مع قرب حلول الذكرى الأولى لانسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق الدولي حول برنامج إيران النووي وإعادته فرض حزمة عقوبات خانقة على طهران، أبلغ مسؤول كبير بالإدارة الأميركية الصحافيين، أمس الأول، بأن واشنطن تدرس فرض عقوبات إضافية على قطاعات جديدة من الاقتصاد الإيراني.وقال المسؤول، إن الإدارة تريد استمرار تأثير قوي للعقوبات «نريد من الشركات أن تستمر في التفكير بأن التعامل مع إيران فكرة رهيبة في هذه المرحلة».
وتوقع المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، اتخاذ إجراءات إضافية في الأسابيع المقبلة.في موازاة ذلك، أكد مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، أن سياسة الضغوط القصوى التي تتبعها إدارة الرئيس دونالد ترامب، مستمرة ضد طهران حتى يغير نظامها سلوكه.وقال بولتون عبر «تويتر»، إن «النظام الإيراني أثار، فترة طويلة، الصراع وعدم الاستقرار لتوسيع نفوذه وتهديد جيرانه بأقل ثمن يدفعه جراء أعماله».وأضاف: «هذا انتهى. سوف نستمر في ممارسة أقصى قدر من الضغط حتى تتخلى طهران عن سلوكها غير المقبول».وشارك بولتون من خلال «التغريدة» مقالاً من صحيفة «نيويورك تايمز» يتحدث عن تفاقم الأزمة المالية الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية، ودورها في تقليص دعم طهران للجماعات المسلحة والحلفاء السياسيين الذين يعززون النفوذ الإيراني في العراق وسورية ولبنان واليمن وأماكن أخرى.وأعلن ترامب في مايو أن الولايات المتحدة ستنسحب من الاتفاق المبرم في عام 2015 وأمر بفرض العقوبات مرة ثانية على الجمهورية الإسلامية.وكان الاتفاق الذي يضم الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين وإيران يهدف إلى منع طهران من تطوير قنبلة نووية في مقابل رفع العقوبات التي شلت اقتصادها.
إرهاب وتسييس
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الرئيس الأميركي بممارسة «الإرهاب الاقتصادي»، مشيراً إلى أنه يعرقل جهود المساعدات في إيران عقب فيضانات مميتة.ونشر ظريف «تغريدة» وصف فيها استراتيجية ترامب المتمثلة في ممارسة «أقصى ضغط» على إيران بأنها «تعرقل جهود المساعدات من جانب الهلال الأحمر الإيراني إلى جميع المجتمعات التي دمرتها الفيضانات غير المسبوقة».وكتب ظريف يقول: «إن المعدات المحظورة تشمل مروحيات إغاثة، هذه ليست مجرد حرب اقتصادية بل إرهاب اقتصادي».في السياق، انتقد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير تسييس المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الحظر الأميركي الأحادي المفروض على إيران، حال دون تقديم المساعدات الإنسانية للأقاليم الإيرانية المنكوبة بالفيضان. وقال ماورير خلال اجتماع في مجلس الأمن: «باتت أجواء العمليات الإنسانية المحايدة في الكثير من أنحاء العالم عرضة للتهديد». وتابع: «يتم اليوم تجاهل الكرامة الإنسانية، وتنفيذ القانون أصبح مثيراً للتساؤلات، والمساعدات الإنسانية باتت مادة للتسييس أو أداة لدفع الأهداف السياسية».إخلاء ومساعدة
في غضون ذلك، أصدرت الحكومة الإيرانية توجيهات بإخلاء 70 قرية في إقليم خوزستان (الأهواز) الغني بالنفط جنوب غرب البلاد، أمس، بسبب خطر الفيضانات الناجمة عن سقوط أمطار بغزارة لم تشهدها البلاد منذ عشر سنوات.وقال حاكم منطقة شوش إن القرى تقع بالقرب من نهري دز وكرخه حيث تم إعلان حالة الطوارئ.وأعلن رئيس منظمة الإغاثة والانقاذ مرتضى سليمي أن 27 محافظة تواجه أزمات بسبب هطول الأمطار بغزارة وتساقط الثلوج. وقال إن عمليات تقديم المساعدات والإغاثة لاتزال مستمرة إلى 293 مدينة وقرية ومنطقة جبلية في البلاد.وأضاف أنه تم إيواء أكثر من ثمانية آلاف شخص في مخيمات بمناطق آمنة خلال الأيام الثلاثة الماضية، مشيراً إلى قيام فرق الإنقاذ بسحب مياه الأمطار من 593 منزلاً وتوزيع مساعدات لمتضرري السيول.وأدت الأمطار إلى فيضانات في المناطق الشمالية من إيران، ثم امتدت إلى محافظات جنوب البلاد وغربها المعروفة بأنها قاحلة.ولقي 45 شخصاً حتفهم جراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تضررت منها أغلبية المحافظات خلال الأسبوعين الماضيين، بينما جرح 240 آخرين.واضطر أكثر من 120 ألف شخص إلى مغادرة منازلهم في المناطق التي اجتاحتها الفيضانات بحثاً عن مأوى.وتضرر من الفيضانات 23 إقليماً من أقاليم إيران الـ 31 منذ أن بدأت الأمطار تهطل بغزارة على البلاد في 19 مارس الماضي.ومن المتوقع أن تواجه المناطق الواقعة بغرب وجنوب غرب البلاد المطل على الخليج عواصف عاتية خلال الأيام المقبلة.