بريكست والجولان
مضى أكثر من 1000 يوم منذ التصويت على بريكست، وهي فترة غير مسبوقة للوصول إلى قرار سياسي ومصيري وسط تردد الرأي العام وأعضاء البرلمان بين مكتسبات الانفصال وأعباء الاستمرار في الاتحاد الأوروبي. وتماشيا مع الظروف أجريت العديد من الدراسات الخفيفة الظل، وأذكر منها تلك التي عرضتها الـ"بي بي سي"، والتي أشارت إلى القرارات التي أنجزت في فترة أقل من أزمة البريكست، ومنها بناء برج إيفل الذي استغرق 700 يوم، وبناء باخرة التايتانيك الذي استغرق 790 يوما، أما السفر إلى المريخ فخلال 300 يوم، وتأتي أحداث مسلسل صراع العروش ما بين 1100 إلى 1400 يوم، وتتصدر أحداث بريكست كل ما سبق. واليوم يحاول النواب استكمال إجراءات الطلاق المخملي لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والاتفاق على خطة بديلة للانسحاب، فهل تنجح بريطانيا في خلع الهوية الأوروبية والعودة إلى الإنكليزية؟
ومن بريطانيا إلى الأمم المتحدة، حيث تتم مناقشة قضية الجولان في مجلس الأمن وسط خطط إسرائيلية بتكثيف وجودها في الجولان السوري المحتل، وانتشار الوحدات السكنية والبث التلفزيوني وأخبار المستوطنات مستمدة الثقة من إعلان ترامب الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان السوري المحتل منذ 1967، فتحركت فرنسا مشكورة بترؤسها لمجلس الأمن بعدما طالبت دمشق مجلس الأمن بالنظر في قضية الجولان. فهل يجد مجلس الأمن مخرجا، بعد اعتراف العضو الدائم الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، منتهكة قرارات مجلس الأمن ومخالفة القانون الدولي؟ وهل تنجح الجهود؟ وللحديث بقية.كلمة أخيرة: نحن في زمن لا تتم مساءلة السارق: من أين لك هذا؟ إنما يساءل أهل العلم والمعرفة من أين تعلمت؟ ويعاقب إن كان قد تعلم خارج البعثات والقيود الحكومية!