قوت القلوب الدمرداشية، ودرية شفيق، وملك حفني ناصف، والرسامة الأميركية جورجيا أوكيف، والشاعرة النمساوية بورغ باخمان، نماذج نسائية أغرمت بهن الكاتبة هالة البدري، وسكن طيفهن معها طويلا حتى كتبت عنهن أخيرا رواية "نساء في بيتي"، الصادرة أخيرا عن الدار المصرية اللبنانية.

وقد لاقى الكتاب ترحيبا نقديا، ونظمت له ورشة الزيتون ندوة موسعة بحضور نخبة من المثقفين والنقاد.

Ad

والرواية يمتزج فيها الخيال بالواقع، وألقت فيها البدري الضوء على هؤلاء المبدعات اللاتي تركن أثرا في الوجدان الثقافي العربي والعالمي، مبرزة نضالهن في سبيبل التحرر والانعتاق من سطوة الرجل، وإبداعهن في مجالات الفنون والأدب.

وفي تقديمها للرواية تقول البدري: "دعوني أبوح لكم بسر عن نساء، في الليل وحده يأتين لزيارتي. أتساءل: ما الذي جمعني بهن؟ هل هو حب المغامرة، أم الفن؟ لي مع كل واحدة منهن قصة طويلة. على الحائط لوحة ضخمة رسمتها جورجيا أوكيف أم الحداثة الأميركية التي حاصرها حبيبها في خانة الأنثى، فهربت إلى الصحراء لترسم، وعاشت متنقلة بين نيو مكسيكو ونيويورك، حتى رحلت عام 1986 عن عمر يناهز الثامنة والتسعين عاما.

وفي مكتبتي رسالة ماجستير تجمعني بالمقارنة مع الشاعرة والروائية النمساوية بورغ باخمان، التي انعكست على حياتها أخطاء السنوات الحالكة في التاريخ البشري، سنوات الحربين العالميتين، وقد ماتت محترقة عام 1972 عن 47 عاما في كوخها بإيطاليا. وفي المكتبة أيضا روايات للكاتبة المصرية قوت القلوب الدمرداشية التي كانت تكتب بالفرنسية، ودرية شفيق التي انقلبت حياتها من أميرة إلى امرأة مطاردة وماتت في ظروف غامضة".

وعن اختيارها لهؤلاء النسوة تقول: في ظاهر الأمر يبدو أن كلا منهن قد واجهت أمرا مختلفا، قوت القلوب الكتابة بالفرنسية، ملك حفني الاعتدال والتأرجح بين المحافظة والحداثة، درية شفيق التغريد خارج السرب، بالخلاف مع عبدالناصر، جورجيا أوكيف الاهتمام بالأنوثة وحدها، على الرغم من أن زوجها الناقد التشكيلي هو الذي أطلق عليها هذا الحكم.