بعد نحو 3 أسابيع على لقائه الرئيس الإيراني حسن روحاني، المحسوب على التيار المعتدل، استقبل المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، في النجف أمس، رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري زعيم حركة «أمل»، المحسوب على التيار الشيعي المعتدل رغم تحالفه مع «حزب الله» في إطار ما يعرف في لبنان بـ «الثنائي الشيعي».وحسب مصدر مقرب من المرجعية، دعا السيستاني خلال لقاء برّي الذي استمر نحو ساعة، إلى» تثبيت قيم التعايش السلمي المبني على رعاية الحقوق والاحترام المتبادل بين مختلف المكونات الدينية والإثنية، وسبيل توفير الأمن والاستقرار والتقدّم والازدهار في المنطقة»، مؤكداً في الوقت نفسه «أهمية تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين العراق ولبنان في مختلف المجالات».
برّي
وبعد اللقاء، صرح بري للصحافيين: «كما تعلمون تشرفت كثيراً باللقاء وبدأت بتهنئته على ما حققه العراقيون من انتصار باهر في حربهم على داعش وتمكنهم من تحرير أراضيهم من سيطرة هذا التنظيم الإرهابي».وأضاف برّي، أنه «كان للمرجع السيستاني الدور الأكبر بالدفاع عن العراق من خلال فتواه بتطويع الآلاف، وضمّهم للقوات الأمنية لمحاربة الإرهاب»، ولا يزال يقاتل في سبيل وحدة العراق وإنمائه ومحاربة الفساد، وبالتالي فهو يخوض حرب الحياة للشعب العراقي بكل مناطقه وفئاته دون تفرقة أو تمييز، لا شيء عنده أغنى من التنوع وبتشجيعه على أن يلعب العراق دوره الإقليمي الجامع. اختصاراً انا كنت اليوم أمام رجل في دولة أو دولة في رجل».عبدالمهدي
من ناحيته، قال رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي، ان بلاده «صديقة لجميع دول الجوار على أساس المشتركات وتبادل المنافع». أضاف خلال استقباله بري، الذي وصل بغداد، أمس الأول في زيارة رسمية، «أن العراق يستعيد دوره الكبير في محيطه العربي والإقليمي كمركز ثقل ويقيم علاقات تعاون وصداقة مع جميع دول الجوار على أساس المشتركات وتجاوز الخلافات وتبادل المنافع».وأكد عبدالمهدي «أهمية لبنان باعتباره بلداً كبيراً بفعله ودائرة تأثيره في العالم العربي»، معرباً عن ارتياحه لمستوى العلاقات الودية والوشائج القوية التي تجمع البلدين.وأعرب عن ثقته بالشركات اللبنانية، مرحباً برجال الاعمال والمستثمرين اللبنانيين للاستفادة من الفرص الكبيرة للعمل في العراق.من جهته، أشاد بري بعلاقات العراق المتطورة مع الدول العربية والمجاورة وبالسياسة التي تنتهجها الحكومة في إقامة علاقات متنوعة ومتوازنة مع الجميع.الصدر
إلى ذلك، وبعد 90 يوماً من الغياب عن الساحة، ظهر الزعيم الشيعي النافذ مقتدى الصدر، أمس، في النجف حيث زار مرقد الإمام علي.وكان الصدر أطل في اليومين الأخيرين عبر «تويتر». واكتفى في المرة الأولى بالتغريد بهاشتاغ الجولان عربي، بينما اعتبر في التغريدة الثانية التي كتبها مساء أمس الأول أن «الربيع العربي يتجدّد»، في إشارة إلى الأحداث في الجزائر والسودان. ودعا الصدر الى «نصرة الشعوب التي نهضت من أجل التغيير»، كما دعا «العقلاء إلى الاتحاد من أجل إنهاء معاناة سورية واليمن، ليكفكفوا جراحاتهم، وأن يتنحى حكامها لإنهاء الحروب الظالمة فيهما».وتعليقاً على استعانة الصدر بالعصا، قال الشيخ جابر الخفاجي المقرب من الصدر، أمس، «لم يكن موسى ضعيفاً حتى يتوكأ على العصا ولكن لمآرب أخرى، انها تمثل وترمز إلى القوّة، ساعده الله على مآربه الأخرى».إلا أن مراقبين قالوا إن «ظهور الصدر بالعصا غالباً ما يمهد لحدث مهم جداً».بدوره، كشف زعيم ائتلاف الوطنية»، إياد علاوي، عن «اتفاق غير معلن مع إيران، قد يضر بعلاقة العراق مع أميركا».وذكر علاوي، في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول، أن «إيران ستفتح 3 مراكز صناعية في العراق، هذا الأمر طلبه الرئيس روحاني خلال زيارته الأخيرة لبغداد ووافقت القيادة العراقية عليه، الأمر الذي سيضرّ بالعراق لأنه سيضعه بمواجهة أميركا التي تفرض عقوبات ضد طهران». وقال علاوي، إنه «يتوافق مع الطريقة التي يعمل عليها عبد المهدي بشأن إيران، لكن هناك اتفاقات لكسسر الحصار على إيران، بما فيها المراكز الصناعية والتجارية بين البلدين».وفيما يتعلق باتهام ايران بالتدخل في شؤون دول في المنطقة قال علاوي: «هي تتدخل بمسائل تتعلق بلبنان وسورية والعراق وحتى مسألة فلسطين ولن تستطيع الاستمرار بهذا السلوك». وعن «الحشد الشعبي» ومستقبله، قال علاوي: «هناك جزآن في الحشد الشعبي الأول قدم تضحيات وواجه التنظيم وحرر أراضي، وحشد ثان لا نعرف من اين جاء يزداد عدده بطريقة غير معروفة». وأضاف: «قلت لقادة الحشد بينهم أبومهدي المهندس وهادي العامري، إن الحاجة من الحشد انتهت ويجب أن يدمج الجيدون في الأجهزة الأمنية». وختم: «في العراق جيشان أحدهما الحشد».