السيستاني «يتمدد» في لبنان وإيران
الصدر يظهر بعد 90 يوماً ويطالب الأسد بالتنحي!
منذ سنوات يرفض المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني استقبال الساسة العراقيين والأجانب في مكتبه بمدينة النجف، لكنه استقبل أخيراً ممثلي الأجنحة الشيعية الموصوفة بالاعتدال في إيران ولبنان. ففي الشهر الماضي، حصل لقاء نادر جمعه بالرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف، واستقبل أمس رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، في وقائع متتالية وصفت بأنها تمدد واضح للاعتدال النجفي في إيران ولبنان.
ووصف المراقبون استقبال السيستاني لروحاني بأنه رفض لسياسة حرس الثورة الإيراني والمرشد علي خامنئي، وخاصة أنه أصدر عقب ذلك بياناً طالب فيه بتجنيب الشعوب نتائج وويلات السياسات المتشددة، وهو ما كرره أمس، حسب بيان لمكتبه أكد أن الاجتماع بين السيستاني وبري كان يركز على سياسات التعايش السلمي، ونبذ الكراهية، وصون العلاقة بين المكونات المتنوعة في العراق ولبنان وعموم المنطقة.وإذا كانت زيارة روحاني للسيستاني، بحسب مراقبين، دعماً لجناح إيراني معتدل مؤمن بإصلاح السياسات، فإن استقبال المرجع الأعلى لبري حظي بوصف مشابه، ولاسيما أن الأخير لا يزال يحتفظ بمكان ما يختلف عن نهج حزب الله، وبعلاقات جيدة مع دول عربية وخليجية، على عكس الحزب.في سياق متزامن، عاد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر من غياب دام 90 يوماً، وظهر أمس في النجف، متفقداً مرقد الإمام علي، وسبق ذلك بتغريدتين على «تويتر»، شددت الأولى على عروبة الجولان، وخُصصت الأخرى لتأكيد أهمية الاتفاق على مبادئ التعايش السلمي ونبذ الطائفية في المنطقة التي تشهد احتجاجات متزايدة وتحولات سياسية، دون أن يتوانى عن مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بالاستقالة، كمدخل لتحقيق الاستقرار، في مفاجأة من العيار الثقيل.