مجلس البصرة يفعِّل «ملف الإقليم»

صوت مجلس محافظة البصرة بالأغلبية خلال جلسة استثنائية عقدها، أمس الأول، على المضي بإجراءات تحويل المحافظة إلى إقليم، وقرر تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ خطوات تأسيس الإقليم من الناحية القانونية.

وقال رئيس اللجنة القانونية والإدارية في مجلس المحافظة أحمد عبدالحسين، إن «المجلس صوّت خلال الجلسة الاستثنائية بالأغلبية على مواصلة خطوات سابقة لجعل البصرة إقليماً وفقاً للدستور والقانون»، مضيفاً أن «طلباً لتأسيس الإقليم مصحوباً بتواقيع تم تقديمه خلال العام الماضي إلى رئاسة الوزراء، لكن لم يتم التعامل مع الطلب بجدية، كما قدم مجلس المحافظة طلباً آخر عام 2014، وأيضاً لم يؤخذ بهذا الطلب».

ولفت عبدالحسين إلى أن «قرار المجلس سوف تترتب عليه نتائج قانونية، وتم تشكيل لجنة لمتابعة الإجراءات»، مضيفاً أن «القرار يقدم رسالة واضحة إلى الحكومة الاتحادية ومجلس النواب مفادها بأن البصريين لا يمكنهم التخلي عن حقهم الدستوري والقانوني بتأسيس الإقليم، وهم يريدون تحصين محافظتهم من التدخلات والضغوطات السياسية».

ورحب النائب عن البصرة عبدالسلام المالكي، أمس، بالتصويت على تفعيل ملف «إقليم البصرة»، مهدداً بـ «موقف صلب وردود أفعال كبيرة» من أبناء المحافظة في حال وجود محاولات لإفشال وعرقلة هذا الأمر.

وقال المالكي، إن «ما مضى به مجلس البصرة في التصويت بالأغلبية على تفعيل ملف إقليم المحافظة هي خطوة مهمة ونحن من الداعمين لها شعبياً وسياسياً، لأننا نعتقد بأن البصرة ظُلمت كثيراً وحذرنا مراراً وتكراراً من مخاطر هذا الظلم والتسويف للحقوق لكن دون استجابة من الحكومة الاتحادية».

وأضاف أن «البصرة عانت ما عانت رغم أنها تمثل رئة العراق الاقتصادية، وتأملنا خيراً من الحكومة في معالجة الوضع فيها لكن دون جدوى، ما يجعلنا ملزمين بالدفاع عن حقوق جماهيرنا».

وتابع المالكي، أن «أي محاولات أو ضغوط يمضي أي طرف للقيام بها لإفشال خطوات تفعيل ملف البصرة كما حصل بالمرات السابقة سيقابله موقف صلب من أبناء المحافظة وردود أفعال كبيرة بعد أن فاض الصبر وخابت الظنون بكل الوعود السابقة».

يذكر أن النائب السابق وائل عبد اللطيف حاول في عام 2008 تحويل المحافظة إلى إقليم دون أن تكلل محاولته بالنجاح، وفي عام 2015 قدم النائب السابق محمد الطائي طلباً آخر إلى المفوضية العليا للانتخابات لإقامة الإقليم مصحوباً بتواقيع 44 ألف ناخب، وقد قبلت المفوضية الطلب، لكن الحكومة المركزية وجهت بالتريث في تنظيم استفتاء جزئي، وهي المرحلة الثانية وقبل الأخيرة لتأسيس الإقليم.

وعلى الرغم من توالي الإخفاقات فإن أعداد المناصرين لمشروع الإقليم في تزايد مستمر، وقبل أسابيع تم الإعلان في البصرة عن تأسيس «منتدى البيت البصري للثقافة الفدرالية»، والذي أخذ يعقد ندوات أسبوعية واجتماعات تنسيقية من أجل نشر الثقافة الفدرالية والدفع باتجاه تحويل المحافظة إلى اقليم.

إلى ذلك، شارك أكثر من خمسة ملايين زائر شيعي من عراقيين وعرب وأجانب في إحياء ذكرى وفاة الإمام موسى الكاظم التي اختتمت، أمس، فتوافدوا خلال الأيام الماضية الى بغداد حيث فرضت إجراءات أمنية مشددة لحماية الوافدين.

وتدفق الزوار من محافظات في جنوب البلاد سيراً على الأقدام عبر طرق رئيسية في منطقتي الرصافة والكرخ شرق وغرب بغداد، متوجهين إلى مرقد الإمام الكاظم في الكاظمية شمال العاصمة.

وارتدى أغلب الزوار وبينهم نساء وأطفال ملابس سوداء، وحمل البعض منهم رايات حسينية، في حين انتشرت على جانبي طرق الزوار خيم أعدت للاستراحة وتقديم الطعام والشراب للعابرين.

وغصت الشوارع المؤدية والمحيطة بمرقد الإمام الكاظم بالوافدين، في حين ارتفعت أناشيد دينية عبر مكبرات الصوت تستذكر قصته.

وقال نائب الأمين العام للروضة الكاظمية الشيخ عَدي الكاظمي: «شارك أكثر من خمسة ملايين زائر في أداء الزيارة منذ يوم الجمعة في الكاظمية».