى 15 في المئة.

تحالف «أوبك» منصة فعالة تؤثر في سوق الطاقة العالمية
back to top